مر عامان على مذبحة كنيسة القديسين، مع إعلان الإنتهاء من عام 2010 والدخول فى الدقائق الأولى لعام 2011، لم يُسمع بكنيسة القديسين مارمرقس وبطرس الرسولين بالإسكندرية صوت جرسها، بل استقبل الحضور مشارف العام بدوى لإنفجار زلزل أركان الكنيسة، أعقبه صراخ وعويل أطفال ونساء ومشاهد لدماء تناثرت على الجدران وأشلاء بشرية لم تمحى ذاكرتها ممن راّها. رحل على إثر التفجيرات أكثر من 20 وإصابة المئات ولازالت الإجابة على سؤال من الجانى أمر بعيد المنال، حتى أن الزمن توقف عند حدث الإنفجار دون تقديم الجناة إلى العدالة الحقيقية. وقال القس مرقص ونيس كاهن الكنيسة: " أن الكنيسة تكرم شهداءها على مدار التاريخ وبلا شك أن الإسكندرية تباركت بدماء هؤلاء الشهداء الذين قتلوا وهم فى أفضل حالاتهم لأنهم كانوا صائمين وكانوا انتهوا من صلاتهم وتسبيحهم لإستقبال عام جديد، وأكد ان الكنسية خلعت أجزاء من الأبواب التى تدشنت بدم الشهداء، بالإضافة لأجزاء من ملابسهم المتناثرة والمسامير تم إضافتها بمزار خاص لهم لتخليد ذكراهم. مينا العريس كان يستعد لفرحه لكن القدر منعه: قال والد الشهيد مينا وجدى: "نزلت مسرعاً فور وقوع الحادث للكنيسة ووجدت إزدحام شديد ومطافىء ومشهد الدماء والجثث المتناثرة لم تبرح من أمام عينى، حاولت الاتصال بمينا لكن رقمه كان غير متاح أو مشغول، فشحنت له لكى يتصل بنا اعتقاداً منى بنفاذ رصيده، إلا أنه لم يتصل، وبحثت عنه إلى أن وجدت جسده بمشرحة كوم الدكه، وختم الوالد حيثه قائلاً: "مينا كان فرحه بعد شهرين، لكن ربنا اختاره بتولاً ليكون عريس للسماء" بيتر وملابس جديدة مُعلقة فى إنتظاره أما بيتر سامى النمر17 عام له أخت وحيدة جاء إلى الدنيا بعد عدة مرات من الحمل الغير مكتمل تصفه أسرته وأصدقاؤه بأنه صاحب إبتسامة ويضفى جومن السعادة أينما تواجد وكان صبى "شقى" وظلت أمه تصلى لأجل أن يقترب من الكنيسة ويرتبط بها مثل أخته، وبالفعل أصبح مرتبطاً بالكنيسة قبل الحادث بفترة، إلا أنه قبل الحادث كانت ساقه مكسوره فكان متواجداً باستمرار مدة ثلاث أسابيع فى البيت وتقول والدته: "كان منور البيت فرحة وبهجة فى الفترة دى، وكان كأنه بيودعنا" اشترى بيتر ملابس العيد وتركها معلقة بدولابه، ونزل الى الكنيسة مع اثنين من اصدقائه، اتصلت والدته به قبل الحادث بعشر دقائق لتخبره بإنتهائها من اعداد الطعام وطلبت منه الحضور إلا أنه رد عليها قائلاً: "يا ماما بجد أنا فى الكنيسة، دقايق وأبونا هيخلص" لكن القدر لم يمهله الكثير من الدقائق فحدث الإنفجار بعد انتهاء المكالمة، وأسرع والده للبحث عنه دون جدوى وعلم من أخيه وعم بيتر أنه بالمشرحة ولم يسمحوا له برؤيته، فقد تعرف عليه أصدقاؤه من ملابسه لأن وجهه كان قد تشوه تماماً، وانفصل عنه ذراعه وكتفه. هناء يسرى لونت ثياب يوسف ابنها بدمائها هناء زوجة شابة ذات 23 من عمرها لها طفل واحد "يوسف" وزوجها المحب ماجد أصيب معها فى الحادثة هناء من الإسماعيلية، ودرست وتخرجت من كلية التربية تزوجت فى سن مبكرة من عريس من الأسكندرية وانتقلت إلى هناك ويوم الحادث عيدت على الأهل والأصدقاء وذهبوا للكنيسة للصلاة فى ليلة رأس السنة، وأصيبت هناء بإصابة مباشرة فى الرأس توفيت على إثرها جراء التفجيرات، وأصيب زوجها بشظايا فى أنحاء متفرقة بالجسم، أما طفلهما الصغير يوسف فقد أنقذته العناية الإلهية وظل عدد من الساعات وسط الأشلاء والحطام حتى وجدوه بدون إصابة ولكن ملابسه ملونة بلون أحمر هو دم