ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان أن الحكومة الأمريكية في عهد جورج بوش عذبت خصوماً لمعمر القذافي ثم سلمتهم قسراً إلى النظام الليبي ، مضيفة أن شهادات لمحتجزين سابقين ووثائق سرية للاستخبارات المركزية والأمريكية والمخابرات البريطانية تم الكشف عنها مؤخراً أكدت ذلك . ونقلت المنظمة عن محتجز سابق قوله إنه تعرض ل "محاكاة الإغراق" ، في حين وصف محتجز آخر أسلوباً مشابهاً من أساليب التعذيب باستخدام المياه، بما يتعارض مع مزاعم مسؤولي إدارة بوش بأن ثلاثة أشخاص فقط رهن احتجاز الولاياتالمتحدة تعرضوا إلى "محاكاة الإغراق". وأشارت هيومن رايتس إلى أنها أجرت مقابلات مع 14 محتجزاً سابقاً، أغلبهم كانوا ينتمون إلى جماعة إسلامية مسلحة كانت تحاول قلب نظام حُكم القذافي على مدار 20 عاماً، وأن بعض الذين تعرضوا للتسليم القسري وقالوا أنهم تعرضوا للتعذيب رهن الاحتجاز الأمريكي ، يشغلون الآن مناصب قيادية وسياسية مهمة في ليبيا. وأوضحت هيومان رايتس أن المقابلات والوثائق لديها تشير إلى أنه إثر هجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة ، وبدعم بريطاني وعدد من بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، تم توقيف واحتجاز عدد من عناصر الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة ممن كانوا يعيشون خارج ليبيا وتم الاحتجاز دون نسب اتهامات إليهم ، وفي نهاية المطاف جرى تسليمهم قسراً إلى الحكومة الليبية. وذكر المحتجزون عددا من الانتهاكات من بينها الربط بسلاسل إلى جدران وهم عراة في ظلام دامس داخل زنازين بلا نوافذ ، لأسابيع وشهور ، وإجبارهم على المكوث في أوضاع مؤلمة ومجهدة لفترات طويلة ، وإجبارهم على الجلوس في مساحات ضيقة لا تسعهم، واللطم بالأيدي والضرب بالجدران ، والبقاء في حجرات دون الخروج للشمس لمدة تصل إلى خمسة أشهر دون إتاحة الاغتسال، والحرمان من النوم عن طريق تشغيل موسيقى غربية صاخبة بلا توقف. وقال خالد الشريف، الذي أكد احتجازه لمدة عامين في مراكز احتجاز متعددة تديرها الولاياتالمتحدة - يُعتَقد أن السي آي آيه - هو الذي كان يديرها في أفغانستان "أمضيت ثلاثة أشهر في جلسات استجواب ثقيلة ، أثناء الفترة الأولى للاحتجاز ، وكانوا يمارسون عليّ نوعاً مختلفاً من التعذيب كل يوم .. أحياناً يستخدمون المياه، وأحياناً يجردونني من ملابسي تماماً "، يذكر أن الشريف يرأس حالياً الحرس الوطني الليبي. من مسؤولياته تأمين المنشآت المحتجز بها المحتجزين الليبيين البارزين. وقالت هيومان رايتس "تستمر الحكومة الأمريكية بمطالبة – وهي مطالبة مقبولة – دول مثل ليبيا وسوريا والبحرين، بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك أعمال التعذيب، ولكن سيكون لهذه الدعوات وزن أكبر بكثير إن لم تكن متزامنة مع حماية مسؤولين أمريكيين سابقين صرحوا بالتعذيب، من أي شكل من أشكال المحاسبة". ودعت هيومن رايتس ووتش الحكومة الأمريكية إلى الإقرار بدورها السابق في الانتهاكات ومساعدتها القذافي في القبض على خصومه من المنفى، وأن توفر الإنصاف والتعويض للضحايا، وتلاحق المسؤولين عن تعذيبهم المزعوم في سجون تديرها الولاياتالمتحدة. وشددت المنظمة في ختام تقريرها على أن ليبيا القذافي كانت تتمتع بقدر كبير من التعاون مع الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة في عمليات التسليم القسري وتعذيب المحتجزين. Comment *