رئيس الطائفة الإنجيلية: الاحتفال بمرور 17 قرنًا على مجمع نيقية يعكس روح الوحدة والتقارب بين الكنائس الشرقية    وكيل «الشيوخ» يطالب بتشريع جديد شامل للتحكيم التقليدي والإلكتروني    معهد بحوث البترول ينظم ورشة عمل تعريفية بمبادرة "تحالف وتنمية" لدعم الابتكار    وزير الإسكان: إزالة التعديات الواقعة على مساحة 507 أفدنة بمدينتي بنى سويف والفشن الجديدتين    عاجل- الداخلية السعودية تحذر من مخالفي تعليمات الحج وتفرض غرامات تصل إلى 100 ألف ريال    «الاستثمار»: 17 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين مصر والصين خلال 2024    وزير التعليم العالي: 30% من حجم النشر الدولي في مصر تأخذه «ناس تانية» وتحوله لصناعة    وزير الخارجية الإيراني: التخصيب حق قانوني لإيران وليس قابلا للتفاوض    الضفة الغربية.. جيش الاحتلال يهدم منزلين فلسطينيين في سلفيت بدعوى البناء دون ترخيص    روسيا تحظر منظمة العفو الدولية.. وتصنفها «منظمة غير مرغوب فيها»    رئيس الوزراء الهندي يشن هجوما لاذعا ضد باكستان    عاجل.. خادم الحرمين يوجه باستضافة ألف فلسطيني للحج على نفقته الخاصة    تغييرات بالجملة.. تشكيل ليفربول المتوقع ضد برايتون في الدوري الإنجليزي    محافظ الدقهلية يكرم عبداللطيف منيع بطل إفريقيا في المصارعة الرومانية    السعودية تطلق مبادرة "قاصد الحرمين" لتوعية الحجاج وتُعزز خدمات ذوي الهمم خلال موسم الحج 1446    مصرع شخص صدمه القطار في أسوان    إصابة 3 أشخاص بينهم أم وابنها بحادث تصادم سيارة ملاكى وتوك توك بزراعى طوخ    ضبط مواطن بتهمة طعن صاحب مخبز خلال مشاجرة بينهما في الدقهلية    رئيس الوزراء يناقش سُبل الاستفادة من الآثار الغارقة بخليج أبي قير    تنطلق يوليو المقبل.. بدء التسجيل في دورة الدراسات السينمائية الحرة بقصر السينما    نجل كريم عبدالعزيز: «والدي يشجعني على دخول مجال التمثيل» (فيديو)    رئيس الوزراء الإسباني يطالب باستبعاد إسرائيل من مسابقة الأغنية الأوروبية يوروفيجن    انتشار وباء بين الدواجن في مصر: الحكومة تكشف الحقيقة الكاملة    قوافل طبية متكاملة لخدمة 500 مواطن بكفر الدوار في البحيرة    «الشيوخ» يستعرض تقرير لجنة الشئون الاقتصادية والاستثمار    17 شهيدًا فلسطينيًا في قصف إسرائيلي مكثف على مناطق متفرقة بقطاع غزة وخان يونس    تزوجى من غيرى ولا تحرمى نفسك من شىء .. آخر كلمات إيلى كوهين لزوجته فى وصيته    ننشر مواصفات امتحان مادة الرياضيات للصف الثالث الابتدائي الترم الثاني 2025    ضبط 5 أطنان أرز وسكر مجهول المصدر في حملات تفتيشية بالعاشر من رمضان    تنطلق الخميس المقبل.. امتحانات الصف السادس الابتدائي نهاية العام 2025 بالقليوبية    المركزي يتوقع نموا اقتصاديا أعلى من توقعات الحكومة العامين الحالي والمقبل    الزمالك يُنفق أكثر من 100 مليون جنيه مصري خلال 3 أيام    مودريتش على رأس قائمة كرواتيا لمباراتي جبل طارق والتشيك في تصفيات كأس العالم 2026    وزير الثقافة يجتمع بلجنة اختيار الرئيس الجديد لأكاديمية الفنون    ركن نجيب محفوظ بمكتبة الإسكندرية.. ذاكرة حيّة لأديب نوبل    متى وقفة عيد الأضحى 2025 في مصر؟.. فضل صيامها والأعمال المستحبة في اليوم المبارك    وزير الرياضة يُشيد بتنظيم البطولة الأفريقية للشطرنج ويعد بحضور حفل الختام    ثروة للبترول تعلن زيادة الاحتياطات المؤكدة بمنطقة غرب كلابشة 3.5 مليون برميل    بعد تشخيص بايدن به.. ما هو سرطان البروستاتا «العدواني» وأعراضه    