كشفت عشرات الشكاوى والبلاغات والاستغاثات التى تجددت الأيام السابقة من أهالى وسكان مدينة برج العرب الجديدةبالإسكندرية إلى الإدارة المركزية لجهاز شئون البيئة وقسم شرطة برج العرب عن أزمة توشك على الاشتعال على غرار أزمة مصنع "أجريوم" بدمياط إذا لم يتحرك المسئولون لإيقاف تشغيل شركة "جرين فالى أويل سرفيس"، أو "مصنع الموت" كما يطلق عليه أهالى المدينة، ذلك المصنع الكائن بالمنطقة الصناعية امتداد المنطقة الرابعة بالقطع 1،2،11،12 بلوك 8 بمدينة برج العرب الجديدة، والذى يقوم بتبخير ومعالجة المياه المنتجة من عمليات إنتاج الغاز الطبيعى الخاصة بشركة رشيد للبترول ومعالجة نواتج حفر آبار البترول، والتى تسببت في العديد من الامراض الخاصة بالجهاز التنفسى للأهالى عامة والأطفال خاصة؛ مما دعا سكان المدينة للتجمهر مرات عديدة أمام مقر جهاز برج العرب متهمين إدارة الجهاز بالتواطؤ مع صاحب المصنع على حساب صحتهم وأطفالهم. تقول هدى رجب، من أهالى المدينة والناشطة الحقوقية بمنظمات المجتمع المدنى بالمدينة: "إن مدينة برج العرب الجديدة بها مناطق صناعية عديدة، ومنذ عام 2011 بدأ ظهور روائح نفاذة وروائح كريهة جدًّا عند استنشاقها تسببت أزمات صدرية وضيق بالجهاز التنفسى، خاصة للأطفال، حيث ظهرت حالات مرضية عديدة لهم. وعندما تتبعنا مصدر تلك الرائحة المستفزة وجدناها تنبعث من مصنع يسمى جرين فالى بامتداد المنطقة الرابعة، فقام الأهالى بتقديم شكوى إلى الإدارة المركزية لشئون البيئة بالإسكندرية، وبالفعل قاموا مشكورين بتوجيه لجنة من إدارة التفتيش البيئى على الشركة محل الشكوى، وتبين من التفتيش عدم وجود تصاريح لمزاولة العمل بالإضافة لعدم موافقة الهيئة العامة للبترول لمزاولة النشاط، وقد تم تحرير محضر بالمخالفات التى وجدتها اللجنة، وهى مخالفة أحكام المادة 29 من القانون؛ لعدم وجود تصريح بتداول النفايات الخطرة، ومخالفة أحكام المادة 30 من القانون؛ لعدم وجود مخزن للنفايات الخطرة؛ لضمان التخزين الآمن، ومخالفة أحكام المادة 34، و36، و45 من القانون لانبعاث روائح كريهة ونفاذة داخل بيئة العمل وخارجها؛ ولذلك تم أخذ تعهُّد على مدير موقع التشغيل بعدم تشغيل معالجة وتبخير المياه المصاحبة للغاز لحين استخراج التراخيص اللازمة لمثل هذا النشاط وتوفيق الأوضاع البيئية، وقد تم إرسال مكتوب رقم 3816 بتاريخ 26\12\2011 من جهاز شئون البيئة إلى رئيس جهاز تنمية مدينة برج العرب الجديدة لإزالة أسباب المخالفات، وبالفعل أصدر المهندس أحمد فؤاد عبد اللطيف رئيس الجهاز قرارًا رقم (17) لسنة 2012 المادة الأولى بوقف تشغيل شركة جرين فالى لحين توفيق الأوضاع البيئية واستخراج التراخيص وإزالة أسباب المخالفات الواردة بخطاب جهاز شئون البيئة, والمادة الثانية على جميع المختصين تنفيذ هذا القرار فيما يخصه مع الاستعانة بقسم شرطة التعمير عند التنفيذ. وتستطرد رجب قائلة: "قمنا بالذهاب إلى قائد المنطقة الشمالية العسكرية قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، وقدمنا شكوانا بأننا لا نريد غلق المصنع إذا التزم