أبلغت وزارة الثقافة المصرية إدارة مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية عن توقفها عن دعم المهرجان ماليا لعدم وجود ميزانية مخصصة لذلك. ويأتى هذا فى الوقت الذى تسلمت فيه ادارة المهرجان دفعة وحيدة قدرها 500 الف جنية فى مارس الماضى من اصل مبلغ الدعم المقدر ب 2 مليون و 200 الف جنية مصرى ، وكان من المفترض ان يصل ادارة المهرجان الدفعة الثانية منذ 40 يوما والاخيرة من 10 ايام وهو ما لم يحدث حتى الان . وتقول ماجدة واصف رئيس المهرجان عن هذا الموقف الغريب والغير مفهوم من قبل وزارة الثقافة كما وصفته : معروف للجميع الخطوة الذى اتخذها وزير الثقافة الاسبق عماد ابو غازى برفع يد الدولة عن تنظيم المهرجانات ومنح حقوق تنظيمها لمؤسسات وجمعيات المجتمع المدنى، وهى الخطوة التى أتت تماشيا مع التغييرات الثورية التى عاشتها مصر عقب ثورة يناير، وهو ما تم بالفعل ومنحت جمعيه نون للثقافة والفنون حق تنظيم مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية ووقعت المؤسسة اتفاقا مع الوزارة يقضى بمنح المهرجان مبلغ وقدرة 2 مليون و200 الف جنية مصر تسلمت منها إدارة المهرجان دفعة واحدة فقط فى شهر مارس الماضى فترة تولى الدكتور شاكر عبد الحميد مسئولية وزارة الثقافة .. واضافت واصف: وكان من المفترض طبقا لشروط التعاقد بيننا وبين الوزارة ان نتسلم باقى مبلغ الدعم على دفعتان الثانية قبل المهرجان بشهرين والاخير قبل انطلاق المهرجان بشهر واحد طبقا للاتفاق المكتوب بيننا ، ولكننا انتظرنا فترة لتفى الوزارة بالتعاقد خاصة مع اقتراب فعاليات المهرجان ولكن فوجئنا بالمهندس محمد ابو سعدة مدير قطاع مكتب الوزير يبلغنا بتوقف الوزارة عن دفع مبالغ الدعم نظرا لعدم وجود ميزانية، وهو موقف مفاجئ يضع المهرجان فى حرج كبير خاصة مع اقتراب انطلاقه وارسال الدعوة لأكثر من 100 ضيف اوروبى فضلا عن150 ضيفا مصريا من الفنانين والاعلاميين وصناع السينما .. وعن رد فعل إدارة المهرجان قالت واصف : توجهنا بطلب عاجل لمقابلة رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل لان الامر اصبح اكبر من مجرد فعالية ثقافية او سينمائية بل هى فعالية دولية تحمل كثيرا من الدلالات فى الوقت الحاضر منها عودة الأستقرار الى مصر، وقدرتها على العودة كمكان جاذب للسياحة مجددا بعدما فقدته فى هذا المجال فى الاونة الاخيرة، وايضا تؤكد على ان الفنون فى امان فى عهد ما بعدالثورة، وترسل اشارة ايجابية معاكسة لما يتخوف منه البعض، وهو الامر الذى تفهمته جيدا وزارة السياحة وعلى راسها الوزير الجديد هشام زعزوع والذى وقع اتفاق رعايته للمهرجان ثانى ايام توليه الوزارة لتفهمه قيمة واثر هذا المهرجان لمصر فى الوقت الحاضر ووضع كافة امكانات الوزارة لانجاحه ، وايضا ما تفهمه محافظ الاقصر الدكتور عزت سعد والذى يدير العمل فى الأقصر على قدم وساق ليخرج المهرجان بشكل مشرف يليق بمصر، وشكل غرفة عمليات دائمة يراسها اللواء علاء الهراس سكرتير عام المحافظة لمتابعة كافة التفاصيل وتذليل كافة العقبات وهو ما يعكس تفهم هذه الجهات لقيمة المهرجان . ووجهت واصف رسالة للدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة قائلة : نعلم انه لازالت هناك فرصه لتدارك هذا الأمر ورفع الحرج عن المهرجان واطالب الوزير بعدم الاستسلام لضغوط البيروقراطية، والفرصة لازالت متاحة للوزارة للالتزام بوعودها التى وقعت عليها رسميا منذ عام تقريبا، ونؤكد ان عدم تدارك هذا الأمر قد يسبب فضيحة دولية كبرى لمصر فى وقت لا تحتمل فيه مثل هذا الامر خاصة بعد توجية الدعوات لاكثرمن 100 ضيف اوروبى من الفنانين والمخرجين ووسائل الاعلام ولا يتبقى على انطلاق المهرجان سوة 20 يوما فقط، والأمر الان يتجاوز بكثير مؤسسة نون او مهرجان سينمائى بل يتعلق بسمعة مصر الدولية . ومن جانبه أكد محمد كامل القليوبى رئيس مؤسسة نون للثقافة والفنون المنظمة للمهرجان على دهشته من هذا الموقف وقال : نشعر بدهشة كبيرة من هذا الموقف المفاجئ فجميع الهيئات فى قمة الحماس لاخراج المهرجان على أكمل وجه ، ثم تأتى وزارة الثقافة لتضعنا فى هذا الموقف الصعب وفى توقيت حرج للغاية، لذا اتمنى ان يدرك وزير الثقافة بشكل عاجل قيمة هذا الحدث وان يعود ويلتزم باتفاقات الوزارة الرسمية حتى لا نتعرض جميعا لفضيحة دولية كبرى من الممكن ان تتأثر بها قطاعات ابعد من السينما فالامر لم يعد اسم مؤسسة او سمعة مهرجان فقط بل هو التزام دولى لمصر التى ارسلنا باسمها وباسم محافظة الاقصر دعوات لضيوف من كافة ارجاء اوروبا. Comment *