محافظ الدقهلية يتفقد عيادة العباسي للتأمين الصحي    تأجيل محاكمة خفير خصوصى وعاطل قتلا شخصا فى شبين القناطر ليوليو المقبل    باستعدادات استثنائية.. صور من امتحانات نهاية العام بجامعة حلوان التكنولوجية    مسابقة الأئمة.. كيفية التظلم على نتيجة الاختبارات التحريرية    إطلاق مبادرة لخدمة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بالإسماعيلية    صندوق النقد يبدأ المراجعة الخامسة لبرنامج مصر الاقتصادي تمهيدًا لصرف 1.3 مليار دولار    تعرف على حالة الطقس اليوم الإثنين 19-5-2025 فى الإسماعيلية.. فيديو    صدامات نارية في إياب ربع نهائي كأس عاصمة مصر مساء اليوم    "الإدارة المركزية" ومديرية العمل ينظمان احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية    أسطورة مانشستر يونايتد: سأشجع الأهلي في كأس العالم للأندية 2025    إثيوبيا تتعنت، خبير يكشف سر تأخر فتح بوابات سد النهضة    متحف الحضارة يحتفل باليوم العالمي للمتاحف 2025    هل هناك فرق بين سجود وصلاة الشكر .. دار الإفتاء توضح    قبل أيام من مواجهة الأهلي.. ميسي يثير الجدل حول رحيله عن إنتر ميامي بتصرف مفاجئ    على فخر: لا مانع شرعًا من أن تؤدي المرأة فريضة الحج دون محرم    فرنسا تدعو اسرائيل لإدخال المساعدات إلى غزة دون عائق    أحكام الحج والعمرة (2).. علي جمعة يوضح أركان العمرة الخمسة    نجل عبد الرحمن أبو زهرة لليوم السابع: مكالمة الرئيس السيسي لوالدي ليست الأولى وشكلت فارقا كبيرا في حالته النفسية.. ويؤكد: لفتة إنسانية جعلت والدي يشعر بالامتنان.. والرئيس وصفه بالأيقونة    هل يجوز أداء المرأة الحج بمال موهوب؟.. عضوة الأزهر للفتوى توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد سيف الدولة: لماذا نرفض قرض الصندوق؟
نشر في البديل يوم 25 - 08 - 2012

قررت الحكومة ان تقترض من صندوق النقد الدولي 4,8 مليار دولار ، ليظهر الأمر وكأن الشعب المصري ثار وقدم الشهداء ، لإسقاط مبارك ونظامه ولكن تحت الرعاية المالية والاقتصادية للأعداء الأصليين لثورته ، صناع نظام مبارك .
فالنظام الاقتصادي فى مصر منذ 1974 وحتى 2011 هو صناعة غربية أمريكية بإدراه صندوق النقد الدولي ، والبنك الدولي ، وهيئة المعونة الأمريكية ومنظمة التجارة العالمية وأخواتهم .
فهؤلاء هم أعداؤنا الحقيقيون .
أما رجال النظام الساقط فلم يكونوا سوى أدوات تنفيذية طيعة فى أياديهم .
***
وتاريخ البنك والصندوق معنا محفور ومحفوظ فى ضميرنا الوطنى ، بدءا من انتفاضة يناير 1977 ضد قرارات رفع الأسعار التى تمت بأوامرهم، و مرورا بروشتاتهم المتتالية واجتماعات نادى باريس واتفاقات وخطابات النوايا عام 1991 وما بعدها، و التى فرضوها علينا باسم الإصلاح الاقتصادي المزعوم والتى تتضمن سلسلة من الأوامر والنواهي الصريحة والقاطعة على وزن :
لا تدعم السلع والخدمات
لا تعالج الناس مجانا
لا تجعل التعليم مجانى الا فى المراحل الأساسية
لا تبنى مساكن للفقراء
لا تعين موظفين جدد، بل حاول ان تتخلص من الحاليين او تقلصهم
لا تقضى على البطالة، فكثرة العاطلين تمكن القطاع الخاص من التحكم فى الأجور
لا تنفق على الفقراء، فهذا ليس من شأنك .
لا تقدم لهم خدمات مجانية أو رخيصة
لا تنتج بنفسك، وقم فوراً ببيع القطاع العام وتصفيته
لا تقترب من القطاع الخاص، و دعه يفعل ما يريد
لا تشترط عليه مشروعات محددة، فهو حر يستثمر فيما يريد
ولا تضع اى سقف لأرباحه، و دعه يربح كما يريد
لا تقيد الملكية، فليملك من يريد ما يريد .
