معظم القنوات الفضائية يجمعها هدف واحد هو تنفيذ أجندة سياسية خاصة، بالإضافة إلى توصيل رسالة إعلامية وتكون في الغالب حسب انتماء ممول القناة، فمنهم من يريدها فوضى ومنهم من يريدها إسلامية، ومنهم يريد العودة للنظام السابق، وهناك موالون ومعارضون لنظام الحكم. وفي الفترة الأخيرة صدرت تراخيص لعدة قنوات جديدة وفي انتظار 30 فضائية أخرى تقف على تصاريح البث، وعلى خلفية ذلك اتخدت الحكومة التي كان يرأسها الدكتور عصام شرف قرارًا يإيفاف منح تراخيص للفضائيات، وما زال القرار ساريًا حتى الآن. وهناك العديد من الفضائيات التي سطعت في عام 2012، ومنها مجموعة "سي بي سي" و" النهار" و"مصر 25 " و"إم بي سي مصر" و"القاهرة والناس" و "الفراعين" و"الحافظ " و"الناس". فضائيات محسوبة على التيار الإسلامي هي تستخدم دائمًا موادها الإعلامية للدفاع عن الرئيس وتبرير مواقف جماعة الإخوان المسلمين عن طريق استضافة دعاة دين للحديث عن الاستقرار واتهام الفصائل الأخرى بإشاعة الفوضى، ومنها "مصر 25" و"الحافظ" و"الناس"، وقد حظيت في الفترة الأخيرة بنسب مشاهدة مرتفعة، خاصة عبر موقع ال "يو تيوب". "مصر 25" وهي أول قناة تطلقها جماعة الإخوان المسلمين في نهاية عام 2011 بإدارة الصحفي حازم غراب، وكانت تعتمد على التقارير الإخبارية ومتابعة الأحداث، وبدأت تدريجيًّا تغير مسارها لتتجه إلى برامج ال "توك شو" ومنافسة غيرها من الفضائيات، وفي يوليو 2012 تولى الإعلامي أحمد أبو هيبة منصب المدير التنفيدي خلفًا لحازم غراب، وتعاقد مع معتز مطر؛ ليكون من مقدمي ال "توك شو" على الفضائية. وتعرضت الفضائية لانتقادات عديدة؛ لكون مالكها ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، فأصدرت بيانًا أكدت فيه عدم انتمائها لحزب أو تيار بعينه. "الحافظ" فضائية متخصصة في تحفيظ القرآن الكريم وتعليم التجويد بطريقه توفر الجهد والوقت على الحفظة والمحفظين، وبعد ثورة يناير اتخدت الاتجاه السياسي، وبعد تولي الرئيس مرسي الحكم أصبح للقناة توجه واضح من خلال الدفاع عن حكم الإخوان وتوجيه الاتهامات إلى كل المعارضين السياسيين بالتآمر ومعاداة الدين الإسلامي. دعاوى قضائية ضد القناة تقدمت الفنانة إلهام شاهين بدعوى قضائية للمطالبة بغلقها وإلغاء التراخيص، كما أقام محامون آخرون دعاوى قضائية لنفس المطلب، واختصمت الدعاوى كلاًّ من وزير الإعلام ورئيس الهيئة العامة للاستثمار ورئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية ورئيس مجلس إدارة المنطقة الحرة الإعلامية ورئيس مجلس إدارة شركة البراهين العالمية، وطالبت بوقف تنفيذ القرار السلبي بالامتناع عن اتخاذ الإجراءات القانونية بشأن ما ارتكبته قناة الحافظ وما بدر منها من إساءة للفنانة إلهام شاهين وإلغاء تراخصيها. وقد قررت محكمة القضاء الإداري حجز 4 دعاوي قضائية، من ضمنها دعوى للفنانة إلهام شاهين تطالب بغلق قناة الحافظ للسبب الأخيرة من خلال برنامج عبد الله بدر، للحكم بجلسة 12 يناير؛ وذلك لتعرضها لحملة تشويه شرسة والنيل من كرامتها. "الناس" ذات توجه سلفي وكانت تقوم بإذاعة الأغاني الدينية وبرامج تفسير الأحلام، وبعد انتخابات الرئاسة انتهجت نفس النهج في الدفاع عن