بعد عامين من لقاء الرئيس المخلوع حسني مبارك بمجموعة من المثقفين في سبتمبر 2010, التقى الرئيس محمد مرسي بالأمس بعدد من المثقفين في قصر الإتحادية . وفيما يتعلّق بالأسماء المطروحة في كلا الاجتماعين, فقد تكرّرت ثلاثة أسماء هم الروائي يوسف القعيد والسيد ياسين والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي, حيث ضم اللقاء الأول وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني الذي ظل في منصبه ما يقرب 25 عاماً, والذي تم تحويله إلى محكمة الجنايات بتهمة الكسب غير المشروع وإلزامه برد 18 مليون جنيه, ووزير الإعلام أنس الفقي الذي أصدرت محكمة الجنايات بشأنه حكماً بالسجن المشدد ل7 سنوات بتهمة إهدار أموال التلفزيون بما يبلغ مليوناً و888 ألف دولار. فيما غاب عن لقاء مرسي, ثلاثة من الأسماء الهامّة التي فارقت الحياة الآن, والتي كانت على رأس الأسماء المطروحة في لقاء مبارك بالمثقفين, وهم الكاتب أنيس منصورالذي كان مقرباً للرئيس الراحل أنور السادات والرئيس المخلوع حسني مبارك, والكاتب إبراهيم اصلان والذي كان قد اعتذر عن لقاء المخلوع لسفره, والكاتب خيري شلبي والذي رحل أيضا حالما باكتمال حلم ثورة لكن حلمه لم يتحقق حتى الآن. وكانت صحيفة "المصري اليوم", قد ذكرت منذ عامين أن اسم السيناريست وحيد حامد كان مطروحاً ضمن الأسماء للاجتماع مع المخلوع, ولكن تم استبعاده حتى لا يتم تفسير حضوره كدعم لوجهة نظره في مسلسل "الجماعة", والتي شنّت هجوماً على جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تمثل أبرز وجوه المعارضة في عصر مبارك, وعانت من المطاردة والاعتقالات من قبل أجهزة أمن الدولة . وكان من الأسماء المطروحة للقاء مبارك, الشاعر فاروق شوشة, والذي كتب قصيدته في مدح مبارك "ماتت مصر إن مت" عقب محاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا 1995, ثم كتب قصيدته بعد الثورة بعنوان "اخلع نعليك فأنت بميدان التحرير" التي نشرتها جريدة الأهرام بتاريخ 7/8/2011, والتي يقول فيها "اخلع نعلك واخفض رأسك واخشع..هذا ميدان التحرير, تقسم لن تتحرك حتى يأتي يوم الثأر ويسقط تحت الأقدام عدو الله وطاغوت الأزمان المنصرمة وسواد ليالينا الجهمة.. يرجمه كل منّا بحجر ", وكانت الهيئة العامة للكتاب قد أصدرت كتاب بعنوان "مبارك في عيون الشعراء", يضم نحو 62 قصيدة كتبت في مدح مبارك في عام واحد بمناسبة عودته سالما من المؤامرة الدنيئة التي استهدفت اغتياله, ومن ضمنهم قصيدة شوشة . وضم أيضاً لقاء مبارك بالمثقفين, ورئيس اتحاد الكتاب محمّد سلماوي الذي ظل محتفظاً بمنصبه بعد الثورة, والناقد الدكتور جابر عصفور الذي كان يرأس حينها المركز القومي للترجمة, وصلاح عيسى رئيس تحرير جريدة القاهرة, والدكتور فوزي فهمي, وسامية الساعاتي, والدكتورة عائشة عبد المحسن أبو النور. وكان محمد سلماوي, رئيس اتحاد الكتاب, قد صرّح لليوم السابع منذ عامين, أن مبارك كان يتمتع أثناء اللقاء بصفاء ذهن لافت للنظر وأنه أعطى لكل مثقف حقه في الاهتمام والمناقشة, مضيفاً أنه ناقش معهم مشكلة علاج المبدعين على نفقة الدولة وأكد أن الدولة ستتكفل بهم, وأنه وعد بتخصيص يوم للإبداع يتم فيه تسليم الفائزين بجوائز الدولة أوسمتهم بعد أن توقف ذلك لعدة سنوات . فيما قال صلاح عيسى, رئيس تحرير جريدة القاهرة, أن مبارك وعد بإجراء انتخابات حرة ونزيهة, والتي كان مقرراً إجرائها في 28 نوفمبر2010, وهي الانتخابات التي تم تزويرها ليفوز بأغلبية مقاعدها الحزب الوطني في أبرز واقعة تزوير في تاريخ مصر, فيما أشار عيسى إلى أن مبارك أكد على ضرورة وجود إستراتيجية لمواجهة أزمة الفتنة الطائفية, وأنه قرر تخصيص مبلغ 15 مليون جنيه لدعم مشروع الترجمة من التبرعات التي تصل لرئاسة الجمهورية . أما فيما يتعلّق بمقابلة مرسي للمثقفين, والتي أبدى أغلبهم انطباعاً إيجابياً عنها, فقد ظهرت في القائمة المطروحة - بعد عامين قامت خلالها ثورة وانقلب نظام الحكم في مصر لتحتل الجماعة "المحظورة" أغلبية مقاعد الحكم- عدد من الوجوه التي لم يلتق بها مبارك مثل الروائي بهاء طاهر الذي قام برد جائزة مبارك للآداب التي حصل عليها في عام 2009 عند بداية قيام الثورة في 2011, مؤكداً أنه لا يستطيع أن يحمل جائزة باسم مبارك الذي أراق نظامه دماء الشباب المصريين, ولكن طاهر اعتذر عن الحضور مثل الكاتب جمال الغيطاني الذي أعلن صراحة عن رفضه اللقاء لان الصورة المعلنة تدل على أنه مجرد مظاهرة للتصوير مع الرئيس, مضيفاً في تصريحات لليوم السابع أنه كان لديه الكثير من التساؤلات ليطرحها حول حرية التعبير وعملية أخونة الدولة التي يراسها مرسي بنفسه, والشاعر فاروق جويدة التي كان قد تم اختياره عضواً في اللجنة التأسيسية من قبل . فيما ضم اللقاء أيضاً, الكاتب إبراهيم عبد المجيد الذي طالب مرسي بإلغاء نظام الحسبة وحماية المثقفين من العقاب باسم الدين, والدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الحالي والدكتور سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة. يذكر أن الرئسي مرسي قد اجتمع منذ عدة أسابيع بعدة شخصيات أخرى منهم الكاتب والروائي علاء الأسواني, والذي أعلن أنه طالب مرسي بعدم الاحتفاظ بالسلطتين التشريعية والتنفيذية, وعدم التدخل في التأسيسية حتى لا يتم تكرار سيناريو استبداد المجلس العسكري, مؤكداً على ضرورة إشهار جماعة الإخوان المسلمين لميزانيتها ومراقبتها من الجهاز المركزي للمحاسبات, ومطالباً بالإفراج عن المحاكمين عسكريا. بهاء طاهر يرفض جائزة مبارك ويحضر لقاء مرسي وجمال الغيطاني يرفض اللقاء و إبراهيم عبد المجيد يطالب بإلغاء نظام الحسبة