نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا بعنوان " فرصة الولاياتالمتحدة لإعادة تكوين علاقاتها مع مصر تشير فيه الى انه من مصلحة واشنطن أن يكون لديها علاقات جيدة مع مصر وزيارة كلينتون القادمة يمكن أن تستخدم كبداية جيدة للولايات المتحدة لإصلاح أخطائها وإعادة بناء علاقات جديدة. وتقول الصحيفة ان هذه الفرصة للولايات المتحدة هى نادرة الحدوث، حيث انه فى أغلب الأحيان لا يكون هناك فرصة للولايات المتحدة لإعادة تشكيل علاقاتها بشكل كامل مع واحدة من الدول الرئيسية في العالم، فسواء كان للأفضل أو للأسوأ ، فان العلاقات التاريخية تستمر بواسطة نخب دائمة ويتم الدفاع عنها من قبل جماعات ضغط قوية . وهذا هو السبب فى انه حتى السياسات السيئة يصعب تغييرها . واعتبرت الصحيفة انه مع ذلك , الآن ليس لدى واشنطن خيارا سوى إعادة بناء علاقتها مع مصر - الدولة العربية الأكثر سكانا والاكثر أهمية تاريخيا ومالكة قناة السويس وحليف رئيسى للولايات المتحدة على مدى أكثر من 40 عاما . وعلى الرغم من أن احتمالية خسارة التحالف مع مصر هى احتمالية مقلقة بل وحتى مخيفة بالنسبة لوزارة الخارجية ولاوباما في البيت الأبيض , لكنها ايضا توفر فرصة لتصحيح بعض الأخطاء التي أرتكبتها أمريكا على مدى عدة عقود فى تعاملها مع القادة العرب، ويمكن أن تبدأ الولاياتالمتحدة فى اعادة بناء العلاقات وتصحيح الاخطاء عندما تزور وزيرة الخارجية هيلاري رودهام كلينتون القاهرة . وتشير الصحيفة الى أن الحاجة إلى اصلاح الاخطاء والتجديد فى العلاقات كانت واضحة ومطلوبة منذ فترة ، ولكنها أصبحت حتمية في الشهر الماضي عندما فاز محمد مرسي , مرشح جماعة الإخوان المسلمين , في أول انتخابات رئاسية حرة في مصر . وينتقد المقال سياسة الولاياتالمتحدة، حيث انها حتى ذلك الحين، وعلى الرغم من الثورة الشعبية فى مصر العام الماضي ، قد تركزت سياسة الولاياتالمتحدة على المؤسسة العسكرية القوية وعلى القادة المستبدين التى دعمتهم، فعلى مدى سنوات تم شراء الولاء الاستراتيجي والسلام مع إسرائيل ب 1.5 مليار دولار سنويا في المساعدات العسكرية والاقتصادية . لكن الآن الامر أصبح معقدا ، ففي المستقبل القريب، سيضطر مسؤولون أمريكيون الى التنقل فى التعامل بين مرسي وجماعة الاخوان المسلمين ، مع أجندتها الديمقراطية اسميا ولكنها في الأساس هى أجندة معادية للغرب ، والعسكريين الذين يبذلون قصارى جهدهم لمنع إنشاء المؤسسات الديمقراطية مع الحفاظ على علاقاتهم الحيوية مع وزارة الدفاع الامريكية وإسرائيل ، والقوى الديمقراطية العلمانية التي قادت الثورة في العام الماضي ، والتي هي الى حد كبير موالية للغرب ولكن يتم تهميشها من قبل الجنرالات ورجال الدين . لذلك فالولاياتالمتحدة امامها خيارين , اما أن تسير بخطوات ناجحة على طول هذا الحبل المشدود لكى تحافظ على مصر كحليف رئيسى للولايات المتحدة وجارا مسالما لأسرائيل , الامر الذى من شأنه أن يجعل كل هذه الاطراف أكثر استقرارا، أو مواجهة أحتمالية أن تصبح مصر باكستان اخرى ، بلد ممزقة بين ساسة مدنيين غير أكفاء وفاسدين وقادة عسكريين متلاعبين . وأوضحت "الواشنطن بوست" الى أنه من المفهوم تماما انه هناك جدل حاد داخل الادارة الامريكية حول افضل طريقة للتواصل مع مرسي ، وحول كيفية استخدام المساعدات الامريكية، ولكن هناك اجماع فى الآراء على أن هذه المساعدات ينبغي أن تستمر الآن ، ولكن بعض المسئولين يعتقدون أنه ينبغى في نهاية المطاف إعادة هيكلتها وتقليلها وتركيزها على مهمات مثل مكافحة الارهاب وحماية الحدود ، بدلا من شراء معدات عسكرية امريكية باهظة الثمن . وترى الصحيفة أنه من حيث التصور هذه ليست خطة سيئة، لكن التحدي سيكون تجنب المطبات الكلاسيكية المعتادة للدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط، واحدة من تلك المطبات, التى ينبغى تجنبها , هى تركيز الكثير من الاهتمام والوقوف لصالح أولئك الذين يكونوا في السلطة . وأضافت على الرغم من أن الجيش وجماعة الإخوان المسلمين يملكون أقوى السلطات في الوقت الراهن ، الا انه ولا جانب منهما يمكن أن يكون شريكا قويا أو موثوق به على مر الزمن. وتعتبر الصحيفة أن أصدقاء أميركا الحقيقيين هم الديمقراطيون العلمانيون فى مصر والطبقة المتوسطة الناشئة ، الذين تم دفعهم على الهامش ولكنهم أفضل أمل في البلاد على المدى الطويل. وفى ختام المقال , تحذر الصحيفة من أن يتم دفع سياسة الولاياتالمتحدة مرة أخرى الى الطرق القديمة من قبل المصريين أو من قبل ضغط أمريكى محلى، فالجيش سوف يقاوم أى تغيير فى برنامج المساعدات أو أى استبدال لنفوذه فى واشنطن، كما أن البعض فى الكونجرس سوف يطالبون الادارة الامريكية بمنع المساعدات عن أى حكومة إسلامية، لكن النظر فى مثل هذه الضغوط سيكون أسرع وسيلة لتفجير هذه الفرصة للولايات المتحدة من أجل التغيير الدبلوماسي ولتحويل مصر إلى باكستان ثانية . احتمالية خسارة التحالف مع مصر احتمالية منعدمة ومخيفة لأمريكا.. ولكنها توفر فرصة لتصحيح أخطاء واشنطن الصحيفة: جدل داخل الإدارة الأمريكية حول طريقة التعامل مع مرسي.. والكل يجمع على ضرورة استمرار المساعدات