ولا تتدخل فى حق التصرف من بيع وشراء للمصريين أو للأجانب .
وليس لك شأن بثروات رجال الأعمال، فليكتنزوا ما يريدون .
و لا تضع حدا أعلى للأجور
ولا تضع حدا أدنى لها
و لا تقاوم الفوارق بين الطبقات ولا تسع لتقريبها .
و لا تزيد الأجور، و دع السوق والقطاع الخاص يحددها
ولا تحمى العمال من الطرد أو الفصل .
ولا تحمى عملتك الوطنية ودعها للسوق يحدد قيمتها
ولا تحمى منتجاتك الوطنية بالجمارك
لا تستقل اقتصاديا ، وارتبط بالسوق العالمى واتبعه .
لا تخطط للمستقبل ، فالتخطيط يضر بحرية السوق
لا تفرض أسعارا إجبارية ( تسعيرة ) حتى على سلع الفقراء
لا تُرَشّد الاستيراد
لا تقاوم البذخ
لا تغلق بابك أبدا أمام الاستثمار الاجنبى
ولا تضع عليه شروطا ، و قدم له ما يريد من تسهيلات واعفاءات .
لا تمنع نقل الأموال الى الخارج
لا تكف عن الاقتراض منا
ولا تتأخر فى السداد
و إياك أن تحاول الاستغناء عنا
لا تعادىِ إسرائيل فهى صديقتنا
و لا تبنى جيشا قوياً، حتى لا يستنزف مدخراتك
و لا تعارض السياسات الغربية
بل يجب ان تتعاون معها وتدعمها .
لا تأخذ قرارا الا بعد العودة إلينا
لا تتباطأ فى تنفيذ تعليماتنا
* * *
و بالفعل قام النظام السابق بتنفيذ هذه التعليمات كالتلميذ النجيب المطيع، فرضي عنه الخواجات وأثنوا عليه كثيراً، الى درجة أنهم اختاروا وزير ماليته يوسف بطرس غالى مديرا للجنة المالية فى الصندوق منذ بضعة شهور .
* * *
أما عن النتائج الكارثية لهذه السياسات، فيمكن ان نستخلصها من بعض الأرقام التالية :
توزيع الثروة فى مصر : 160 ألف رجل أعمال يملكون 40 % من ثروة مصر وفقا لتقرير التنمية البشرية لعام 2007
توزيع الفقر : يعيش أكثر من 36 مليون مصرى بأقل من 360 جنيه فى الشهر
توزيع الناتج المحلى السنوى : يحصل أصحاب رؤوس الأموال أمثال هشام طلعت مصطفى واحمد عز وغيرهم على 70 % من الناتج المحلى الاجمالى مقابل 30% للعاملين بكافة أشكالهم .
البطالة : بلغ عدد العاطلين حوالى 2,5 مليون مواطن وفقا للتقديرات الرسمية ، فى حين يقدرها بعض الخبراء ب 8 مليون عاطل .
الجنيه : تضاءلت قوته الشرائية أربعة مرات منذ عام 1980 حين كان الدولار يساوى 1,43 جنيه ، الى ان أصبح يساوى الآن 6 جنيه
الديون :
تضاعفت ديوننا الخارجية 11 مرة من 1,7 مليار دولار عام 1970 الى 19,1 مليار دولار عام 1980
ثم قفزت مرة أخرى الى 34,7 مليار دولار عام 2010
هذا بالإضافة الى الديون الداخلية التى قفزت من 11 مليار جنيه عام 1980الى 888 مليار جنيه حتى عام 2010
ليصبح مجمل الدين العام 1080 مليار جنيه
وليمثل 89.5% من الناتج المحلى الاجمالى
ولتبلغ نسبة خدمة الدين العام الى الناتج المحلى الاجمالى ما يقرب من 11 %
وما يقرب من 39 % من جملة الإنفاق العام .
مع العلم بان نسبة استفادة مصر من القروض الخارجية لم تتعدى 50 % تقريبا ، كما تبتلع مرتبات الخبراء الأجانب 25 % منها ، كما تم إهدار جزء كبير منها بسبب فساد و أخطاء الإدارة الحكومية وفقا لتقارير الجهاز المركزى للمحاسبات .
* * *
ولكن الأخطر من كل ذلك هو فقدان استقلالنا الوطنى لذات الأسباب و على ذات الوجه الذى أدى الى الاحتلال البريطانى لمصر عام 1882 .
