"الفقر ليس له عنوان أو دين أو جنس"، ففي عزبة الهجانة أكبر تجمع للمهمشين، والتي يصل عدد سكانها إلي نصف مليون نسمة كانت وما زالت بعيدة عن اهتمام الحكومة المصرية حتي بعد الثورة يحاول حل مشكلاتها جمعية اسلامية والجامعة الأمريكية. تعمل الدكتورة جنيفر بريمر، رئيس قسم السياسات العامة والإدارة في الجامعة الأمريكية مع سكان عزبة الهجانة، أكبر منطقة عشوائية في شرق القاهرة، لإيجاد سبل لمعالجة بعض المشكلات المرتبطة بالمناطق الفقيرة في العاصمة. بدأت بريمر أولي مقابلاتها في عزبة الهجانة في أعقاب ثورة 25 يناير، عندما قابلت شباب شاركوا في اللجان الشعبية التي كانت تحرس المنازل والشركات خلال الاضطرابات. من خلال عملها، التقت بريمر بقيادات جمعية إسلامية محلية، وكانوا، بالإضافة إلى ممارستهم للأنشطة الخيرية، يشاركون بقوة في دعم الحوار المجتمعي، وتسوية المنازعات والتعاون الوثيق مع الحكومة. خلال الأشهر اللاحقة، عملت بريمر مع الجمعية في المنطقة جنباً إلى جنب مع فريق من طلاب الجامعة الأمريكيةبالقاهرة لتسهيل التعاون الجاري. قادت بريمر وطلابها حملة جمع التبرعات خلال شهر رمضان، وسعت لمساعدة السكان في تلبية احتياجاتهم الطارئة. تقول بريمر: "الأولوية هي مساعدة الناس في تسجيل ممتلكاتهم وتقنين تواجدهم في المنطقة، على الرغم من أن ذلك سوف يحتاج للكثير من موارد". واعتبرت أن "الحاجة الرئيسية في هذه المرحلة هي تحويل التركيز من بناء مجتمعات للنخبة إلي التعامل مع الاحتياجات السكنية العاجلة للمهمشين، والطبقات الحضرية العاملة، ومع ذلك فالخطوة الأولى هي ملء فجوة الخدمات في المناطق ذات الدخل المنخفض من خلال ضمان جمع القمامة، وتوفير إمكانية الوصول إلى المياه بشكل كاف، وضمان وجود صرف صحي، وتمكين جميع الأطفال من الالتحاق بالمدارس في أحياء خاصة بهم". باعتبارها موطنًا لحوالي 500،000 نسمة من السكان، تشكل عزبة الهجانة تحديا هائلاً لصانعي السياسات، إذ كانت المنطقة في السابق أرضًا عسكرية وتصنف رسميًّا بأنها منطقة متخلفة تواجه مجموعة من المشكلات الشائعة في المناطق الفقيرة الأخرى في القاهرة. يشمل ذلك أيضاً كل شيء من نقص الخدمات الأساسية، مثل المياه، والصرف الصحي وجمع القمامة، حتي الرعاية الصحية والتعليم غير الكافيين على الاطلاق. نشأت العشوائيات أو المناطق غير الرسمية مثل عزبة الهجانة في مصر نتيجة لسياسات وقواعد الإسكان الضعيفة، فضلاً عن انخفاض مستويات الدخل والنمو السكاني السريع. في "فهم الأحياء الفقيرة"، أشار ديفيد سيمز، خبير التخيط واقتصاديات المناطق الحضرية، إلي أن مشكلة الإسكان غير الرسمي بدأت في القاهرة في منتصف الستينيات من القرن الماضي مع الزحف العمراني غير المنظم على الأراضي الزراعية، والذي قوبل بمقاومة لا تذكر من قبل الحكومة. لم تعير الحكومة الانتباه إلى المناطق غير الرسمية المتنامية حتى منتصف السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وقد أصبحت واسعة منذ ذلك الوقت. اليوم، تشير الإحصاءات من وزارة الإسكان المصرية إلي وجود 1221 منطقة عشوائية مماثلة لعزبة الهجانة في مصر. تأوي تلك العشوائيات من حوالي 12 مليونًا إلي 15 مليونًا من الكثافة السكانية للبلاد والتي تبلغ 80 مليون شخص. بالإضافة إلى عدم امتثالها لقواعد البناء والتخطيط، تعاني هذه المناطق من نقص المرافق، ووسائل الراحة والبنية التحتية المناسبة. على نطاق أوسع، تعمل بريمر مع الجمعية في المنطقة للمضي قدمًا في مشروع كبير لإنشاء مركز للخدمات الاجتماعية الحكومية في عزبة الهجانة، والذي كان قد تم البدء فيه عندما صدر مرسوم عام 2000، لنقل 5 فدادين من الأراضي من الجيش إلى محافظة القاهرة. هذه الأرض كان من المفترض استخدامها لبناء أول مدارس ابتدائي ومرافق صحية في عزبة الهجانة. Comment *