قال عاصم شلبي رئيس اتحاد الناشرين للبديل إن الاتحاد انتهى أمس من وضع الأعراف النهائية لمهنة النشر والتي تحكم العلاقة بين الناشر والمؤلف والمترجم في دور النشر الخاصة والعامة .. مضيفاً أن البنود المقترحة ركزت على صياغة العقود التي تبرم بين الناشر والمؤلف والتي على أساسها يلزم الطرفان بالالتزامات المادية والعينية لأنها السبيل الوحيد لحفظ الحقوق بين الطرفين . وأشار شلبي إلى أن الاجتماع الذي عقد بالأمس وحضره الدكتور شريف الجيار ممثلاً عن اتحاد الكتاب أقر ضمن البنود الجديدة تنفيذ عملية النشر في فترة تترواح بين ثلاثة أشهر إلى ثمانية عشر شهراً في القطاع الخاص، وحتى ثلاث سنوات في القطاع العام يجب خلال هذه الفترة إصدار المصنف ما لم تكن هناك أسباب ترجع إلى المؤلف أو مضمون المصنف تحول دون ذلك، وتتوقف هذه الفترة على عوامل عديدة منها شهرة المؤلف – تجارية المصنف – ومدى ارتباطه بحدث معين وكذلك على تعاون المؤلف أثناء عملية الإعداد والمراجعة . وأضاف أن البنود الجديدة للاتحاد تضمنت حق الناشر وحده في تحديد سعر بيع المصنف ، وإذا نص على تحديده في العقد ورغب الناشر لأسباب مفهومة في تعديله يجوز له تعديله على أن يخطر المؤلف بهذا التعديل خلال شهر دون أن يكون للمؤلف حق الاعتراض على ذلك. وأكد رئيس اتحاد الناشرين أن الأخطاء المألوفة التي قد تحدث في إنتاج المصنف سواء أخطاء مطبعية أم فنية تقاس على مستوى الصناعة في مصر ولا يجوز طلب فسخ عقود النشر بسبب تلك الأخطاء وإذا كانت أخطاء فادحة تؤثر بالسلب على المصنف إذا ثبتت مسئولية الناشر وحده عنها دون المؤلف يجوز مطالبة الناشر بالتعويض. من جانبه ، علق الروائي الشاب أسامة الشاذلي على البند الأول قائلا : الحديث عن شهرة المؤلف ومدى ارتباط الأعمال بحدث معين أمر يدعو للتعجب ، فأن يتميز عمل عن آخر لمجرد كونه يواكب الحدث فهذا شئ لا يمت للفنية بجانب , كما أن الحديث عن فكرة أولوية الكاتب المشهور يظلم فئة عريضة من الكتاب الشباب ممن لهم حق في النشر والظهور , مضيفاً أن أزمة المؤلف لا تقف فقط عند حدود النشر بداية من أزمة دور النشر الحكومية التي لا تنشر أعمالاً إلا بعد ثلاث أو خمس سنوات من تقديم العمل , ومرورا بدور النشر الخاصة وما يتعرض له المؤلف المبتدئ من استغلال , حينما يدفع المؤلف من ثلاثة آلاف لخمسة آلاف جنية ليتمكن من نشر 500 نسخة من العمل ودون حصول المؤلف على عوائد مادية , فضلاً عن أزمة التوزيع التي تقف أيضا عائقاً أمام الكتاب الشباب وذلك بعدما انتهجت عدد من المكتبات نهج عدم قبول أعمال إلا من دور نشر بعينها . وأكد الشاذلي أن هناك عددا كبيرا من دور النشر التي تنشأ خصيصا للمتاجرة بأعمال الكتاب الشباب وقال : أنا أذكر دار نشر معروفة نشرت 36 عملا خلال عام واختفت بعدما تربحت من حصيلة جهد الكتاب الشباب المادي والفنى . وعن الأخطاء المألوفة التي وردت في البند الرابع علق الشاذلي قائلا : المراجعات الإملائية ضرورية جدا في العمل المطروح للقراءة وهي من أساسيات عملية النشر، و فكرة الأخطاء الإملائية والفنية على أنها أخطاء مألوفة طرح لا يحترم المؤلف والقارئ على السواء . وقال الكاتب الشاب باسم شرف إنه عانى كثيراً في نشر عمله الأول مسرحية "جزمة واحدة مليئة بالأحداث " لأن دور النشر المصرية عادة ما ترفض طباعة المسرحيات "بزعم" أنها تُشاهد على المسارح لا تقرأ بالكتب , إلى أن تمكن من نشر عمله الأول بالتعاون مع دار ميريت للنشر. وعن مقارنته بين تجربة النشر خارج مصر والنشر داخلها قال شرف الفرق شاسع أولا دور النشر الأجنبية ليسوا فقط رجال أعمال بل خبراء ومتخصصين ومسئولين مراجعة وتوزيع على أعلى مستوي فني، ثانيا هذه شعوب تقرأ ولديها شريحة كبيرة من القراء، وفي مصر والوطن العربي لا يوجد اهتمام حقيقي بالقاريء وعدد الذين يقرءون ويشترون الكتب قليل. وأكد شرف أن التحدي أمام المؤلفين الشباب كبير والبقاء دائما لمن يستطيع الاستمرار والمقاومة، وعبر عن تفاؤله وخاصة بعد ظهور نماذج مبشرة من بعض دور النشر التى تتبنى مواهب شابة وتتعامل مع عملية النشر بجدية ومسئولية Comment *