تناول المحلل الإسرائيلى "روت بن يشاى" فى مقال مطول له فى صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية القصف الذي قامت به كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس على عسقلان غرب النقب أمس، متطرقا فى حديثة إلى تبادل الضربات التي تمت بين الجيش الإسرائيلى ومنظمات المقاومة الفلسطينية مشيرا إلى أن ما حدث أمس يمكن استخلاص منه عدة عبر تكون استنتاجات للمستقبل. وقام المحلل الإسرائيلى فى تقريره بجمع حركات المقاومة الفلسطينية وحركة الجهاد الإسلامي والإخوان المسلمين والجيش الإسرائيلى فى دائرة واحدة، موضحا أن عملية القصف التي شنها الجيش الإسرائيلى مساء أول أمس والتي ترتب عليها أصابت قياديين من الجهاد العالمي. وزعم "بن يشاى" أن الإخوان المسلمين فى مصر أبلغوا قيادة حماس فى قطاع غزه بمنع إثارة وتصعيد الصراع والمواجهة مع إسرائيل بسب العمليات التي ينفذونها مبررا ذلك بأن الرئيس مرسى لا يريد أن يكون مضطرا للاختيار بين التزامه بالدفاع عن الفلسطينيين فى قطاع غزه، وبين رغبته فى أن لا تصبح بلاده متورطة فى مواجهه مع إسرائيل أو وقوع ما هو أسوء من المواجهة مع الإدارة الأمريكية فى واشنطن. وعاد المحلل الإسرائيلى إلى القصف المتبادل الذي وقع أمس بين منظمات المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلى، مدعيا أن العملية التي قام بها جيش الاحتلال والتي راح ضحيتها العديد من المصابين كانت عملية بسيطة وغير موسعه حرص فيها الجيش الإسرائيلى على عدم توجيه ضربات قاتلة أو مدمرة فى أراضى قطاع غزة، وأكد "بن يشاى" أن الجيش الإسرائيلى وإسرائيل يحرصون على الحفاظ على معاهدة السلام الموقعة مع مصر معتبرا أن هذا التنسيق وإن كان لايتجاوز أتفاق تهدئة إلا أنه أفضل من وقوع مواجهه بين مصر وإسرائيل، وأشار "بن يشاى" إلى أن إسرائيل تشعر بقلق كبير بسبب التهديد الذي يحاصر ويهدد سلامة مواطنيها فى الجنوب وأن هذا القلق منعها من القيام بعملية موسعة ضد العناصر الجهادية التي اتخذت من سيناء ملجأ لها، بجانب عمليات تهريب السلاح من سيناء إلى قطاع غزة قائلا أن إسرائيل تتعامل مع هذه القضايا بحساسية لأنها لديها نية واضحة وهى أن لا تعطى لمرسى ذريعة ليطلب إلغاء أو تعديل اتفاقية السلام. وقال بن يشاى أن مصر تحاول مجدداً القضاء على سيطرة هذه الجماعات الجهادية فى سيناء زاعماً أن مرسى طلب من قيادات حماس فى قطاع غزة وقف المساعدات المقدمة من الغزيين ومن بينهم وزير داخلية حماس للجماعات الإرهابية، وردت قيادات حماس على هذا الطلب قائلة أن هذه الجماعات الجهادية تقوم بالدفاع عن سيطرتها، وأضاف "بن يشاى" قائلا على الرغم من أن حماس حاولت فى البداية تصدير الإرهاب إلى سيناء حتى لا تغزو إسرائيل القطاع مرة أخرى ولكن أوقف مؤخرا هنيه وأعضاءه هذا التصرف. وقال "بن يشاى" أنه بناءا على ما سبق فإنه يمكننا فهم لماذا حركة حماس وباقي التنظيمات الجهادية لديها شرعية ممنوحة لها فى قطاع غزة، فمع العمليات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلى لاستهداف بعض نشطاء الجهاد العالمي فإنه لا يمكن لحماس أن تغض الطرف أو النظر على ما ينتج عن هذه العمليات من اغتيالات لقيادات الحركات الجهادية حتى لا يوجه لها تهمة التعاون مع إسرائيل، وبين المحلل الإسرائيلى أنه عندما تقوم إسرائيل باغتيال نشطاء هذه التنظيمات التي تعمل فى القطاع فإن رد الفعل الفلسطيني على هذه العمليات يكون مؤلما ومستمرا، خاصة إذا ما أصاب الضرر سكان غزة المدنيين فإنه فى هذه الحالة تشعر حركات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم حماس بأنها فى ذلك الوضع تكون مضطرة إلى أن تظهر نفسها كالمدافع والحامي للشعب الفلسطيني حتى يحافظوا على بقائهم فى الحياة السياسية وليتقوا غضب محتمل من سكان قطاع غزة. وزعم "بن يشاى" أن النظام الجديد فى مصر يوافق على العمليات التي تقوم بها حركات المقاومة الفلسطينية، ولكن مرسى لا يريد أن يكون هذا معلنا فى الضوء، مدعيا أن مرسى اشترط على حركات المقاومة أن تتم هذه العمليات ولكن بصورة لا تتطلب تدخل مصري أو إدخال مصر فى مواجهة مع واشنطن. وعن عملية القصف التي قام بها الجيش الإسرائيلى أول أمس قال بن يشاى أن الجيش الإسرائيلى قال أن هذه العملية جاءت عشية تنفيذ مخطط فى سيناء، ووصف الكاتب حركة الجهاد الإسلامي بأنها تتلقى دعم من إيران للسيطرة على القطاع أما عن حركة حماس فقال أنها تتبع ما تمليها عليها مصر. Comment *