فور أن أعلن الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريرك عن الاسم الذى أسفرت عنه القرعة الهيكلية، وهو "الأنبا تاوضروس الثانى" بطريركًا للكنيسة الأرثوذكسية، تباينت ردود الأفعال، فمع ارتفاع الزغاريد والتصفيق الحاد، بكى البعض، ولم يبدوا ارتياحهم للنتيجة. تقول الأم فيبى الراهبة بالكاتدرائية المرقسية وهي تبكي: " الأنبا تاوضروس رجل شديد، ولا يتسامح فى الأخطاء، وكنا محتاجين لبطريرك حنون، مثل البابا شنودة؛ حتى يخفف عنا الأزمات والمشاكل التى نمر بها فى بلادنا". بينما كان رد فعل طاسونى مريم الراهبة بأحد أديرة الصعيد أنها "ولا فرحانة ولا زعلانة؛ لأن الأنبا تاوضروس لا أعرفه". أما كمال زاخر فكان رأيه مختلفًا، حيث قال: "على الرغم من رفضى لترشح الأساقفة، والأنبا تاوضروس أسقف، إلا أننى كنت متخوفًا من تولِّي القمص الراهب رافائيل أفامينا المنصب؛ لصعوبته البالغة فى تلك المرحلة الحرجة فى تاريخ مصر، ولاحتياج تلك المرحلة لمدرسة فن الإدارة والحزم والوضوح والجرأة والتى يمثلها الأنبا تاوضروس تلميذ الأنبا باخوميوس الذى رأيناه فى هذه المرحلة الحرجة كيف أنقذ الكنيسة بحزمه من إنقسامات داخلها وأبلى خير بلاء فى فترة قيادته الروحية. ويتفق معه هانى الجزيرى مدير مركز المليون، حيث قال:" أنا فى غاية السعادة لأن هذه المرحلة تحتاج إلى حزم داخل الكنيسة أولاً وخارجها ثانيًا، ويحتاج الأقباط إلى من يعبر بقوة عن الأزمات التى تمر بها الكنيسة، وفى نفس الوقت يكون إنسانًا روحانيًّا يتمتع بروح الصلاة والحكمة. وهذه كلها صفات تتوافر فى الأنبا تاوضروس". ومن جانبه أكد إيهاب رمزى المحامي أن اختيار الأنبا تاوضروس بطريرك للكنيسة أسعد قلبه؛ لأنه اختيار إلهى فى النهاية. ووصفه بالرجل الحكيم والحازم الروحانى فى نفس الوقت. في حين أعرب تامر ميلاد أحد الحاضرين أنه كان يتمنى القمص رافائيل أفا مينا، ولكنه عاد، وقال: لتكن مشيئة الرب، وهو القادر أن يجعل الأمور تسير للأفضل. وأضاف: نحن نثق فى إرادة الرب، وهو قادر أن يعطي نعمة فى عيون شعبه. يذكر أن الكاتدرائية اليوم عاشت أجواء مختلفة عن باقي أيامها؛ فقد زُيِّنت بثوب جديد مفرح استعدادًا للدخول في مرحلة فارقة في تاريخها؛ لكونها تحوى داخلها المقر البابوي والكرسي المرقسي.. فمنذ الصباح الباكر بدأ الكشافة ومسئولو التنظيم في التجهيز لكل شيء، بداية من البوابة الخارجية للدخول إلى بوابات الخروج والممرات والكراسي وشاشات العرض واستقبال حاملي الدعوات. وقد أقيم حول الكاتدرائية من شارعى رمسيس والدمرداش صوان وداخله صوان ذهبى وآخر أزرق وأحمر وأبيض، وافترشت السجاجيد الملونة بفناء الكنيسة "الحوش الخارجي"، وعُلقت لافتة كبيرة في واجهة الباب الرئيسي بها صورة للمرشحين الثلاثة، وتحتهم السيرة الذاتية المختصرة لكل منهم. كما ثُبتت شاشات عرض كبيرة داخل ممرات جُهزت للحاضرين الذين حملوا كروت الدعاوى الخاصة باليوم. بينما امتلأت الكنيسة من داخلها بالزهور البيضاء، وارتدى الشمامسة التونية (الملابس الخاصة بهم)، واصطفوا مرتلين الألحان. ولاختلاف وتميز الحدث، كان الحضور أيضًا مختلفًا ومتميزًا، فكان من بين الحضور قيادات الطوائف غير الأرثوذكسية، حيث جاء عدد من البطاركة ورؤساء الكنائس المختلفة، وهم البطريرك ثيودوروس الثاني بطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس، والمطران نيقوديموس الوكيل البطريركي بالقاهرة للروم الأرثوذكس، ونيقولا أنطونيو النائب البطريركي ومطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمطران أشود مطران الكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية بمصر والسودان، والربان إندراوس النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس، والمونسينيور كوريان ماثيو من سفارة الفاتيكان بمصر مندوبًا عن الفاتيكان، والأنبا كيرلس وليم المدبر البطريركي للأقباط الكاثوليك ومطران أسيوط، والمطران يوحنا قلتة النائب البطريركى للأقباط الكاثوليك، والأنبا بطرس فهيم المدبر الإيبارشى للأقباط الكاثوليك، والمطران جورج بكر مطران الروم الكاثوليك الملكيين بمصر والسودان، والمونسينيور فيليب نجم المدبر البطريركى لكنيسة الكلدان بمصر، والمطران أوغسطينوس مطران الأرمن الكاثوليك بمصر، والأنبا عادل ذكي مطران اللاتين بمصر، والمطران جورج شيحان مطران الموارنة بمصر، والمطران يوسف جنوش مطران السريان بمصر، والقس الدكتور صفوت البياضى رئيس الكنيسة الإنجيلية بمصر، والقس الدكتور أندرية زكي نائب رئيس الكنيسة الإنجيلية، والقس رفعت فتحى سكرتير عام سينودس النيل الإنجيلى، والقس سامح موريس راعي كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية، والمطران منير حنا رئيس الكنيسة الأسقفية بمصر، والقس رضا ثابت رئيس سينودس النيل الإنجيلى، والمطران يوسف جنوش مطران السريان بمصر، وعدد من من أقباط المهجر، بينما اعتذر عن الحضور 6 أساقفة. Comment *