عندما ترى أمريكا والصين تتصدران جدول الميداليات في أولمبياد لندن.. ثم تربط بين هذا الاهتمام بالرياضة وبين كونهما الآن أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.. واهتمامهما الشديد بالتفوق العلمي والتكنولوجي في كل المجالات.. عندها فقط تدرك صدق مقولة: "العقل السليم في الجسم السليم " لذلك نطالب سيادة الرئيس بزيادة جرعة الاهتمام بالرياضة المصرية في مشروع النهضة الذي انصب أكثر على الإصلاحات الاقتصادية والتعليمية - التي بالتأكيد البلد في أشد الحاجة إليها - ولكن أيضا نريد اهتماما أكبر بالرياضة التي هي مقياس قوة الأمم حاليا كما نرى من نتائج الأولمبياد.. وعندما نتحدث عن الاهتمام بالرياضة فليس بالطبع المقصود الاهتمام بكرة القدم فقط التي كانت تسحب تقريبا كل ميزانيات الأندية وتأخذ كل الاهتمام الإعلامي دون أن تؤتي ثمارها على الوجه المرجو منها.. نريد اهتماما حقيقيا بمراكز الشباب في القرى والنجوع.. نريد توفير أماكن لممارسة كل أنواع الرياضة في كل حي و كل مركز.. نريد اهتماما إعلاميا بالرياضات الفردية التي يهجرها أغلب الرياضيين الآن هروبا إلى كرة القدم اللعبة الوحيدة ذات الصيت الإعلامي.. نريد مساواة في الدعم بين كرة القدم وسائر الألعاب الرياضية.. نريد تكوين كوادر تدريب على أعلى المستويات كسائر الدول.. نريد أحدث تكنولوجيا يستخدمها العالم في تدريب النشء الصغير.. نريد عودة الملاعب لساحات المدارس التي امتلأت بالفصول المبنية على أي مساحة فيها.. نريد عودة قيمة مدرس الألعاب الرياضية في كل مدرسة.. نريد مسابقات حقيقية بين المدارس والجامعات في ألعاب القوى وغيرها.. نريد وجود منح رياضية عالية المستوى للمتفوقين رياضيا ودراسيا.. نريد ثورة رياضية حقيقية خلال أربع سنوات هي مدة الفترة الرئاسية الحالية وهي أيضا المدة المتاحة قبل دورة الألعاب الأولمبية المقبلة.. نريد أن يأتي اليوم الذي نزاحم فيه الصين وأمريكا على صدارة الأولمبياد لأن ذلك يعني بالتالي المزاحمة على التفوق الاقتصادي والتكنولوجي.. كل ذلك لن يحدث إلا أن أدركنا فعلا قيمة الرياضة ووضعناها في نصابها الصحيح رافعين شعار: الرياضة هي الحل Comment *