جماعة الإخوان المسلمين وتأييد قرارات الرئيس محمد مرسي وتوجيه السباب الدائم للمعارضة في برامجها ذات التوجه السياسي. دعاوى قضائية ضد القناة تقدمت الإعلامية هالة سرحان بدعوى أمام محكمة القضاء الإداري ضد كل من وزير الإعلام، ورئيس الهيئة العامة للاستثمار، واتحاد الإذاعة والتليفزيون والمنطقة الحرة للإعلام ورئيس قناة الناس، وحملت رقم 6265 لسنة 67 قضائية، طالبت فيها بإصدار حكم قضائي بغلق قناة الناس. وأجلت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة دعوى الإعلامية هالة سرحان التي تطالب فيها بإصدار حكم قضائي بغلق قناة "الناس" إلى جلسة 26 يناير المقبل. وذكرت سرحان في دعواها أنه في سبتمبر 2012 قامت قناة الناس من خلال إحدى برامجها بالهجوم على العديد من الشخصيات العامة في مصر من خلال البرنامج، والذي استضاف شخصيات تحدثت بما يمثل ارتكابًا لجريمة السب والقذف للشخصيات العامة المصرية وإشاعة أخبار كاذبة عنهم. فضائيات محسوبة على المعارضة وعلى الجانب الآخر هناك عدد من القنوات المحسوبة على المعارضة والمتهمة دائمًا من الحزب الحاكم بإثارة الفتن والفوضى بين فئات الشعب، أولها: cbc بدأت بثها في نهاية 2011، وعملت على تقدم عدد من برامج ال "توك شو" والبرامج الدينية، وحاولت التزام الحيادية وألا يكون لها توجهات سياسية أو دينية، وأن تهدف إلى معالجة كافة القضايا بشكل إيجابي يعتمد على احترام آراء الأفراد والجماعات وإتاحة الفرصة لكل التيارات السياسية والدينية والاقتصادية للتعبير عن رأيها، إلا أنها في بعض الأحيان تكون ذات توجه خاص لمعارضة النظام الحاكم. النهار ظهرت مجموعة قنوات النهار في بداية 2012 لتقديم البرامج الرياضية والمنوعات وال "توك شو"، حتى أصبحت من الفضائيات المنافسة في الوقت الحالي، وتعرضت النهار لعدد من الانتقاضات من النظام الحاكم. وقد صدر حكم من محكمة جنح السيدة زينب بالحبس 3 سنوات وكفالة 10000 جنيه ضد علاء الدين سعد الكحكي صاحب شركة ميديا لاين وقناة النهار، وذلك فى الجنحة رقم 9270 لسنة 2012 جنح السيدة زينب مع إلزامه بالمصاريف؛ لإصداره شيكًا بدون رصيد لصالح شبكة تليفزيون الحياة. نقلت تقارير صحفية عن علاء الكحكي مدير البرامج بقناة النهار أن محامي القناة أبلغه، الأحد، أن مؤسسة الرئاسة رفعت دعوى قضائية ضد قناة النهار والإعلامي محمود سعد ومنال عمر استشاري الطب النفسي بتهمة سب وقذف الرئيس محمد مرسي. وأضاف أن السبب هو حلقة لمنال عمر استشاري الطب النفسي قامت فيها بتحليل شخصية الرئيس عقب إصداره للإعلان الدستوري، في برنامج عن التحليل النفسي للقرارت قالت فيها إن الرئيس مريض وعليه أن يتنحى. وكان الإعلامي محمود سعد - مقدم برنامج آخر النهار- قد استضاف منال عمر استشاري الطب النفسي، ووصفت الرئيس مرسي بأنه مريض نفسي، وعليه أن يتنحى ويطلع من المشهد، كما وصفت تصرفات مرسي بالطريقة العدوانية والقاهرة والسلطوية. وليست هذه أول دعوى ترفع على الإعلامي محمود سعد، فقد سبق وأن رفعت عليه دعاوى بتهمة فبركة صور وبثها من خلال برنامجه كما اتهم مرارًا أثناء عمله في محطة ال "إم بي سي" بتقديم "نساء" لشخصيات سعودية نافذة، لكن قربه من النظام المصري السابق