الشهداء التى إختلطت بدماء والدت. تريزا واختها وبنتها ذهبوا من المرقسية للقديسين قبل الحادث بنصف ساعة تريزا فوزى 55عاما هى والدة مارى داود 24 عاما واخت زاهية فوزى الثلاثة استشهدن فى التفجيرات، ذهبن للمرقسية بمحطة الرمل، الا انهم قررن الذهاب لكنيسة القديسين للإلحاق باخر نصف ساعة فى الصلاة بكنيستهم المفضلة، يقول ابن الشهيدة تريزا والذى فقد والدته وأخته وخالته واصيبت أخته الثانية: " اتصلوا بى ليخبرونى بذهابهم لكنيسة القديسين فأخذت أختى مارينا وذهبنا للكنيسة قبل إنتهاء الصلاة بنصف ساعة، وخرجت والدتى ومارى وخالتى قبل الإنتهاء من الصلاة بدقائق لتجنب الإزدحام، ثم حدث الإنفجار فبحثت عنهم لكن دون جدوى". وأضاف: "وجدت مارينا اختى المصابة الساعه الرابعة فجراً بالمستشفى وكان تقرير الطبيب شظايا مسامير وصواميل متفرقة بقدميها ولازالت خاضعة للعلاج لقيامها بأكثر من 10 عمليات ، وتابع قائلاً: "ولم اجد اختى المتوفية ووالدتى وخالتى الا اليوم التالى بعدما علمت بوجودهم فى المشرحة" . ذهب مع أسرته للكنيسة وعاد بمفرده أما والد مارتينا ومريم فكرى وزوج سونيا سليمان وخالتهما سميرة سليمان يقول: " كنا أسرة متحابة وكانت لنا أحلام أى أسرة مصرية بسيطة، كانت مريم تستعد للخطوبة، روحنا الكنيسة زى كل سنة لكن رجعت من غيرهم، أشعر بالوحدة كل يوم، لكن ما يعزينى تواجد الناس حولى وشعورهم بى وثقتى أنهم فى مكان أفضل" . أما عن سير التحقيقات بالقضية قال جوزيف ملاك رئيس المركز المصرى للدراسات الإنمائية وحقوق الإنسان ومحامى لأحداث القديسين: " تجاهل قضايا الأقباط نهج اتبعته أنظمة مصر المختلفة، وأصبح أمر واقع بأن تتعامل الأنظمة مع القبطى كمواطن درجة ثانية" . وأضاف: "سبق وارسلنا للرئاسة ولمساعدى الرئيس مذكرات بضرورة إستكمال جهات الدولة البحث عن المتهمين الحقيقيين، والإهتمام بالمصابين خاصة ان جميع المصابين تم علاجهم على نفقة الكنيسة وبمساعدات شخصية إلا أن جهات كثيرة تحاول طمس القضية وقوبلت طلباتنا بالتجاهل والتقاعس". واكد انه تم إعلان الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، واللواء محمد رأفت شحاتة عبدالواحد، مدير جهاز المخابرات العامة، بصفتهما رسميا في قضية تفجير القديسين، لإدخالهما خصمين جديدين فى الدعوى المرفوعة من جانب الكنيسة ضد الدولة وأجهزتها المختلفة، والتى تشمل رئيس الوزراء ووزير الداخلية والنائب العام، وذلك لإساءتهم استعمال السلطة والانحراف بها وعدم استكمال التحقيقات حتى اليوم، والطعن على القرار السلبى بالامتناع وأشار ملاك إلى وجود قرار سياسى بتجاهلها قائلاً: "حتى الزعم بأن المتهم هو حبيب العادلى هدفه إثارة الرأى العام متسائلاً لو هذا الاتهام صحيحاً لماذ لم يتم استدعاؤه بالرغم من الإبلاغ عنه. وأوضح أن التحقيات مرفوعة أمام القضاء المستعجل والقضاء الإدارى وتم حجزها لحين إعداد هيئة المفوضين تقرير بتفاصيل الحادث الأمر الذى لم يحدث حتى الان وأضاف: "ان الرئيس سبق وأعلن خلال زيارته للأسكندرية ان مبارك والنظام السابق متو رطون في الحادث إلا أن هذا التصريح منافى للواقع لأن تحقيقات النائب العام اكدت على عدم وجود أدلة لإثبات هذا الإتهام". واعتبر ملاك أن رفض استمرار التحقيقات امرغيرمفهوم، يؤكد على ان الحادث له ابعاد اخرى، ومتورط فيه عناصر كثيرة، وحصر القضية فى اتهام العادلى ومبارك يصب فى مصلحة أشخاص وجهات بعينها" اخبار مصر - تقارير - البديل Comment *