قال الرئيس المصري محمد مرسي إنه على الرغم من أن جذوره السياسية في جماعة الإخوان المسلمين، فإنه لن يكون هناك أي مجال لإنشاء حكومة إسلامية طالما هو رئيسًا لمصر. وقال مرسي في حوار نشر اليوم مع مجلة فرانكفورتر اليجماين تسايتونج اليومية الألمانية إن "الدولة التي نؤمن بها هي الدولة الحديثة، التي فيها يتم تداول السلطة سلميا وتسود الديمقراطية والحرية"، وأضاف "نحن لا نؤمن بالدولة والحكومة الدينية. ومصطلح "الثيوقراطية" مصطلح لا وجود له بالنسبة لنا.. فنحن نتكلم دائما عن الدولة المدنية". وأكد مرسي، الذي تولى السلطة بعد الاطاحة بحسني مبارك عام 2011، أن مصر ينبغي أن تصبح بلدا يتمتع فيها جميع المواطنين بحقوق متساوية "بغض النظر عن إيمانهم أو عقيدتهم". وبسؤاله عن وضع الأقباط والنساء، أجاب أن جميع المصريين متساوون أمام القانون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات بغض النظر عن الدين أو الجنس.. والدستور الجديد يضمن جميع حقوق المرأة بما في ذلك المشاركة في الحياة السياسية. وفيما يتعلق بالاعتداءات على المسيحيين، قال مرسي "نعم، يحدث من حين لآخر خلافات، لكنها احتكاكات اجتماعية طبيعية وليست طائفية. ووسائل الإعلام تبالغ في بعض الأحيان وتظهر صورة غير حقيقية". كما أكد الرئيس المصري - الذي واجه انتقادات واسعة أواخر العام الماضي بعد أن استحوذ على سلطات واسعة قبل الاستفتاءعلى الدستور الجديد للبلاد - بأنه لن تكون هناك عودة إلى الديكتاتورية في عهده. وأوضح الرئيس المصري في حواره مع الصحيفة الألمانية "أنا أستخدم القانون والقضاء وفقا لأحكام الدستور لمحاربة الديكتاتورية والبيروقراطية التي سادت البلاد لعقود"، مضيفا "أنا مستمر في هذا الطريق بكل قوة ممكنة ولكن ليس من خلال فرض بنود وأحكام خاصة". وبشأن مستقبل السياسة الخارجية لبلاده خاصة فيما يتعلق بالتقارب مع إيران، قال مرسي أن مصر ستسعى لبناء علاقات متوازنة مع جميع الدول، مؤكدا على أن حكومته سوف تحترم معاهدة السلام المصرية مع إسرائيل. وبسؤاله عن الدور المصري في سوريا، قال الرئيس مرسي إن "سوريا تشهد صراعا دراميا ونحن نحاول إنهاء سفك الدماء، من ثم يستطيع السوريون ترتيب أوراقهم في الداخل بأنفسهم. لكن النظام الحالي ليس لديه مكان في سوريا الجديدة". وبشأن الهدف من زيارته لبرلين المقررة في نهاية شهر يناير، أوضح مرسي أن بلاده سوف تدعم دور ألماني أكبر في مصر والشرق الأوسط على المستويين الاقتصادي والسياسي للمساهمة في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. وأضاف " نحن نتحرك نحو علاقة قوية مع ألمانيا، لاسيما في مجال نقل التكنولوجيا والبحث والتنمية". Comment *