قد يخدعك مظهر المسجد وقبته من الخارج وتظن أنك أمام مسجد عادي ملحق به مدرسة وقبة وضريح ولكنك بمجرد أن تطأ قدماك أرض المسجد وضريحه ستجد نفسك أمام تحفة فنية نادرة ربما تعجز عن وصفها، فبمجرد دخولك من الباب الرئيسي للمسجد الذي يقع في بداية شارع المعز لدين الله الفاطمي ستجد نفسك أمام ممر كبير ومساحة شاسعة لتتمتع برؤية العمارة العتيقة ذات الصبغة الإنسانية الفريدة . على يمين المدخل الطويل يقع مدفن الملك المنصور قلاوون وقبته ويتكون المدفن من صحن كبير مقام على أربعة أعمدة ضخمة من الجرانيت يعلوها الرسوم والأشكال المذهبة وتغطية قبة مميزة يقع أسفلها ضريح دفن به الملك المنصور وابنه الناصر محمد محاط بأربعة جوانب خشبية مفرغة ويكسو الجدران من الداخل وزرة من الرخام الملون والخردة الدقيقة المطعمة بالصدف، يعلوها طرازمكتوب عليه بالذهب الآيات القرآنية، أما المحراب الموجود داخل هذه المجموعة يعد أحد أجمل المحاريب في مصر ويعتبره البعض الآخر أفخم المحاريب التي أنشئت في مصر من فرط جماله وأناقته . وفي نهاية المدخل باب كان يؤدي إلي البيمارستان ال"مستشفى" واشتمل البيمارستان الذي لم يبق منه سوى بعض قاعاته على كثير من الأقسام لعلاج الأمراض المختلفة وألحق به صيدلية لتركيب وصرف الأدوية للمرضي كما خصص به مكانًا لتدريس الطب وجعل المنصور قلاوون هذا البيمارستان مشاعًا للغني والفقير وهو كما وصفه المؤرخون يعتبر من مفاخر مدينة الشرق في القرون الوسطي. بني مسجد المنصور قلاوون عام 684 ه– 1285 م ، حيث أمر المنصور ببناء مسجد يحمل اسمه على أن تلحق به مدرسة لتعليم القرآن الكريم إضافة إلى القبة والضريح والبيمارستان، وتعتبر هذه المجموعة من أروع ماتم بناؤه في عهد دولة المماليك. وكان قلاوون أحد مماليك الأتراك اشتراه الأمير "علاء الدين آق" بألف دينار ولذلك سمي بالألفي ، وبعد وفاته أصبح مملوكًا لملك الصالح نجم الدين أيوب ولقب بالصالحي النجمي نسبة إلى سيده الملك الصالح وظل يترقى في المناصب حتي أصبح كبير الأمراء أيام حكم الملك العادل سلامش بن الظاهر بيبرس، وبعد أن تم خلع الملك العادل "سلامش" 678 ه – 1279 م " تولي الحكم وأصبح لقبه الملك المنصور بن قلاوون واستمر حكمه إحدى عشرة سنة وتوفي عام 689 ه – 1290 م. Comment *