استمرارًا لاستقبال التهاني بمناسبة اختياره بابا للإسكندرية وبطريركًا للكرازة المرقسية، التقى الأنبا تواضروس الثاني أمس (الاثنين) وفدًا من نقابة الصحفيين، بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وعلى رأسهم وكيل أول النقابة جمال فهمي، وسكرتير عام النقابة كارم محمود، وأعضاء المجلس جمال عبد الرحيم، وحاتم زكريا، هشام يونس، ومحمد عبد القدوس وعلاء العطار وإبراهيم أبو كيلة، وخالد ميري وتزامن مع حضورهم مجيئ نقيب المحامين سامح عاشور. ورحب البابا بضيوفه واستمع لكلماتهم وطلب منهم أن يلتقوا مرة أخرى لوقت أطول، وقال إن الصدفة جمعت حضور الصحفيين والمحامين، وأشار لما قاله الأديب المصري طه حسين بأن "الكنيسة القبطية مجد مصري قديم"، موضحًا أن الكنيسة القبطية لها أصالة في التاريخ لا تماثلها أي كنيسة أخرى في العالم، وأن مصر وطن ليس له مثيل، وأشار لمقولة المؤرخ المصري جمال حمدان صاحب كتاب "شخصية مصر" بأن "مصر فلتة الطبيعة"، وأوضح أن "نغمات مسيحي ومسلم ويهودي حديثة في التاريخ ولا تزيد على 60 سنة أما الأصل فهوأننا نعيش في توحد طوال التاريخ". وأكد البابا الجديد أن مصر منذ 2000 عام كانت على قمة العالم وكان بابا الإسكندرية يعرف بقاضي المسكونة، وكان العالم المسيحي لا يحتفل بعيد القيامة إلا لما يحدد بابا الكنيسة المصرية. في الوقت الذي رفعت فيه دولة أخرى في ميدان التحرير الجمعة الماضية في جمعة "تطبيق الشريعة"، فإن البابا تواضروس قال عن العلم المصري "نعتز به لأنه يجمعنا"، وأضاف "مصر يعيش بها 4 فئات من السكان فئة على الساحل البحر الأبيض المتوسط وأخرى على ساحل البحر الأحمر والثالثة في وادي النيل والرابعة في الصحراء"، لافتًا إلى أن "العلم المصري يجمع جميع المصريين فاللون الأحمر لون سكان مدن البحر الأحمر واللون الأسود لون الطمي في وادي النيل والأبيض لون مدن البحر المتوسط والأصفر هو لون سكان الصحراء"، لافتا "وكأن العلم المصري يجمعنا ويجب أن يكون مظلتنا أثناء كتابة الدستور وأنا متوافق مع كلام الأستاذ سامح عاشور حول بقاء المادة الثانية بالدستور دون حذف أو إضافة"، وأوضح أن الدستور مظلة وطنية لتقدم مصر وقال "ممكن نكتب دستورًا للاستهلاك المحلي لكننا سنعود كثيرًا للخلف". وأشار تواضروس إلى أن "المجتمع المصري لن يتقدم إلا من خلال ثلاثة أضلاع هي "المدرسة والدراسة، والإعلام، والقانون"، مضيفًا قديمًا قالوا إن "مصادر الثروة في باطن الأرض"، لكنهم اكتشفوا أن "الثروة في فصول الدراسة"، موضحا أن "منظومة الإعلام يجب أن توجه الرأي العام إلى الإقناع وليس الاقتناع، وأن القانون هو الحياة"، مضيفًا "لو اجتهدنا سواء الأزهر بعراقته والكنيسة بأصالتها وكل النقابات والمجتمع المدني هتكون بلدنا أفضل". وقال سامح عاشور نقيب المحامين "بقدر حزن الشعب المصري على رحيل البابا شنودة بقدر السعادة التي عاشوها بتوفيق الله لاختيارك، والبابا شنودة لم يكن قائدًا دينيًا بل أحد رموز الحركة الوطنية"، مضيفًا "مصر الآن في حاجة لتوحيد الصف وتقاتل من أجل ترسيخ دستور وطني لدولة مدنية حديثة والمسيحيين قبل المسلمين مع بقاء المادة الثانية على حالها دون أي إضافة أو حذف، وهذه قيم نجتمع عليها جميعا وأعرف أنك ستكون في أول الصفوف". أما جمال فهمي فقال "نهنئ مصر وشعب مصر لأن الكنيسة الوطنية رأسها رمز وطني ونعتز بالبابا شنودة والبابا كيرلس ونعلم أن قداستك تلميذًا لهما"، مضيفًا "علينا دور في المحافظة على وحدة هذا الوطن في ظل التحديات السياسية، كذلك للآزهر الشريف دور بجانب الكنيسة، ولا أقصد دور سياسي بل الدور الأكثر عمقًا وهو الثقافي والتهذيبي والتربوي وهما مؤسستان يمثلان خط دفاع عن هوية الدولة المصرية التي يحاول البعض خطفها وتزييف وجودها". أخبار البديل مصر Comment *