بالشروط البيئية واستخدم الوسائل التقنية أو الصناعية والتكنولوجية الحديثة التى تعالج هذه الروائح والغازات السامة التى تؤثر صحيًّا على المواطنين، حيث يقول المتخصصون من أستاذة البحث العلمى إن مادتى الهيدروكربون والأثيلين من المواد التى تصيب الجهاز التنفسى، كما أن المخلفات التى تنبعث مع الماء المتبخر تسبب السرطان والسكتة الدماغية، وبالفعل تم تحديد موعد من قِبَل المنطقة الشمالية، وتم إخطار المصنع بالموعد حتى يتم التشغيل أمام لجنة الماسح البيئى وأجهزة القياس، وبالفعل عندما تم تشغيل المصنع وتجربة المواد التى يعمل بها لم تنبعث أى روائح كريهة؛ لأن إدارة المصنع على علم بالموعد، وتم تغيير المواد التى يتم تبخيرها". وعقَّبت رجب: "هذا الاستهزاء بعقولنا جعل الأهالى تغضب أكثر وأكثر، حتى إن رئيس الجهاز غادر اللجنة اعتراضًا على هذا التضليل، ولكن الآن وبعد تغيير رئيس الجهاز وتولى رئيس جديد للجهاز تم تشغيل المصنع مرة أخرى، وضربوا بالقرارات السابقة عرض الحائط". ويقول المهندس رضا حماد أحد أهالى المدينة: "إن مدينة برج العرب الجديدة تمتاز بالتصميم المعمارى المتميز وزيادة المساحات الخضراء والحدائق المزروعة، وتمتاز بجوها البديع فى الصيف والشتاء؛ لأنها منطقة ساحلية وصحراوية بذات الوقت، ومعظم سكان المدينة جاءوا للإقامة بها هروبًا من الاختناقات المرورية والضوضاء الموجودة داخل الإسكندرية، وأنا من الأشخاص الذين أتوا إلى برج العرب الجديدة طمعًا فى البيئة النظيفة والهدوء، ولكن منذ أواخر العام الماضى بدأ ظهور روائح وغازات بالمدينة سببت لنا اختناقات، وخاصة الأطفال، وكان بسبب مصنع جرين فالى". ويضيف: "وبعد أن تجمهر الأهالى عدة مرات، قمنا بعمل محاضر إثبات حالة بنيابة برج العرب تحت رقم 684 إدارى برج العرب، وحتى الآن لم يتحرك ساكن". وتساءل حماد :"لماذا يتم تخريب كل مكان جميل نقى بمثل هذه المصانع المضرة؟ ولصالح من؟ فمنتجع كنج مريوط هذا المكان السياحى المتميز بطبيعته الخلابة من صنع الرحمن للأسف تم إنشاء مصنع ميدور لتكرير البترول بجواره؛ مما سبب أيضًا انبعاث روائح وغازات جعلت السكان والمصيفين يهجرونه". ولفت إلى أن "هذا ليس بالإسكندرية فقط، فهناك أماكن جميلة بمصر يتم تدميرها، ك "وادى القمر" و"إدفو" و"أسوان". وأكد حماد "إننا كأهالى وسكان المدينة ما عندناش استعداد لهجر بيوتنا بسبب مصنع تم إنشاؤه لإيذائنا.. فقد ضحينا بالغالى والنفيس من أجل العيش بمكان نظيف وهادئ". وحذر حماد قائلاً: " هذه أزمة قابلة للاشتعال إذا لم يتحرك المسئولون لإيجاد حل سريع وعاجل لها، ولن نتوقف عن التجمهر أمام مجلس المدينة إلا بعد حل الأزمة". أخبار مصر – محافظات – البديل المصنع لم يحصل على تصاريح لمزوالة العمل ولا موافقة الهيئة العامة للبترول الهيدروكربون والأثيلين والمخلفات المنبعثة من المصنع تسبب السرطان والسكتة الدماغية عند التفتيش على المصنع لم تنبعث أى روائح كريهة؛ لأن الإدارة كانت على علم بالموعد. أتينا للإقامة هنا هربًا من الاختناقات المرورية والضوضاء الموجودة داخل الإسكندرية