كتب د.ياسر على - المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية - أول مقالاته السياسية بجريدة الأهرام، بعدد اليوم السبت تحت عنوان "الأهرام وحضن الثورة". قال علي في بداية مقاله أنه يكتب كمواطن مصري من خلال هذه النافذة، يطل فيها على مصر من جريدة "الأهرام" التي كانت بالنسبة له وعلى مدار عقود طويلة هى لسان حال الطبقة الوسطى، والتي كان ومازال أحد أبنائها. وأضاف أن تلك الجريدة ترتبط دوما بطفولته، حيث ارتبط تاريخ ميلاده بتاريخ ميلاد جريدة "الأهرام"، وهو الخامس من شهر أغسطس, مضيفا انه لذلك لم يتردد فى الكتابة من هذه النافذة ممتنا للدعوة التى وجهت له من أسرة التحرير. وركز المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية خلال مقاله على أهمية العمل الطلابي بالجامعات المصرية وكيف كان هو الوعاء الحاضن لحيوية الشعب المصري في مقاومته لكل صور الفساد والتبعية والاستبداد وكيف كانت الجامعات مستودعا لقيم الحرية والوطنية وكان الجميع ولا يزال ينتظر دائما موقف طلاب الجامعات المصرية في مجمل القضايا العامة للوطن, مضيفا أنه كان واحدا من أبناء الحركة الطلابية الذين تعلموا في مدرسة الوطنية المصرية بالجامعة، حيث كان عضوا فى اتحادات الطلاب في جامعة عين شمس فى مطلع الثمانينيات. وتابع انه خلال لقاء ضمه بالمستشار البشري فى إحدى قاعات مؤسسة الأهرام كان كلامه شارحا لما سطره الكواكبى فى كتابه المتفرد (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) وأن من بين ما تناوله البشرى فى هذا اللقاء أن إحداث التغيير المطلوب لابد أن تتوافر له شروط ثلاثة، أولها أن يصل المجتمع المصرى إلى قناعة كاملة بأنه لا أمل فى الإصلاح أو ما اسماه يومها "السخط العام"، لافتا إلى أن هذا السخط العام لابد أن يشمل كل طبقات المجتمع ولا يستثنى طائفة من طائفة ولا ملة من ملة حتى يصل المجتمع كله إلى إرادة الثورة والتغيير، وأنه لا يمكن أن يصل مجتمع إلى اللحظة الثورية دون أن تتوافر هذه الإرادة. وأن الشرط الثانى هو الإصرار على التغيير السلمى والحفاظ على النضال المجتمعى المصرى بعيدا عن العنف وكل الأدوات التى تؤدى إليه، وآخر هذه الشروط هو وجود حادث ملهم أو مؤلم يجعل من هذا السخط العام وقودا لعملية التغيير والإصلاح. وأشار إلى أن ثورة 25 يناير 2011 هى ثورة عظيمة تخلقت فى هذا الوطن العظيم عبر أجيال ممتدة من النضال الوطنى وعبر حركات وأحزاب وجماعات وقوى وطنية وعبر نضالات استمرت أعواما بأدوات مختلفة فى العمل الطلابى والجامعى والعمل الحزبى والمجتمعى وعبر قوى كثيرة مع جيل من شباب مصر الذى حول بأدوات عصره ومع اكتمال الشروط الثلاثة حلمه إلى واقع حقيقى وتنادى معه كل الشعب المصرى بكل أجياله صانعا و داعما لهذه الثورة العظيمة. وأضاف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية قائلا: "إنني أؤمن تماما بأن الثورة المصرية لابد أن يولد منها مشروع نهضوى كبير يحقق طموح المصريين في إعادة تخليق منظومة حضارية ترد الاعتبار لهذا الوطن وإلى تاريخه وترد للمواطن المصرى حقه فى حياة كريمة وفى دور عصرى يتناسب مع طاقاته وإمكانياته" وتابع "كما أننى مقتنع بأن هذا المشروع النهضوى الشامل لابد أن يكون متعديا للأيدلوجيات والحزبيات والأفكار ومعبرا عن العقل الجمعى لكل أبناء الجماعة الوطنية المصرية مع الاحتفاظ بحق كل طرف فى الاختلاف فى بعض الأدوات والوسائل والسياسات" "وأدرك فى آن واحد أن منظومة التنمية الغربية الشاملة فى تخطيطها وتأسيسها تجاوزت نفس الخطوط وهو ما عبر عنه ناعوم تشاوميسكى عندما قال إن الأحزاب الغربية تآكلت أيديولوجيا وتعاظمت تنمويا حتى أصبح التباين بين الأحزاب المختلفة والقوى الفاعلة فى هذه المجتمعات هو مقدار ما تسهم به من أفكار وسياسات وأدوات فى إطار مشروع متكامل لنهضة شاملة وفى إطار الكفاءات البشرية التى تملكها وتؤهلها لقيادة خطط التنمية والنهضة" وأكد أن الأمة المصرية مدعوة فى هذه الفرصة التاريخية من دورات التاريخ للتشبث بهذه النهضة والعمل بكل طاقاتها لبناء وطن يتسع لكل أبنائه ويتسع لتنوعهم واختلافهم فى إطار هدف جامع وعمل متصل وصولا إلى محصلة حضارية ونهضوية حقيقية تقدم نموذجا متميزا فى واقع مصر الإقليمى وفى محيطها العربى والإفريقي، وأن مصر قادرة على ذلك، والمصريون بمخزونهم الحضارى ووعيهم المتجذر سيبحرون معا إلى شاطئ أكثر رقيا وأكثر أمنا ,حسب ما جاء فى المقال . وفى ختام مقاله الأول أكد المتحدث الرسمي بإسم رئاسة الجمهورية أن كلماته التى سيتواصل من خلالها بالقارئ المصرى عبر سلسلة مقالات للأهرام تعبر عنه كمواطن مصرى مهتم بقضايا وطنه ولا علاقة لها بمؤسسة الرئاسة التى يعمل فيها متحدثا رسميا العمل الطلابي كان الحاضن لحيوية الشعب المصري فى مقاومتة لكل صور الفساد والتبعية والاستبداد المشروع النهضوي الشامل لابد يتعدى للأيدلوجيات والحزبيات والأفكار ويعبر عن العقل الجمعي لأبناء الجماعة الوطنية