أعد المجلس التصديري لمواد البناء مذكرة عاجلة لتقديمها لوزراء المجموعة الاقتصادية بشأن مطلب قطاع الرخام والجرانيت رصف طريقي الشيخ فضل بمحافظة البحر الأحمر وجبل الجلالة بالسويس وهما يربطان محاجر الرخام الرئيسية لمصر بمناطق التصنيع وموانئ التصدير. وصرح الدكتور وليد جمال الدين رئيس المجلس التصديري لمواد البناء، بأن المنطقتين يستخرج منهما نحو 2.8 مليون متر مكعب رخام سنويا، مقابل مليون و200 ألف متر مكعب تستخرج من المناطق الأخرى بالجمهورية، مشيرًا إلى أن منطقة خشم الرقبة بمحافظة البحر الأحمر يوجد بها 200 محجر لإنتاج الرخام يعمل بها 7 آلاف عامل، كما أن منطقة جبل الجلالة بمحافظة السويس بها ستون محجرًا ويعمل بها نحو ما يقرب من 3 آلاف عامل، كما يوجد بها أيضا معظم محاجر الزلط التى تخدم عمليات البناء فى شرق وجنوب القاهرةوالسويس والعاشر من رمضان. وقال إنه رغم هذه الأهمية الكبيرة للمنطقتين في إنتاج الرخام المصري، والذي تزيد صادراته على مليار جنيه سنويا، فإن هناك صعوبات كبيرة في الوصول لمحاجر المنطقتين بسبب وعورة وخطورة الطرق المؤدية لهما، فمثلا طريق الشيخ فضل والذي يربط منطقة خشم الرقبة بالقاهرة فيمتد من بعد الجزء الإسفلتي لنحو 80 كيلو مترًا مدقات في الجبل، أيضا طريق جبل الجلالة يمتد لنحو 40 كيلو مترًا كلها مدقات. وأضاف أن هذا الوضع يتسبب في سرعة إهلاك أسطول النقل والذي تزيد استثماراته على الملياري جنيه، بجانب ارتفاع قيمة النولون، فمثلا قيمة نولون نقل كتل الرخام من وادى العلاقى بمحافظة أسوان للقاهرة، وهي مسافة 1200 كيلومتر كلها إسفلت تبلغ 80 جنيها للطن، وهى نفس تكلفة نقل الكتل القادمة من جبل الجلالة لمحافظة السويس رغم صغر مسافتهما، وذلك بسبب وعورة وخطورة الطريقين. وأوضح أن من الصعوبات أيضا أن كل محجر يحتاج لألف لتر من السولار يوميا لتشغيل الحفارات واللوادر وضواغط الهواء والقلابات والمولدات، ويتم تحميل هذا السولار داخل براميل تنقل بسيارات النقل مما يؤدى إلى تلوثه، مما يؤثر سلبيا على كفاءة المعدات، بالإضافة إلى خطورة حمل مواد سريعة الاشتعال على عربات غير مجهزة، مما يسبب الكثير من الحرائق بجانب صعوبة إمداد المنطقتين بالطعام والماء للعمال، حيث يتم نقلهما بسيارات نقل كتل الرخام، مما يعرضهما للأتربة والتلوث، وبالتالي تكثر إصابة العمال بالأمراض، بجانب أنه في حالة الإصابة في حادث خلال العمل بالجبل فأحيانا كثيرة يسفر عن وفاة المصابين لتأخر إسعافهم. من جانبه قال أيمن حمدون رئيس لجنة الرخام بالمجلس التصديري: إن تكلفة النقل تمثل حاليا ثلث تكاليف استخراج الرخام، ولو ارتفع سعر السولار في إطار خطط ترشيد الدعم، ستزيد تلك النسبة لنحو 50%، مما يضعف من تنافسية الرخام المصري داخليا وخارجيا، في حين أن رصف الطريقين بصورة مناسبة تتحمل الخدمة الشاقة لنقل كتل الرخام سوف يسهم في تخفيض قيمة النولون إلى أقل من النصف، بجانب الاستفادة من منتجات الفرز الثانى الموجودة بالجبال غير المستغلة حاليا بسبب ارتفاع تكلفة النقل. وطالب بإنشاء محطة بنزين بكل منطقة لخدمة أسطول النقل، وإقامة نقطة إسعاف لخدمة العاملين بمحاجر الرخام، مشيرا إلى أن ذلك سيشجع على تكوين مجتمع عمرانى جديد بعيد عن الوادى الضيق وتوطين أسر العاملين بالمحاجر. ولتمويل تكاليف إنشاء الطريقين قال حمدون إن التكلفة لن تزيد على 100 مليون جنيه، يمكن تدبيرها من حصيلة رسم الصادر على كتل الرخام البالغة نحو 450 مليون جنيه؛ حيث فرضت الحكومة رسم صادر على صادرات كتل الرخام بواقع 150 جنيهًا للطن، كما يمكن فرض رسم مرور على سيارات النقل بقيمة 100 جنيه لكل سيارة، وهو ما قد يحقق عائدًا بنحو 3 ملايين جنيه شهريا، حيث إن الطريقين يستخدمهما يوميا أكثر من 500 سيارة، وفي حالة تطويرهما ورصفهما فعدد السيارات سيتضاعف لألف سيارة يوميا على الأقل. Comment *