ذكرتْ صحيفةُ لوموند الفرنسية أن هناك غموضًا حول مصير إيطاليا قبل أسبوع من الانتخابات العامة، لإن الاقتصاد الإيطالي في عجز مستمر، بعد أن بلغت ديونه 200 مليار يورو، أي بما يعادل 127% من الموازنة العامة الإيطالية. ولفتت لوموند إلى أن الدين الإيطالي لم يتوقف عن الارتفاع رغم من تولي ماريو مونتي رئاسة الحكومة خلفًا لسيلفيو برلسكوني في نوفمبر 2011، مشيرة إلى أن الديون زادت الضغوط على الاتحاد الأوربي، ونتيجة لذلك فإن الانتخابات البرلمانية الإيطالية لا ترسم فقط مستقبل إيطاليا بل مستقبل منطقة اليورو. وأشارت لوموند إلى أنه أصبح أمام الإيطاليين ثلاثة خيارات، وهي إما الاستمرار في تطبيق التقشف المالي عن طريق التحالف الوسطي الذي يقوده ماريو مونتي والذي يسعى للحصول على فترة أخرى، أو عن طريق التحالف اليساري الذي يقوده بيير لوجي بيرساني، وزير تنمية اقتصادي سابق. أما الخيار الثاني الذي طرحته لوموند هو الرجوع إلى الوراء بانتخاب بيرلسكوني الذي يتقدم لمنصب رئاسة الحكومة للمرة السادسة، والذي يعد الإيطاليين، كما في كل مرة تقدم فيها لهذا المنصب، بإلغاء الضرائب وإصدار عفو ضريبي. وأخيرًا الاتجاه إلى المجهول عن طريق انتخاب بيب جريلو -ممثل كوميدي له شعبية واسعة في إيطاليا والذي اعتبر أن كل رجال السياسة في إيطاليا مثل "الحجر الثقيل". من جانب آخر أوضحت صحيفة لوموند أن واشنطن وباريس والاتحاد الأوربي يخشون انتصار بيرلسكوني وسقوط اليسار الإصلاحي. حيث إن المؤشرات تؤكد هزيمة ماريو مونتي في الانتخابات المقبلة، فوفقًا للاستطلاعات الأولية فان رئيس الحكومة الحالي مونتي جاء في المركز الرابع. وأضافت أنه بعد 15 شهرًا من محاولة الإصلاح إلا أن التراجع في الاقتصاد ما زال مستمرًا ولكن بشكل أقل كما ارتفعت نسبة البطالة إلا أنه من المتوقع أن يرتفع الاقتصاد في نهاية هذا العام. فقد أكد مونتي أن "كل هذه الإصلاحات من الممكن أن تذهب هباءً إذا استمع الإيطاليون لوعود بيرلسكوني"، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوربي يخشى انتصار بيرلسكوني لأنه لن يلتزم بتنفيذ خطط الاتحاد الأوربي. إلَّا أن صحيفة لوموند تذكر أنه من الأفضل لإيطاليا وللاتحاد الأوربي انتصار الجبهة اليسارية والتي ستلتزم بتطبيق خطط الاتحاد الأوربي لسد العجز في الميزانية الإيطالية. فوفق للاستطلاعات فان اليسار بقيادة لويجي بيرساني جاء في المقدمة بنسبة 35% متخطيًا الجبهة اليمينية التي يقودها بيرلسكوني ب 5 نقاط ، في حين جاء التحالف الوسطي الذي يقوده ماريو مونتي في المركز الرابع بنسبة 14% خلف "حركة الخمس نجوم" التي احتلت المركز الثالث بنسبة 18%. Comment *