* الغرب رسم سياسته على قاعدة لا ثورات بعد إيران وثورة تونس هزت الإستراتيجية الغربية * الغنوشي دعا بن علي للخروج على التليفزيون عصر الجمعة لتهدئة المتظاهرين ففوجئ به يهرب كتب – محمد طعيمة: توقع الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل أن يرد الغرب على الضربة التي تلقاها من ثورة تونس في لبنان، معبرا عن خشيته من مستقبل ووحدة لبنان. وشدد هيكل على أن ما وصفه ب”الحدث الثوري التونسي”، قد هز الإستراتيجية الغربية في المنطقة كلها، ليهدد كل السياسات التي فرضت طوال 30 عاما. هيكل الذي ثمن في لقاء خاص، ليلة الخميس، ضمن سلسلة حلقات “مع هيكل” على فضائية الجزيرة “الثورة التونسية” التي لاقت تأييدا عربيا كاسحا.. وحيادا من الجيش. وصف ما فعله شباب تونس ب”ثورة فريدة”، مستطرداً: تونس بلد صغير.. يطل على شرفة أوربا. أكثر تعليما ونموا وبطالة أقل من باقي الدول العربية، نسبة التعامل مع الإنترنت مهولة 25%. شعب مليء بالحيوية ومتمكن من آليات العصر، بدلاً من الدبابات والمدافع، خرجت جماهير مختلفة.. غضبها عصري، تتقدم وتواجه الرصاص ويسقط شهداء ولا ترد بعنف. تطالب بما لا يتوقعه احد.. بشروط حياة العصر وأولها الحرية ومقاومة الفساد والتبعية. وفي سياق تثمينه الواضح للثورة التونسية رأى هيكل أن جماهير تونس المتعلمة والمثقفة أدركت، بعفوية “ماهية الموقع التونسي.. فهناك قوى طامعة على شواطئه.. فرنسا.. الأسطول الأمريكي”. مشيرا إلى “رؤية واعية سيطرت على شبان وشابات تونس، فرغم الحصار الإعلامي من الحكومة، روجوا لقضيتهم عبر أجهزة الاتصال الحديثة ليفرضوا على العالم أن يتابع ويحترم مع ما يفعلونه”. وعاد هيكل إلى آخر ثورات القرن العشرين.. الإيرانية، التي بدت، وقتها مفاجئة ومتوافقة مع تقلبات عربية. فوفق هيكل: كانت هناك نقلة نوعية لم تكن في ذهن هؤلاء المتظاهرون، هي حركة التاريخ. فعقب الثورة الإيرانية رُسمت الإستراتيجية الغربية فيها على قاعدتين أساسيتين: فرض “السلام الغربي” على العالم العربي.. ولا ثورات جديدة بعد الآن. حتى جاءت ثورة من نوع جديد في تونس، لتقلب كل التصورات الإستراتجية الغربية في المنطقة. هيكل فاجأ متابعيه بأن الوزير الأول محمد الغنوشي طلب من الرئيس التونسي المخلوع أن يخرج لتهدئة المتظاهرين عصر الجمعة الأخيرة بعد رفض الجيش قمعها، ففوجئ بأن بن علي يهرب بدلا من أن يظهر على التليفزيون. واصفا بن علي، من لقائه به بعد انقلابه على بورقيبة بعام واحد بأنه ” رجل أمن قوي يدرك أن كل دوره استتباب امن نظامه، يعي دوره ضمن الأجندة الغربية التي دعمته بقوة، لكن ليس لديه رؤية مستقرة. وطالب هيكل متابعوا تداعيات ثورة تونس عربياً، بالتنبه لتداعياته “على الآخرين.. ولما سيرد به الغرب على الضربة القاسية التي وجهت لإستراتيجيته في تونس”، محذرا:ً “أخشى انه سيرد في لبنان، أخشى على لبنان ووحدته وقد رأينا مؤشرات على ذلك في الأيام الأخيرة”. مشيرا هنا إلى المكانة التي يحتلها البلدان في علاقتهما التاريخية مع الغرب وفي محيطهما، وحتى للعلاقات التاريخية بينهما عبر المتوسط.