وكلنا نتذكر شروطهم لنا عام 1956 عشية بناء السد العالى حين سحبوا عروض تمويله لأننا لم نقبل الاعتراف بإسرائيل ولم نتنازل عن حقنا فى الحصول على السلاح السوفيتي بعد أن رفضوا هم إمدادنا بالسلاح.
كما نتذكر سيول الأموال والقروض والمعونات التى نزلت علينا منذ السبعينات بعد انسحابنا من مواجهة اسرائيل وتوقيع معاهدة سلام معها .
كما نتذكر كيف استخدموا ديوننا لهم، كأداة ضغط لإرغامنا على الالتحاق بهم فى حرب الخليج عام 1991 ، ثم قاموا بإلغائها مكافأة لنا على هذا التبعية.
وكيف يستخدموها ذريعة للتدخل فى أدق شئوننا بحجة ضمان حقوقهم لدينا، فيأمروننا على الدوام أن : افعلوا ذلك ولا تفعلوا ذاك، اصرفوا هنا، ولا تدفعوا مليما هناك ...الخ .
ولو لم نوقفهم عند حدهم الآن ، فسيفرضون علينا فى الغد القريب خياراتهم السياسية والاقتصادية ، وكله بفلوسهم ، لنصبح جميعا النسخة المعدلة من نظام مبارك.
انها ذات السياسات التى يسلكونها مع كل بلاد العالم الثالث، ليخضعوها ويكسروا ارادتها ويلحقوها بركابهم ويستولوا على مقدراتها
ويكفى أن نعلم أن الدول الغنية المقرضة البالغ تعداد سكانها 16 % من العالم تمتلك 76 % من الناتج العالمى
فى حين ان الدول المقترضة مثلنا و البالغ تعداد سكانها 77 % من العالم تمتلك 19% فقط من الناتج العالمى
* * *
ولذا يجب أن نؤكد على ان توريط مصر فى مزيد من القروض ، ليس من صلاحيات اى حكومة بعد الثورة، وهناك عشرات الحلول البديلة العاجلة ولكن من منطلقات أكثر جذرية وأكثر انحيازا للفقراء الذين يمثلون الغالبية من شعب مصر مثل :
المطالبة بإلغاء الديون الخارجية والتلويح بالامتناع عن سدادها لارتباطها بنظام فاسد وتابع تم إسقاطه .
اتخاذ سياسات أكثر حزما وصرامة وسرعة لاسترداد الأموال المنهوبة المهربة الى الخارج .
واسترداد شركات القطاع العام التى بيعت بأبخس الأثمان
واسترداد الاراضى التى نهبت بتراب الفلوس ، أو تحصيل فروق الأسعار
زيادة الجمارك على الواردات من السلع الترفيهية
وفرض نظام من الضرائب التصاعدية قادرعلى محاسبة مليارديرات مصر الكثر .
و فرض ضريبة علي الأرباح الناتجة من الإتجار بالعقارات والأراضي أوالمضاربة في البورصة
و فتح تحقيق قضائى وشعبى واسع حول مصادر كل الثروات الطائلة التى راكمها رجال الأعمال عبر أكثر من 30 عام من خلال النهب المنظم بالتعاون مع رجال النظام السابق .
وتأميم او فرض تعويضات على من يثبت عليه عدم مشروعية مصادر ثروته .
فيجب أن نعلم أين ذهبت كل هذه القروض والمعونات ، ويجب أن نسترد ما أمكننا منها .
فالذين سرقوا مصر أكثر بكثير من الخمسين رجلا المحبوسين فى طرة الآن .
* * *
وإذا كنا نشتبك كل يوم فى حوارات وصراعات سياسية وحزبية حول الدستور والانتخابات والمدنى والاسلامى ، فانه من باب أولى أن ندير حوارا وطنيا حول كيفية التحرر من التبعية الاقتصادية والسياسية للغرب .
ولدينا والحمد لله تصورات وطنية بديلة متكاملة فى هذا الشأن ، لخبراء متخصصين أمثال الدكاترة : إبراهيم العيسوى وجلال أمين و محمود عبد الفضيل واحمد النجار وغيرهم .
كما أن هناك مؤسسات مدنية عالمية تناضل فى هذا المجال ، منها لجنة إلغاء ديون العالم الثالث ، التى قدمت بالفعل حلولا بديلة لسياسات الاقتراض الدولى
* * *
ان الامتناع عن تلقى مزيد من القروض والنضال ضد سياسات عصابات النهب الدولى المسماة بالبنك والصندوق ، وتحرير مصر من براثنها هو اولوية وطنية على قائمة مهام الثورة .
* * * * *
[email protected]
Comment *


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.