كشف قيادي في حركة النهضة الإسلامية بتونس أن راشد الغنوشي لن يترشح مجددا لرئاسة الحركة وأنه سيتفرغ إلى لعب دور في "مشروع يتبلور على صعيد المنطقة" العربية. وقال عبد الحميد الجلاصي، المنسق العام لحركة النهضة في تصريح لجريدة "البيان" التونسية: "لقد كرر الشيخ راشد أكثر من مرة رغبته الخاصة للتفرغ إلى مهام التوجيه الفكري والسياسي ولمشروع يتبلور على صعيد المنطقة كلها هو مشروع الإسلام الوسطي المعتدل المستوعب لقيم الحرية والعدالة والانفتاح على الآخر وتحديد الأدوار ورسائل كبار المصلحين مثل جمال الدين الأفغاني". وأعلنت حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس أنها ستعقد ما بين 13 و15 يوليو مؤتمرا عاما علنيا هو الأول لها داخل تونس منذ تأسيسها سنة 1981. وكان رياض الشعيبي عضو المكتب التنفيذي للنهضة قد أعلن إن الحركة لن "تناشد" راشد الغنوشي (70 عاما) رئيس النهضة وأحد مؤسسيها الترشح مجددا لرئاستها. وأعلن الغنوشي نفسه في أكثر من مناسبة أنه لن يترشح إلى رئاسة النهضة مجددا لكن سياسيين يتوقعون أن يعاد انتخابه رئيس. ويعتبر مراقبون أن الغنوشي هو الأقدر على ضمان الوفاق والوحدة بين الجناحين المتشدد والمعتدل داخل حركة النهضة. وتقول مصادر دبلوماسية عربية للبيان، إن راشد الغنوشي مرشح لخلافة يوسف القرضاوي على رأس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتخذ من الدوحة مقرا له. وتضيف المصادر نفسها أن الغنوشي من أبرز الشخصيات التي تثق فيهم كل من قطر وأميركا البلدان اللذان يعملان على "إدارة الربيع العربي" وفق أجندة تهدف إلى "أسلمة" المنطقة العربية من خلال مساعدة الحركات الإسلامية على الصعود إلى الحكم والنجاح في تنفيذ ملامح الأجندة وفي مقدمتها تهميش القوى اليسارية والعلمانية، وفقا لقول المصادر. وتضيف نفس المصادر أن "الشيخ" يطمح، بعد الاطمئنان على صعود النهضة إلى الحكم في تونس، إلى أن "يلعب دورا عربيا ودوليا من خلال مساعدة الحركات الإسلامية في قيادة الربيع العربي والوصول إلى الحكم". في حين أكد الكثير من مراقبون المجتمع المدني أن الغنوشي، الذي يرى في جمال الدين الأفغاني مرجعا تاريخيا له، يتطلع إلى "عملية الإصلاح"، من أجل "كنس الدول العربية العلمانية" الراهنة والقضاء على "التيارات اليسارية والعلمانية التي تعادي الإسلام والمسلمين". ونجح الغنوشي الذي نشأ في أحضان فكر الإخوان المسلمين وفي مقدمتهم حسن البنا خلال سنوات اغترابه في لندن، في نسج "علاقات قوية" مع أبرز قيادات الحركات الإسلامية والسلفية كما نجح في كسب "ثقة" دوائر قرار غربية وفي مقدمتها أميركا. وأضافوا أنهم يرون إن المكانة التي بات يحظى بها راشد الغنوشي تجعله في مقدمة الشخصيات القادرة على "أسلمة الربيع العربي" وأنه الأكثر قدرة على تنفيذ أجندة تهدف إلى "تغيير جذري" في المنطقة ومن أبرز ملامح تلك الأجندة "تفكيك مؤسسات الدولة العلمانية" واستبدالها ب "دولة الخلافة". مصادر: الغنوشي يطمح في أن "يلعب دورا عربيا ودوليا من خلال مساعدة الحركات الإسلامية في قيادة الربيع العربي والوصول إلى الحكم