قالت صحيفة "الجارديان" في مقالها الافتتاحي اليوم، الاثنين: إن إلغاء الإعلان الدستوري لم يكن كافيا لإنهاء الأزمة المحتدمة في مصر، مضيفة أن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق الرئيس محمد مرسي لاستعادة الهدوء في مصر ودفعها مرة أخرى إلى مسار متفق عليه. ورأت الصحيفة البريطانية أن جميع الثورات هي تحالفات هشة، حيث يتوحد الشعب ضد الحكومة التي يكرهها، وبعد ذلك، في كثير من الأحيان، يبدأون في الانقسام حول ما يريدون بدلا من الحكومات المطاح بها. واستطردت قائلة: لسوء الحظ، هذا هو ما يحدث في مصر اليوم، وجميع أولئك الذين في السلطة يحتاجون إلى صدمة لإدراك أنهم يتحملون المسؤولية الكبيرة لدفع البلاد مرة أخرى إلى مسار متفق عليه، ليس بسبب أن الاتفاق هو غاية في حد ذاته، ولكن لأن مثل هذا المنعطف في تاريخ الأمة هو أمر حيوي حتى لا يكون المستقبل تكرار للماضي المعيب. وأضافت: بعيدا عن المناورات السياسية والخلافات حول من أشعل العنف، مما لا شك فيه أن معظم المسؤولية لإنقاذ الوضع تقع على عاتق أولئك الذين في السلطة، وهو ما يعني أنها تقع على عاتق الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، في حين تتحمل "المعارضة" أيضا مسؤولية لكنها بدرجة أقل. ولفتت الصحيفة إلى أن المشكلة الأساسية في مصر ما بعد الثورة هي أن القوى السياسية - من الليبراليين والعلمانيين والشباب من الطبقة الوسطى - التي لعبت الدور الأكبر في إسقاط النظام السابق، لم تستطع ترجمة ذلك إلى نجاح في صناديق الاقتراع، بينما جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت في المرتبة الثانية في الشوارع، استطاعت الحصول على المركز الأول في الانتخابات عندما جاء وقت التصويت؛ لأنها كانت أكثر تنظيما وتوحدا، كما حصلت على دعم العديد من المواطنين المصريين العاديين على مدى سنوات عديدة من خلال أنشطتهم الاجتماعية. وأوضحت الصحيفة أن الأزمة المثارة حاليا حول مشروع الدستور الجديد، وانسحاب الليبراليين والمسيحيين من الجمعية التأسيسية، واستقالة بعض كبار مستشاري مرسي، وربما قيام الرئيس بالتشاور مع أعضاء غير منتخبين رفيعى المستوى من جماعة الإخوان بدلا من حكومته الخاصة، عندما اتخذ القرارات التي أدت إلى الاضطرابات الحالية. كل هذا يشير إلى زعيم، وحركة إسلامية، فقدت الرؤية لإدراك الحاجة الماسة لتوحيد مختلف القوى التي قامت بالثورة. وفي السياق ذاته، انتقدت الجارديان لجوء مرسي إلى الإشارة إلى مؤامرات خارجية في تبرير الاضطرابات الحالية، قائلة: إن مرسي يجب أن يتذكر أن هذه الطريقة هي الملاذ الأخير دائما لأي سياسي غير عقلاني. Comment *