نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحليل للسياسي الإسرائيلي والوزير السابق موشيه آرنز الذي شغل منصب وزير الدفاع لثلاث مرات وشغل منصب وزير الخارجية مرة واحدة وكان نائباً عن حزب الليكود في الكنيست لستة دورات. دعا فيه إلى استهداف وتدمير صواريخ حزب الله قبل تنفيذ أي ضربة عسكرية ضد إيران، طارحا في بداية مقاله رؤية عامة عن الموقف الراهن في إسرائيل تجاه الملف النووي الإيراني، وتساؤلات عن الخيارات المتاحة لإيقافه. وكتب آرنز:"يبدو أن الجميع متفقون على وجوب إيقاف مشروع الأسلحة النووية الإيراني. يفضل ذلك من خلال العقوبات الاقتصادية ضد إيران، ولكن إن لم يفلح ذلك، ستكون الوسائل العسكرية مطلوب استخدمها. ولكن إذا كانت العملية العسكرية مطلوبة، هل ينبغي القيام بها من جانب الولاياتالمتحدة أو إسرائيل؟ الجميع في إسرائيل يفضلون أن تنفذ العملية من قبل الولاياتالمتحدة، ولكن ماذا لو تأخر الأمريكيين في أتحاذ القرار؟". سرد آرنز وجهات النظر المطروحة في أوساط السياسة الإسرائيلية لمواجهة البرنامج النووي الإيراني عن طريق ضربة عسكرية قائلاً: " الخلاف يبدأ من هنا: أن تمضي إسرائيل قدماً من تلقاء نفسها في مواجهة الخطر النووي الإيراني، دون الحصول على موافقة الولاياتالمتحدة، أو لانتظار لموافقة الولاياتالمتحدة قبل اتخاذ أي إجراء، أو ترك الأمر للولايات المتحدة، واثقين أن الأمريكيين سوف يتخذون اللازم في التوقيت المناسب". وأشار آرنز إلى أن على الرغم من اختلاف وجهات النظر الثلاثة إلا أنهم يتفقون في نقطة "أن حزب الله سيطلق عشرات الآلاف من الصواريخ على المدنين في إسرائيل في خطوة انتقامية كرد على الضربة العسكرية ضد إيران. هذا ما سيحدث بغض النظر عمن سيضرب إيران، الولاياتالمتحدة وإسرائيل، أو إسرائيل مدعومة من الولاياتالمتحدة، أو إسرائيل وحدها". وتابع آرنز قائلاً:" رد فعل حزب الله - بناء على أوامر طهران- يمكن اعتباره شيئاً مؤكداً، والجبهة الداخلية مشغولة في التجهيز لهذا الاحتمال. لكن مدى الضرر الحادث للحياة الممتلكات في إسرائيل ليس محسوباً على الإطلاق". وفند آرنز تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك التي قالها بخصوص الخسائر المحتملة في أي حرب مقبلة مع لبنان، والذي قال فيها انه في حالة التزام الإسرائيليين بالمخابئ والملاجئ لن يكون هناك أكثر من 500 قتيل في صفوف المدنيين. وأوضح آرنز في مقاله أن "تقديرات وزير الدفاع صعب التأكد من دقتها، وعلى الرغم من معقوليتها في ظل سوابق تعرض إسرائيل للقصف الصاروخي مثلما حدث في حرب الخليج الأولى حين أطلق العراق39 صاروخاً على إسرائيل نتج عنها مقتل مدني واحد. وبالتالي وعلى نفس المقياس فأن 39 ألف صاروخ قد يقتلوا ألف مدني. ومع القبة الحديدة والسهم (صواريخ آرو) وتجهيزات الجبهة الداخلية قد يكون تخمين سقوط 400 قتيلاً أمراً معقولاً، لكنه ليس أكثر من مجرد تخمين". ووصف آرنز صواريخ حزب الله ب" خط الدفاع الأول للمشروع النووي الإيراني. أليس من المعقول مهاجمة الخط الأول قبل أن تفعل أي شئ آخر؟ ألا ينبغي أن يتم تفكيك ترسانة حزب الله الصاروخية في لبنان؟ هي سلاح إرهابي بسيط وواضح يقف كحارس على إعداد سلاح إرهابي أسوء منه – قنبلة نووية إيرانية – وإذا كنا نتفق جميعا على أن العالم لا يقبل بوجود سلاح نووي إيراني، فهل نوافق على استمرار وجود خط الدفاع الأول الذي يحرس هذا السلاح؟". وأوضح آرنز أن مسالة توجيه ضربة عسكرية ضد إيران ووجهات النظر المتباينة حولها تختلف عن مسألة مواجهة خطر صواريخ حزب الله، موضحاً أنه" إذا كان على الولاياتالمتحدة أن تقوم بعمل عسكري ضد إيران، أو إسرائيل مدعومة من الولاياتالمتحدة، أو إسرائيل من تلقاء نفسها، فإن صورايخ حزب الله في لبنان يجب أن يتم التعامل معها من جانب إسرائيل. لا أحد سيقوم بالمهمة بدلاً عنا.. دعم الولاياتالمتحدة في هذه الخطوة سيكون جيداً، لكنه ليس جوهرياً". وأوصى آرنز في نهاية تحليله بمواجهة صواريخ حزب الله بحل مماثل للنهج غير العسكري الذي تتخذه الدول الغربية ضد البرنامج النووي الإيراني، وذلك عن طريق الضغط داخليا في لبنان وخارجيا عن طريق دول عربية وأجنبية جاعلاً الخيار العسكري هو الخيار الأخير لمواجهة ترسانة الحزب الصاروخية مشيراً إلى أنه "من الأفضل القيام بذلك دون اللجوء إلى عمل عسكري، فمعظم اللبنانيين مهتمين مثل الإسرائيليين بتفكيك ترسانة حزب الله الصاروخية. حزب الله منظمة إرهابية مؤيدة لبشار الأسد في سوريا، عن طريق حملة عامة لإيصال رسالة بوجوب تفكيك الترسانة الصاروخية الخاصة بهم، وممارسة الضغط عليهم من جانب جهات أخرى في العالم، وإذا لم يفلح هذا يبقى الخيار العسكري. سيتطلب ذلك بعض الإعداد ولكن سيكون بأماكننا القيام به. ويجب علينا القيام بها لأنها مسألة أولويات". Comment *