حالة من التشتت والجدل انتابت المواطنين بمحافظة السويس حول إتمام الاستفتاء على الدستور من عدمه وذلك عقب تطور الأحداث السياسية فى الشارع السويسي والتي بدأت بتظاهرات سلمية ثم حرق مقرات الاخوان وآخرها اعلان بيان الاستقلال وعزل المحافظ ثم جاء قرار اللجنة العليا المشرفة بتقسيم الاستفتاء على مرحلتين السبت المقبل للمرحلة الأولى والسبت الذي يليه مرحلة ثانية لقلة عدد القضاة الذين وفقن على الاستفتاء وهو ما تسب فى تشتت وارتباك شديد لدى المواطنين عن إمكانية اتمام عملية الاستفتاء فى ظل هذه الاجواء من عدمه. فبعد أن كان قد انقسم الشارع بالسويس الى عدة فئات ما بين مؤيد ومعارض ومقاطع ومبطل لصوته أصبح الآن السؤال الدائر بين المواطنين: هل سيتم الاستفتاء ام لا؟. ويقول فوزى عبد الفتاح -ناشط سياسى-: إن الدعوة للاستفتاء على الدستور في هذه المدة القصيرة لا تجعل الناخب يدلي برأيه بإقناع أو بمعرفة جيدة لمواد الدستور خاصةً في ظل مناخ الانقسام وحالة الصراع في الشارع السياسي ولن تكون النتيجة معبرة عن إرادة الشعب بخلاف إعتراضات مختلف القوى السياسية المتنوعة داخل المجتمع المصري ولا يمكن أن يكون الدستور صحيحًا في ظل إنسحاب ممثل كلاً من الكنائس والعمال والصحفيين والقضاة ثم يعرض للاستفتاء. وأكد عبد الفتاح ان الدستور يتم اختزاله في قضية تطبيق الشريعة الإسلامية لمغازلة عواطف ومشاعر البسطاء في المجتمع لتمرير النصوص وتكريس تغول السلطة التنفيذية على باقي السلطات ولذلك الاستفتاء لا يكفي فالدستور نفسه لا يصلح مشيرا الى ان انه ان أصبح دستوراً للبلاد لن يدوم طويلا لانه لا يعبر عن إرادة المصريين. بينما تؤكد رويدا حسن -ناشطة سياسية- ان الدستور سيحدد خريطة مصر في المرحلة المقبلة وبرغم ذلك استحوذ عليه فصيل واحد فقط بالبلاد وتناسى أن هناك شعبًا كان ينتظر هذا الدستور وقام بثورة التضحية ليصنع دستور مصر وليست دستور الاخوان مشيرة الى استحالة التصويت على الدستور في الموعد المحدد في ظل حالة الانقسام الذى تسود الشارع المصري عامةً و الشارع السياسي خاصةً. بينما يرى أشرف توفيق أمين حزب البناء والتنمية بالسويس أن الدستور يعبر عن هوية مصر الاسلامية وهى الغالبية العظمى من شعب مصر حيث انها دولة إسلامية وكانت تحتاج الى دستور يعبر عن هويتها مؤكدا أن هناك بعض الإجراءات ستكشف عنها الساعات المقبلة عن موعد وإجراءات الاستفتاء بشكل قاطع مشيرا الى انهم سيساعدون القضاة ورجال الامن فى الاشراف والتامين خلال عملية الاستفتاء. هذا وقد أعلن أسر شهداء ثورة 25 يناير بالسويس عن مقاطعة الاستفتاء وعدم المشاركة فيه مؤكدين انه لا يعبر عن المصريين بل يعبر عن فصيل واحد فقط واكد على الجنيدى المتحدث الرسمى لاهالى واسر الشهداء بالسويس انهم قررن بالاجماع مقاطعه الاستفتاء مؤكدا ان وعود الدكتور مرسى بالقصاص كلها كانت مجرد وعود تناساها فور جلوسه على كرسى الحكم وتابع الجنيدى أنه تواصل مع أسر الشهداء بالإسكندرية والقاهرة ومدن القناة وجميعهم أقروا بعدم الذهاب والمقاطعة مؤكدين أن تصريحات مرسى بشأن إعادة المحاكمات جميعها مجرد تصريحات وأن النائب العام الجديد أكد أنه لا يوجد أى نية لإعادة أى محاكمة إلا فى حال ظهور أدلة جديدة وهو ما يؤكدا الاستهانة بدماء وحقوق الشهداء مؤكدا أنهم يحمّلون مرسى وجماعته كل ما سيحدث من أزمات يتسبب فيها هذا الدستور. البديل-اخبار Comment *