قال الدكتور سمير غطاس "الباحث في الشئون الفلسطينية" إن هناك الكثير من الفخاخ المنصوبة الآن لتوريط الجيش المصري وإبعاده عن مهمته الأساسية، موضحا أن توريط الجيش يتم عن طريق الجماعات الإسلامية في سيناء والتي تقوم بعمليات ضد"إسرائيل". وأضاف غطاس خلال الندوة التي أقيمت بالمجلس الأعلي للثقافة أمس" حول الانتخابات الإسرائيلية ومستقبل عملية التسوية للصراع العربي الإسرائيلي" أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعطي اهتماما خاصا "للنفط وأمن إسرائيل" وتري أن أمن إسرائيل يتحقق إذا تم تحطيم كل الجيوش التي تهدد بقاءها ومن ثم عملت أمريكا علي تصفية الجيش العراقي والسوري والليبي وبقي الجيش المصري الذي تسعي أيضا إلي تصفيته. وذكر غطاس أنه من بين الفخاخ المنصوبة للجيش المصري أيضا السعي إلي تحويله إلي جيش تنظيم أو حركة أو جماعة بدلا من كونه جيشا لكل المصريين مؤكدا علي أن اللغة التي استخدمت في بيان الجيش الأخير علي خلفية المعلومات التي أشارت إلي عزل اللواء" عبدالفتاح السيسي" لغة جديدة تؤكد خطورة المشهد. وقالغطاس إن:"الوضع الاستراتيجي المصري مهلهل وهش فالقبائل البدوية علي الحدود الشرقية تم اختراقها من جانب تنظيمات مختلفة وقبائل" أولاد علي" علي الحدود الغربية تم اختراقها أيضا وكان النظام السابق قد سمح للقذافي الاجتماع بهذه القبائل لأنها دائما ما تتحدث عن أصولها الليبية. وعن مشروع غزةسيناء قال غطاس" بعد صعود الإسلاميين ووصول الإخوان للحكم وجدت إسرائيل أمامها فرصة ذهبية فهي تري أن حركة حماس فرع من فروع جماعة الإخوان المسلمين وهنا وجدت الفرصة أمامها سانحة لإلحاق الفرع بالأصل وبالتالي تتخلص من غزة التي تمثل عبئا استراتيجيا علي إسرائيل حتي أن أحد المسئولين الإسرائيليين قد صرح من قبل بأن غزة لا تمثل أي أهمية لإسرائيل بل هي أشبه بالطاعون ومن هنا فإسرائيل تري أن الفرصة أمامها للتخلص من غزة وبيعها لمصر مقابل الحصول علي جزء من سيناء، كما أن اللواء سامح سيف اليزل قد صرح بعد وصول الإسلاميين للحكم أن جزءً لا يستهان به تم بيعه للفلسطينيين وفي نفس الوقت كان هناك حديث عن إمارة إسلامية في سيناء وعندما سافرت إلي سيناء وجدت بنفسي لافتة مكتوب عليها" القضاء الشرعي" كما أن الجماعات الإسلامية السلفية والجهادية بسيناء هي استنساخ من جماعات إسلامية موجودة بغزة". وعن انعكاسات الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة علي عملية السلام. وقال غطاس: إن عملية السلام بدأت في التراجع في برنامج الانتخابات الأخير وكان الأهم البرنامج الاقتصادي باستثناء ليفني التي أكدت أن إسرائيل ستقع في عزلة إذا لم تدخل في مفاوضات مع الفلسطينيين. كما أضاف أن الثورات العربية أدت إلي عدم متابعة الانتخابات الإسرائيلية لأن المثقفين والمفكرين العرب قد ازدادوا ثقة بالنفس بعد الثورات وهذا ما جعلهم لا يهتمون بالانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وتتبع غطاس مسار الاهتمام بالشأن الإسرائيلي في المراحل التاريخية المختلفة حيث قال" قبل عام 67 كان هناك تجريم وتحريم للتعامل مع الشأن الإسرائيلي وبعد 78 تم التطبيع في كل شيء خاصة في الشأن العلمي، وبعد معاهدة السلام تم تراجع الاهتمام بالشأن الإسرائيلي وأصبحنا نحصل علي معلوماتنا عن إسرائيل من الصحف الإسرائيلية فقط والتي لا تعكس في الغالب طبيعة الفكرالسياسي والاستراتيجي لإسرائيل. وتابع "كما أن أغلب الكتاب والمفكرين المصريين يعتمدون علي مبدأ الانتقائية في تعاملهم مع الأخبار الإسرائيلية وأذكر منهم فهمي هويدي فدائما مايقتبس الكثير من المقولات التي تصدر في الصحف العبرية ولكن للأسف يختار ما يريده هو وليس ما يجب أن يعرفه عن الشأن الإسرائيلي". وعن العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والإخوان المسلمين قال" العلاقات بين أمريكا والإخوان بدأت منذ عام 2002 وهذا ما أكده سعد الدين إبراهيم وثروت الخرباوي، ونتيجة لقوة هذه العلاقة أعلنت قيادة الإخوان المسلمين علنا تمسكها باتفاقية كامب ديفيد، وهذا يعني أن ما صدر لنا حول مخاوف إسرائيل من وصول الإسلاميين للحكم هو أشبه بخلق الوهم في المنطقة. Comment *