أثار قرار وزارة الثقافة الخاص باقتصار عقد جميع فعاليات وأنشطة وعروض أفلام مهرجان القاهرة السينمائي المقرر افتتاحها الأسبوع القادم داخل"أسوار" دارالأوبرا المصرية فقط ، وعدم إقامة اي أنشطة متعلقة بالمهرجان خارج مسارح الأوبرا التي حددتها الوزارة بمباركة إدارة المهرجان ،وهو ما يعني حرمان دور العرض السينمائي بالقاهرة من المشاركة بعرض أفلام المهرجان للجمهور العادي ، وذلك لأسباب أمنية حسب ما أعلنته وزارة الثقافة . القرار أثار حفيظة وتخوفات عدد من السينمائيين والمتابعين للمهرجان ،معتبرين القرار بمثابة خطوة علي طريق"عزل" المهرجان و"محاصرته" بعيدا عن جمهوره المستهدف. "البديل" رصدت ردود افعال "االقرار"من خلال سينمائيين أبدوا قلقهم علي المهرجان مستقبلا، ومن جانبه رفض الناقد السينمائي مجدي الطيب الفكرة تماما مؤكدا أن دار الاوبرا بمسارحها غير مؤهلة علي الاطلاق لاستقبال الحدث نظرا لعدم صلاحية شاشات العرض بها لعرض أفلام مهرجان بقيمة القاهرة السينمائي،وقال الطيب إن المهرجان بهذا الاتجاه يبتعد تماما عن هدفه الجماهيري ل يصبح قاصرا علي الصحفيين والنقاد والمتخصصين وهذا ليس هدف مهرجان القاهرة ولا أي مهرجان في العالم . وأضاف الطيب ان ما يحدث هذا العام كارثة تنبىء بأن المهرجان سوف يتراجع وهو ما يفقده سمعته الفنسة خارج وداخل مصر ، كما سيفقد كل المكتسبات التي تحققت وقت رئاسة الراحل سعد الدين وهبة ، واكد الطيب وجود رغبة غامضة من ادارة المهرجان ورائها وزارة الثقافة لتحجيم دوره وابعاده عن جمهوره،وأبدي مجدي الطيب تخوفه من عدم اقامة المهرجان في السنوات القادمة في ظل سياسة محكمة تنفذها وزارة الثقافة،تتناسب ونظام الحكم الحالي، حسب وصفه الكاتب والناقد السينمائي أشرف البيومي يري أن القراريعود لتوجيهات أمنية تتعلق بكيفية تأمين فعاليات المهرجان وضيوفه من خارج مصر،أضافة الي قرب دار الأوبرا من فنادق اقامة الضيوف،لذلك كان القرار بتحديد إقامة انشطة المهرجان داخل مسارح الاوبرا فقط،وربما يعود الامر إلي عدم تحقيق المهرجان لاي ايرادات تذكرخلال السنوات الأخيرة التي عرضت الأفلام المشاركة فيه بدور عرض سينمائي بمناطق مختلفة بالقاهرة،مشيرا إلى أنه حتي تفكير إدارة المهرجان في تأجيربعض دور السينما خلال في أحدي الدورات لم يحقيق ايرادات تتجاوز ال 10 الاف جنيها وهو ما يعد خسارة لم تغطي تكاليف الايجار، ويفسر البيومي ذلك بضعف الاقبال الجماهيري علي عروض القاهرة السينمائي علي النقيض من السنوات الأولي لعمر المهرجان وهو ما يعود لعدة أسباب أهمها ضعف الاعلان والدعاية عن الفعاليات والافلام المشاركة،والاختيارات التي تناسب النخبة ولا تتوافق مع الذوق العام للجمهور الآن،وأضاف البيومي أن اقتصار تقديم الافلام داخل مسارح الاوبرا التابعة لوزارة الثقافة التي تحملت عبء المشاركة في التنظيم هذا العام سوف يوفر الكثير من مصاريف التشغيل . وأبدي أشرف البيومي قلقه من فكرة الاستسلام للقرارات الأمنية المتعلقة بمحاصرة الأنشطة الفنية والثقافية داخل مكان واحد،لأن أنشطتنا ستتحول الي النخبة دون حضور الجمهور العادي،ومؤكد أن هدف أي مهرجان هوالوصول الي الناس،وأصحاب الأفلام وخاصة الفنانين منهم الذين يسعون الي معرفة رد فعل الجمهور على أعمالهم بعيدا عن آراء النخبة التي قد تجامل أحيانا،ويؤكد البيومي أن الفنون الادائية بشكل عام تحتاج لقياس رد فعل الجمهور ولا يجب فصلها داخل أماكن عرض مغلقة ، وفي مهرجان قرطاج مثلا تعقد جميع الفعاليات في وسط مدينة تونس العاصمة والقاعات تكون كاملة العدد، مشددا على ضرورة البحث عن آليات لجذب الجمهور-لا أن نعزله - في الوقت الذي يتعرض فيه الفن لهجوم تيارات بعينها . في سياق متصل فسر الفنان صبري فواز القرار أنه لا يخرج عن كونه "استسهال" من قبل وزير"خايف"علي الفترة التي سوف يقضيها وزيرا ولا يريد أن تشهد ارتباكا من أي نوع حتي تمر بسلام،ويري فوازأنهم بذلك"يورطون المهنة"بقرارات تعزلها عن الجمهور،وعلي المهرجان أن يسعي نحو تحقيق ايرادات كبيرة حتي يمكنه تغطية تكاليف اقامته مستقبلا علي الأقل ،وهي السنوات التي ربما تشهد رفع يد الدولة عن الفن،وعلي ادارة المهرجان اعادة النظر في القرار الذي سيجعل فعالياته قاصرة علي النخبة،وقال فواز"كفانا23عاما مرت ننتج فيهم الفن لنستهلكه نحن الفنانين دون وصوله للناس"،مؤكدا علي ضرورة التحرك باتجاه الناس لا الانعزال عنهم طالما أننا نريد مخاطبة الشعب. Comment *