في ظل ما تشهده مصر الآن من فرض قيود علي الحرية الفكرية والإبداعية، بل وصل الأمر إلي إرسال تهديدات بالقتل للعديد من المفكرين المعارضين مثلما حدث مع علاء الأسواني وغيره من الكتاب والمفكرين، " البديل" تطرح تساؤلا " هل تشهد الفترة المقبلة أحكاما قضائية بإعدام أصحاب الفكر الحر مثلما تم من قبل إعدام المفكر السوداني " محمود محمد طه " بحكم قضائي عام 1985 لرفضه قوانين تطبيق الشريعة الإسلامية وإصدار فتاوي دينية بإهدار دم المفكرين مثلما حدث مع فرج فودة. يقول الكاتب والروائي " جمال الغيطاني" إن الوضع الحالي في مصر لا يحتاج الي أحكام قضائية تصدر بإعدام أصحاب الفكر الحر لأنه لا يوجد احترام للقضاء بحسب قوله ، ويضيف الغيطاني " أتوقع أن تشهد الفترة القادمة تصفيات جسدية لبعض الرموز الثقافية وأقول هذا مستندا إلي تاريخ الجماعات الإسلامية المتطرفة وأذكر هنا اغتيالهم لفرج فودة ومحاولة قتل نجيب محفوظ وقتلهم مؤخرا للشهيد الحسيني أبوضيف ، لذلك أعتقد أنهم سيلجأون الآن للتصفيات خاصة في ظل الفوضي التي تمر بها البلاد " ويصف الغيطاني موقف المثقفين والمفكرين في مواجهة الفكر المتطرف بالضعيف حيث يقول " المثقفون في موقف ضعيف وأغلبهم لا يعبر عن موقفه صراحة من التيارات الإسلامية وينهجون المواقف الوسطية الزجزاجية رغم أن الموقف الآن واضح جدا فهناك هدم لكل ماتم بناؤه من أيام الملك مينا وباختصار شديد الدولة الآن تنسف" ومن جانبه يقول أستاذ التاريخ الإسلامي الدكتور "سيد القمني" إنه إذا استمر تصاعد المد الإسلامي ومطلب تطبيق الشريعة فسيكون هناك تطبيق حقيقي لقانون الحسبة ومن هنا سيتعرض عدد كبير من المفكرين والمثقفين للاغتيالات السرية ، لافتا الي أن الإسلاميين الآن يعيشون نشوة الانتصار ولذلك يمارسون أقصي أنواع العنف لأنهم خرجوا من المعتقلات والسجون مرضي نفسيين يحاولون نسف كل من يخالفهم في الرأي بحسب قوله. ويتابع القمني قائلا " تعرضت للمحاكمة مرتين وأخذت براءة ، الأولي أمام محكمة أمن الدولة العليا بسبب كتاب رب الزمان والثانية أمام نيابة شمال القاهرة ، وحصلت علي البراءة لأنني لم أكتف بالمحامي بل دافعت عن نفسي لأن قضيتي هي قضية فكر فلم يقبض علي في شقة دعارة مثلا ، وأعتقد أنهم اغتالوا شهيد الفكر فرج فودة لأنهم كانوا يخشوا حصوله علي البراءة إذا تم مثوله أمام القضاء فمؤكد أن فودة كان سيدافع عن نفسه شرعيا وعلميا ، وبعد أن أصبح الإسلاميون حكاما ومسؤولين أمام العالم أعتقد أنهم سيلجأون الي الاغتيالات السرية ، أما إذا فشلوا في انتخابات مجلس الشعب القادمة فسيلجأون الي التصفيات والاغتيالات العلنية المباشرة وقد أعدوا قائمة بها خمسين اسما من الفنانين والمثقفين المرشحين للاغتيال من جانبهم" ولا يري القمني فرقا بين جماعة الجهاد والتكفير والهجرة والإخوان المسلمين حيث يقول " لا أري أي فروق أو اختلافات بين الجماعات الإسلامية فهم يوزعون الأدوار فيما بينهم في الإعلام وفي الواقع أيضا وأعتقد أن توزيع الأدوار في الفترة القادمة سيكون في تنفيذ قائمة الاغتيالات التي أعدوها" ويري الكاتب والمترجم د- شوقي جلال أن الفترة القادمة لا تشهد إعدام المفكرين والمثقفين فقط بل ستشهد إعدام الفكر نفسه ويوضح " نظم الحكم الإسلامية هي نظم فاشية تقوم علي تكفير كل من يخالفها في الرأي وقد شهد التاريخ الإسلامي العديد من عمليات الاغتيال لأصحاب الفكر الحر لأن طبيعة الحكم القبلي وفكر الإسلاميين يتنافي مع أي تحول حداثي يشجع علي حرية الفكر" وعن موقف المثقفين الآن يقول جلال " أنا يائس من موقف غالبية المثقفين ففي ظل نظام مبارك كانوا ينافقون السلطة أو يكتمون رأيهم وهذا الموقف امتد الي وقتنا هذا فأغلبهم لم يعبروا عن موقفهم الصريح من الإسلاميين حتي الآن. ولا يستبعد الكاتب والناقد د- أحمد الخميسي إصدار أحكام بالإعدام علي بعض الكتاب والمفكرين في الفترة القادمة حيث يقول " إذا رسخ الإخوان حكم الفاشية الدينية وإذا استمرت هذه النزعة الإخوانية فستشهد الفترة القادمة إصدار أحكام بالإعدام علي أصحاب الفكر الحر، رغم أن الشعب المصري تاريخيا لا يميل للعنف حيث كانت معظم العقوبات تتراوح ما بين النفي أو السجن باستثناء فترة الستينيات التي شهدت إعدام سيد قطب بحكم قضائي وشهدي عطية الشافعي الذي مات شهيدا في السجن" وعن موقف المثقفين ونضالهم في مواجهة فكر الإسلاميين المتطرفين يقول الخميسي إن المثقفين الآن مقاتلون من أجل الحرية والكرامة الإنسانية ومستعدون للكثير من التضحيات من أجل حريتهم مهما كان الثمن. Comment *