في نفس التوقيت من العام الماضي كنا ننعى شهدائنا من جنود القوات المسلحة على الحدود حيث وجهت لهم آلة القتل الصهيونية الغادرة وأودت بحياتهم دون أي ذنب ،و كأن شهر رمضان يأبى أن يمر علينا ليجعلنا دون أن نتشح بوشاح الحزن والأسى ، ولدى تساؤلات مشروعة .. أين كانت المخابرات العامة المصرية من هذه الأحداث ؟؟ أين كانت المخابرات العسكرية ؟؟ وهما الأجهزة المنوط بها جمع المعلومات عن مثل هذه الأعمال ورفعها إلى السلطات التنفيذيه !! نعود قليلا إلى الوراء منذ اندلاع الثورة وحتى يومنا هذا .. أين كانت المخابرات العامة من أحداث محمد محمود ؟؟ وأحداث ماسبيرو ؟؟ وأحداث إستاد بور سعيد ؟؟ الخ .... لماذا قيدت كل هذه الإعمال ضد مجهول أو ما عرف في وسائل الإعلام بالطرف الثالث ؟؟ أما فيما يخص الحادث ، لماذا حذرت إسرائيل رعاياها في سيناء وطالبتهم بتوخي الحذر ، قبل وقوع الجريمة 48 ساعة ولم يؤخذ على محمل الجد ؟ إذا كان كل ما حدث هذا والمخابرات العامة تعلم " فتلك مصِيبةُ وإن لم تكنْ تعلم فالمُصِيبة أعَِظمُ " هذا دليل واضح على أن الجهاز مازال يعيش في جلباب عمر سليمان لم يتغير بعد، مازال جهاز المخابرات العامة يعمل ضد مصلحة الوطن ويحركه أشخاص بعينهم ، وإلا لماذا تحدث كل هذه الحوادث دون وجود معلومات إستخباراتية عن فاعليها ؟؟ إنها كارثة بكل المقاييس وإلا فالمخابرات العامة هي نفسها الطرف الثالث ولابد من محاسبتها .. أما بالنسبة لما يخص الاعتداء الغاشم هذا العام والعام الماضي ، دعونا نقارن بين الحادثين وردة الفعل من قبل السلطات المصرية ومن قبل الشعب أيضا في الوقتين ، في المرة الأولى قتل أبناء مصر مرتين ، مرة في رفح برصاص العدو الصيهويني ، ومرة أخرى عندما قام المشير بدفع أفراد من القوات المسلحة ، لحماية السفارة الإسرائيله ، وبعد الضغط الشعبي اعتذرت إسرائيل باستخفاف عن الحادث الغاشم الذي أسفر عن استشهاد 6 و أرسلت الجاثمين إلى زاويهم في صمت تام، وقام الشباب بعمل مظاهرات منظمه إما السفارة الإسرائيله وكان من الشرف لي أن أكون احد المشاركين فيها حيث أسفر الضغط الشعبي عن نقل السفارة الإسرائيله من مكانها. الحادث الثاني الذي راح ضحيته 16 شهيد من أشقائنا تم التعامل معه من قبل السلطات المصرية بتغطية إعلاميه غير مسبوقة ، إعلان الحداد لمدة ثلاث أيام ، ذهاب الرئيس ومعه قادة القوات المسلحة إلى مكان الحادث وهذا لم يحدث من قبل ، بيان من مؤسسة الرئاسة ، جنازة عسكرية للشهداء ، معاملة الشهداء معاملة مماثله لشهداء الثورة . أما عن رد الفعل الشعبي فكان طبيعي ومتوقع بعد الشحن الإعلامي السلبي المستمر تجاه الرئيس طوال الفترة الماضية ، حيث قامت بعض التظاهرات بالتنديد بالحادث وتطالب بإسقاط الرئيس محمد مرسى وحكم المرشد في اتهام صريح لجماعة الأخوان المسلمين بأنها المسؤلة عن الحادث بسبب علاقتها الوطيدة مع حركة حماس في الضفة الغربية ،وخاصة بعد قرار الرئيس بفتح معبر رفح مع فلسطين . ولكن القارئ الجيد للأحداث يدرك تماما أن هذه العملية المستفيد الوحيد منها هو العدو الصهيوني ، أولا: لغلق معبر رفح الذي تم السماح بفتحه مؤخرا لإمداد فلسطين بالمعونات الإنسانية والتخفيف من الحصار على غزة ثانيا : لزعزعة الاستقرار الداخلي وتأليب بعض من معارضي حكم التيار الإسلامي عليهم واستخدام هذا الحدث ضدهم ، وهذا ما حدث بالفعل ، متناسين تماما ما كان يحدث أيام عهد النظام البائد من قتل لجنودنا في سيناء حيث كان هناك تكتم إعلامي شديد . ثالثا : والتعزيز من إشغال مصر بقاضيها الداخلية مما يجعلها تترك ملف القضية الفلسطينية . وأخيراً وليس أخراً أحمل جهاز المخابرات العامة المسؤولية كاملة عن ما حدث فبسبب تقصيره في أداء واجبة الوطني وصلنا إلى هذه المرحلة التي لولا تقصيرهم ما كنا وصلنا إليها . ويبقى السؤال متى نسمع عن المخابرات العامة على ارض الواقع بعيدا عن خيال المسلسلات التي تؤدى دور لتحسين الصورة الذهنية لدى العامة .. نسأل الله أن يتقبل شهداء الوطن في جنة الفردوس وأن يلحقنا بهم Comment *