نقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن مسئولين أمريكيين وشهود عيان ليبيين قولهم أن الهجوم على البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي الشهر الماضي على الأرجح كان "هجوما انتهازيا"، على حد وصف الصحيفة، وليس عملية مخططة مسبقا، حيث لم تجد وكالات الاستخبارات الأمريكية أي دليل على أن هذا الهجوم كان بأوامر من تنظيم القاعدة. كان مسئولون أمريكيون قد صرحوا في وقت سابق عن شكوك بأن أحداث هجوم بنغازي، التي قتل فيها السفير الأمريكي وثلاثة أميركيين آخرين، كانت عملا إرهابيا مخطط له مسبقا مع احتمالية وجود دور لتنظيم القاعدة. لكن بعد خمسة أسابيع من التحقيقات، تقول وكالات الاستخبارات الأمريكية إنها لم تعثر على دليل على مشاركة تنظيم القاعدة. وقال مسئول استخباراتي أمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته، إنه تم تنفيذ الهجوم "بحد أدنى من التخطيط"، مضيفا أن "المهاجمين أظهروا درجة عالية من عدم التنظيم، فالبعض انضم إلى الهجوم أثناء وقوعه، والبعض لم يكن لديه أسلحة وآخرون بدوا مهتمين فقط بالنهب والسرقة". وقال مسئول أمريكي آخر،"ليس هناك أي معلومات استخباراتية تفيد بأن المهاجمين خططوا لهجومهم قبلها بأيام أو أسابيع"، مضيفا أن معظم الأدلة حتى الآن تشير إلى أن "المهاجمين شنوا هجومهم بشكل انتهازي بعد أن علموا عن وجود أحداث العنف في السفارة الأميركية في القاهرة في وقت سابق من ذلك اليوم". وأوضحت الصحيفة أن عدم وجود رابط قوى لتنظيم القاعدة يمكن أن يقيد الخيارات العسكرية للولايات المتحدة، حيث تعتقد الإدارة الأمريكية أن لها الحق بموجب القانون الدولي في استخدام القوة المميتة ضد نشطاء تنظيم القاعدة الذين يقتلون الأميركيين، ولكن في هذه الحالة سيكون من الصعب التحرك عسكريا ضد أفراد من ميليشيات ليبية مسلحة. وحول الدافع الأساسي وراء حادث اقتحام السفارة في بنغازي، أشارت الصحيفة إلى أن وصف الشهود يختلف أيضا عن بعض التصريحات الأخيرة للإدارة الأمريكية، ففي الآونة الأخيرة، قلل مسئولون من وجود أي اتصال بين الفيديو المسئ للإسلام وبين هذا الهجوم. لكن في بنغازي، نقلت لوس أنجلوس تايمز عن شهود عيان قولهم أن أفراداً من المجموعة التي اقتحمت مقر البعثة الأمريكية ذكروا على وجه التحديد شريط الفيديو الذي يسيء لنبي الإسلام. وقال طارق، وهو رقيب شرطة طلب عدم ذكر اسمه الكامل، انه جاء إلي مكان الحادث بعد نحو ساعة من بدء الهجوم، ووجد المسلحين أغلقوا الطريق المؤدي إلى المجمع الذي توجد فيه القنصلية الأمريكية، مضيفا "إنهم وجهوا بنادقهم تجاهي وقالوا لي إن الأميركيين كانوا يسيئون معاملة نبينا، وهذا هو السبب في أنهم جاءوا للقتال". وذكرت الصحيفة أن طارق وغيره من الشهود وصفوا المهاجمين بأنهم غوغاء وليسوا فريقا من القوات المنظمة، قائلين إنهم شملهم بعض العناصر المنظمة. ووفقا للحراس الليبيين الذين خدموا كقوة أمن في مجمع السفارة الأمريكي فإن المهاجمين كانوا يتكونون من أنواع متباينة، بعضهم يبدو عليهم أنهم مقاتلون ذوو خبرة وغيرهم لم يكونوا كذلك. كما كان هناك رجال لديهم لحى طويلة ووجوههم مغطاة بأوشحة على غرار أسلوب المسلحين الجهاديين وكانوا ينادون بعضهم البعض باسم "الشيخ". ولكن كان هناك أيضا شباب صغار، بعضهم يبدو في سن المراهقة ووجوههم غير مغطاة. وقال عدة شهود عيان أن اللهجات المستخدمة من قبل المهاجمين بدت ليبية، وليست أجنبية، بالإضافة إلى إنهم كانوا مسلحين بشكل جيد، ولكن –أوضحت الصحيفة- أن هذا ليس شيئا غريبا، حيث تنتشر الأسلحة في ليبيا وتباع في الشوارع منذ أن تم سرقتها من مخزونات أسلحة القذافي خلال الثورة الليبية. وفى السياق ذاته، قال حماد بوجرين، متحدث باسم مسلحي لواء شهداء 17 فبراير، وهي إحدى الميليشيات الليبية الموالية للحكومة والمرخص لها بالحفاظ على الأمن في بنغازي، إن مهاجمي السفارة كانوا "مجموعة من اللصوص الذين شاهدوا فرصة وأرادوا أن يستغلوها". Comment *