قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الحكومة البريطانية حاولت لعب دور الوسيط بين تركيا واسرائيل لمحاولة إنهاء الخلاف بين البلدين، إلا أن جهود لندن باءت بالفشل. وقال مسئول إسرائيلي كبير للصحيفة إن بريطانيا بعثت في الأسابيع الماضية رسائل لكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ولكن حتى الآن لم يتم التوصل لصيغة لرأب الصدع. وأضاف المصدر أنه منذ اندلاع الأزمة في 2010 إثر مقتل 9 أتراك على يد قوات الجيش الاسرائيلي أثناء ذهابهم بأسطول المساعدات إلى غزة- سعى الدبلوماسيين البريطانيين ونظرائهم من الولاياتالمتحدة وألمانيا إلى إعادة العلاقات الطيبة بين البلدين أو على أقل تقدير المحاولة بألا تنحدر العلاقات إلى مستويات سيئة. وأضافت الجريدة، أنه في الشهور الأخيرة نظراً لاحتدام الأزمة في سوريا فقد حاول المسؤولين البريطانيين بتنسيق مع الولاياتالمتحدة إعادة احياء الوساطة بين البلدين؛ حيث يعتقد المسؤلين أن الأزمة في سوريا ربما تساعد في خلق اهتمام مشترك بين الجانبين. وقالت الجريدة أن المسؤلين في لندن وواشنطن يصرّون على تحقيق الاستقرار في المنطقة. وقالت الصحيفة أنه في 22 يليو الماضي قام رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون بالاتصال بنظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقد أصدر مكتب نتنياهو بياناً أن الحوار دار حول مقتل سائحين إسرائيلين في بلغاريا الشهر الماضي، وحول التحضيرات في لندن لدورة الأولمبياد. وبحسب ما قاله المصدر الإسرائيلي فإن المكالمة تطرقت أيضا للوضع الاسرائيلي – التركي، حيث أخبر كاميرون نظيره الاسرائيلي أنه سيتقابل مع رئيس الوزراء التركي خلال افتتاح دورة الألعاب، وأضاف المصدر للجريدة أن كاميرون سأل رئيس الوزراء الاسرائيلي إذا كان هناك رسالة يريد أن يبعث بها إلى رئيس الوزراء التركي. ومن الواضح أن نتنياهو تطوع بصياغه يحتمل أن تكون سبباً في نهاية الأزمة بين أنقرة والقدس. وبعد مقابلة كاميرون وأردوغان، أصدر مكتب كاميرون بياناً حول المقابلة،جاء فيها أن كلا الرجلين ناقشا الأوضاع في سوريا بصورة رئيسية، وأما الوضع بين اسرائيل وتركيا فلم يتم ذكره في هذا البيان. ولكن الجريدة علمت من مصاردها أنه تم مناقشة الموضوع في اجتماع مغلق بين أردوغان وكاميرون. وأضاف المسئول الإسرائيلي حسب علمه أن المبادرة البريطانية لم تسفر عن شيء حتى الآن، وقد أضاف المصدر أنه على الرغم من ذلك إلا ان الجهود مستمرة في هذا الشأن، وأن رئيس الوزراء التركي أردوغان قد طلب بشكل واضح اعتذاراً رسميا من إسرائيل عن قتل النشطاء الأتراك في قافلة "أسطول الحرية"، وتعويض أسر الضحايا. وقالت "هارتس" إن نتنياهو رفض طلب أردوغان بتقديم اعتذار رسمي، وقال وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان ونائب رئيس الوزراء موشي يعالون إن إسرائيل وتركيا ليس لديهم مصالح مشتركة حول الأزمة السورية، حيث يعتقد كلا منهما أن تركيا تأمل أن تطور الأوضاع في سوريا ربما يجلب الأخوان المسلمين للحكم حيث يتشاركون نفس الأفكار مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا. Comment *