نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً يدور حول الزيارة التى قام بها الرئيس المصري محمد مرسى للصين هذا الاسبوع والتى توضح أن مصر حريصة على تعزيز العلاقات الثنائية مع الصين . وقالت الصحيفة فى تقريرها , الذى جاء بعنوان " الشركات الصينية تتحدى بشجاعة حالة عدم اليقين فى مصر لكسب موطئ قدم فى الشرق الاوسط " , انه مع فرار الكثير من المستثمرين من مصر بسبب المخاوف من مرحلة انتقال البلاد المضطربة إلى الديمقراطية ، تضخ الشركات الصينية الأموال في المشروعات المصرية على أمل الوصول إلى سوق محلى ضخم والحصول على قاعدة للتصدير إلى الشرق الأوسط . وأوضحت الصحيفة أن مصلحة الصين في مصر مدفوعة من قبل رغبتها في الحصول على موطئ قدم قوي في مصر التى هى سوق أفريقي رئيسى متمركز عند ملتقى ثلاث قارات . كما أن مصر لديها أيضا قوة عاملة كبيرة يمكن أن تستفيد بها الشركات الصينية . وذكرت الصحيفة أن الصين أستثمرت في بلدان أخرى في أفريقيا مثل أنجولا وليبيا والسودان ، والتى فيها حاجة الصين للنفط والموارد الطبيعية الأخرى لتغذية اقتصادها المتنامى يفوق المخاطر السياسية للاستثمار في تلك الأسواق . وأشارت الى انه وفقا لبيانات الأممالمتحدة فقد كانت مصر هى ثالث اكبر سوق للصادرات الصينية في أفريقيا العام الماضي ، بعد جنوب افريقيا ونيجيريا . وقالت الصحيفة أنه بالنسبة لمصر، فان اتجاه الصين القوى للاستثمار فيها يوفر الفرصة للحصول على مناقصات مشاريع البناء بأسعار منخفضة . ونقلت نيويورك تايمز عن نبيل عبد الحميد حسن ، رئيس وحدة آسيا في وزارة التعاون الدولي في مصر ، قوله أن بعض المشاريع ستتلقى تمويلا معروفا باسم قروض ميسرة من الشركات الصينية، وهو تمويل بشروط ملائمه والذى الكثير من البلدان الأخرى ليس على استعداد لتقديمه في الوقت الحالي. وأضاف السيد حسن " نحن نخطط الآن لوضع استراتيجية مع الصين للاتفاق حول استراتيجية معا لثلاث إلى أربع سنوات قادمة لتحديد المشروعات العملاقة الممولة والمنفذة من قبل الصينيين " . وذكرت الصحيفة انه اثناء زيارة مرسي , وافقت الصين لمصر على قرضا بقيمة 200 مليون دولار بالاضافة الى انه تم توقيع اتفاقات في مجال الزراعة والاتصالات . وتابعت أنه على الرغم من ان علاقة مصر بالصين كانت علاقة متقلبة ومتقطعة بسبب وقوع الكثير من الصناعة المصرية تحت ضغط بسبب الصادرات الصينية الارخص سعرا , الا انه بغض النظر عن ذلك فإن الحكومة الصينية لم تتردد في أن تتودد الى مصر ، من خلال أنخراط بعض من أكبر شركاتها فى البلاد . على سبيل المثال , شركة " شنجهاي للانشاءات " التى تستكمل الان بناء فندق خمس نجوم في القاهرة عقب تعليمات مباشرة من الحكومة الصينية . وقالت نيويورك تايمز أن الصينيين ينجذبون إلى السوق المصرى الضخم بسبب السلع الاستهلاكية الرخيصة وتوافر القوى العاملة المتزايدة والرخيصة نسبيا , مشيرة الى أن حجم التجارة بين البلدين بلغ 8.8 مليار دولار العام الماضي ، بزيادة 40 % عن عام 2008 ، وذلك وفقا لوزارة التجارة المصرية . كما وصلت صادرات الصين إلى مصر إلى 5.4 مليار دولار العام الماضي ، مما يجعلها ثاني أكبر مورد للبلاد بعد الولاياتالمتحدة ، التي وصلت صادرتها الى 6.3 مليار دولار ، وفقا لبيانات الاممالمتحدة . ونقلت الصحيفة الامريكية عن تشن لين ، المستشار التجاري للسفارة الصينية في مصر , قوله أن العدد الكبير لاتفاقات مصر التجارية المميزة مع أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط ، جنبا إلى جنب مع قناة السويس ، التى هى واحدة من أهم الممرات المائية في العالم ، يجعل مصر ايضا موقعا متميزا بالنسبة للصين . وأضاف السيد لين أن " هناك الكثير من الشركات الصينية تتعرض لضغوط لخفض التكاليف , ومصر لديها على وجه التحديد موارد بشرية غنية جدا لتلبية هذا المطلب ." وأشارت الصحيفة الى أنه من المتوقع زيادة معدل نمو الاستثمار بين البلدين فى الفترة القادمة . على سبيل المثال فى مجال صناعة السيارات , قالت شركة غبور أوتو ، مجمع السيارات المصري الذي يسيطر على ثلث سوق سيارات الركاب فى مصر ، أن الشركة ستبدأ هذا العام فى تجميع وتوزيع السيارات عبر شمال أفريقيا من شركة " جيلي " الصينية للسيارات , وهى الشركة المصنعة للسيارات التي عام 2010 اشترت شركة فولفو السويدية والتي تملكها شركة فورد الأمريكية . وفى هذا الصدد قالت ميناتيللا صادق ، مدير تمويل الشركات والاستثمارات في غبور , أن الشركة تخطط للعمل مع ما لا يقل عن ثلاث أو أربع شركات صينية أخرى هذا العام . كما تقول شركات صينية اخرى لصناعة السيارات ، بما في ذلك سيارات بريليانس وجريت وول موتورز ، أنهم يرون مصر باعتبارها مركز يمكنهم منه البيع في أسواق شمال أفريقيا وأوروبا . وفي علامة اخرى على توطد العلاقات بين البلدين ، تلفت الصحيفة أن منطقة تياجين ( تيدا ) للتطوير الاقتصادى والتكنولوجى , الموجودة فى محافظة السويس والتى يتم ادارتها من قبل الصينيين , تتطلع للتوسع بالفعل فى الفترة القادمة , حيث أن الصين تريد أن تستثمر أكثر من 200 مليون دولار في هذه المنطقة ، التي تحظى بشعبية وأهمية بسبب قربها من قناة السويس والاتفاقات التجارية فى منطقة التعاون التجارى والاقتصادي بالسويس . Comment *