كان يوفر له الحماية من كل هذه الدعاوى والاتهامات. وفي نفس الجانب أرادت قناة "القاهرة والناس" أن تدخل المنافسة في وسط زحام الفضائيات بعد أن كانت تفعِّل خدمة البث في شهر رمضان فقط، إلا أنه في عام 2012 طورت "القاهرة والناس" خدمتها حتي تصبح على مدار 24 ساعة طوال العام. يذكر أن فضائية القاهرة والناس أطلقتها شركة تي إن هولدنجز برأسمال مدفوع 300 مليون جنيه وشعار القناة يحمل صورة لنصف وجه طارق نور والتي يتم افتتاحها في شهر رمضان ، و يستمر بثها لمدة ثلاثين يوماً فقط، هي مدة شهر رمضان؛ لأن 60% من الإنفاق الإعلامي في العام يكون خلال شهر رمضان. Mbcمصر ومن أحدث الفضائيات التي دخلت المنافسة في هذا العام واحدة من قنوات مجموعة إم بي سي، انطلقت في 9 نوفمبر 2012 وهي قناة متخصصة في عرض برامج مصرية والفن و الدراما والأفلام المصرية، تخصص أيضًا في عرض بعض البرامج النسائية والاجتماعية وحتى السياسية ومن أشهر برنامج ال "توك شو" الحديثة "جملة مفيدة" للإعلامية منى الشاذلي. فضائيات اختفت وهناك عدد آخر من القنوات التي اختفت 2012 أبرزها قنوات LTB التي تعاقدت مع العديد من نجوم الإعلام، ومنهم منى الحسيني والدكتور مصطفي عبده؛ وغيرهما بسبب الأزمة المالية التي جعلت مالكها الأردني وشريكته اللبنانية لا يستطيعان مواجهة الديون المتفاقمة، فتم إغلاق القناة من المدينة والنايل سات. وأيضًا رغم التألق الذي صاحب الإعلامي توفيق عكاشة وقناة الفراعين في النصف الأول من العام، إلا أن نصفه الأخير شهد دراما إغلاق القناة تمامًا، واختفاء عكاشة من على أية شاشة مصرية أو عربية، وقد باءت كل محاولاته بالفشل؛ بسبب الديون المتراكمة عليه لشركات النايل سات ومدينة الإنتاج الإعلامي بالإضافة إلى عدد الدعاوى المقامة ضد القناة. وكانت قد قررت محكمة القضاء الإداري المصرية إعادة بث قناة الفراعين بعد ايقافها، واستئنافها لنشاطها لحين الفصل في الدعوى التى أقامها صاحب القناة والمذيع بها الإعلامي توفيق عكاشة والمعروف بعدائه الشديد لجماعة الإخوان المسلمين، مختصمًا فيها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزيري الإعلام والاستثمار. كان عكاشة قد أكد في دعواه أن قرار غلق القناة صدر لتصفية الحسابات معه من جانب الإخوان المسلمين، وأن رئيس الوزراء ووزيرى الإعلام والاستثمار فور توليهم مناصبهم هددوا بغلق القناة، ومنعه من الظهور على الشاشة. وقد حذر عكاشة من عرقلة العودة مؤكدة أنه سيقوم بتسجيل جنحة مباشرة عقوبتها السجن والعزل لمن يواجه قرارًا قضائيًّا، نافيًا وجود استشكالات على أحكام القضاء الإداري، مشيرًا إلى أن قرار إغلاق الفضائية كان ''سياسيًّا'' بصورة كاملة، حيث قدمت إدارة شركة النايل سات أسبابًا واهية لعدم فتح القناة، منها المديونية رغم توقيع عقد بجدولة الديون لتبدأ من يناير 2013، إلا أنه فوجئ بإلغاء العقد من طرف إدارة النايل سات. فضائيات مستمرة في المنافسة رغم ظهور عدد من القنوات الحديثة في الفترة الحالية، إلا أن هناك عددًا من الفضائيات ما زالت قادرة على المنافسة وتقديم مادة إعلامية تستطيع جذب المشاهدين، ومنها شبكة تليفزيون "الحياة" و"دريم" و"أون تي في" و"المحور". Comment *