«منعطف تاريخى ولا يجوز للتونسيين أن يرتكبوا أى خطأ، العالم كله يتابع أول اختبار على درب الديمقراطية».. هكذا ينظر العالم إلى تونس مهد ثورات الربيع العربى التى باتت على موعد مع أولى الانتخابات الحرة التى تشهدها يوم 23 أكتوبر الحالى، لاختيار أعضاء المجلس التأسيسى الذى سيتولى إعادة كتابة دستور البلاد، حيث يتنافس نحو 11 ألف مرشح على إجمالى 217 مقعدا. ومع انتهاء عقود من الاستبداد وحكم الحزب الواحد فى تونس عقب الإطاحة بنظام بن على، أفرز ربيع الحرية على الساحة التونسية نحو 110 أحزاب تتنافس فى صراع الحياة السياسية، يسعى قديمها الذى كان مضطهدا ومحاصرا لأعضائه، نظرا لمعارضته للنظام، وجديدها الذى نشأ مع نسيم الحرية، لتثبيت أقدامه. حزب النهضة الإسلامى - وهو حزب إسلامى سجن عدد من أعضائه وعذبوا فى ظل ديكتاتورية بن على فى التسعينيات، وتشير التوقعات إلى إمكانية حصوله على النصيب الأكبر من الأصوات. وأسسه المفكر الإسلامى البارز وزعيم حركة النهضة التونسى راشد الغنوشى، الذى بقى عقودا فى منفاه بلندن. ويوصف هذا الحزب بأنه معتدل ومتسامح، يناصر الديمقراطية ويحرص على حماية حقوق المرأة، ويجرى تشبيهه بحزب «العدالة والتنمية» التركى. منتقدو الحزب يقولون إنه كيان متخفٍ، حيث سيسعى المتشددون بعد الانتخابات إلى فرض إسلام أكثر أصولية داخل المجتمع التونسى العلمانى والمدنى، كما حذرت الحركات النسائية العلمانية من أنها ستقود معارضة شرسة ضد الحزب، إذا ما سعى يوما للحد من حقوق المرأة التونسية الأكثر تقدمية فى العالم العربى. الحزب الديمقراطى التقدمى -حزب يمينى-وسطى علمانى تأسس عام 1983، وهو حزب قانونى، وواحد من بين 4 أحزاب تونسية غير إسلامية ومؤسسة على غرار النموذج الاشتراكى الديمقراطى الأوروبى، ويتنافس الحزب الذى يحظى بدعم الأوساط التجارية على المرتبة الثانية فى التصويت، وأسسه المحامى والمعارض أحمد نجيب الشابى، 67 عاما، الذى منع من خوض الانتخابات الرئاسية فى عام 2009، والذى يتوقع أن يترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. حزب التكتل الديمقراطى للعمل والحريات - حزب يسارى-وسطى، يعرف اختصارا باسم التكتل، ينافس على المركز الثانى فى التصويت، وأسسه مصطفى بن جعفر، 70 عاما، وهو طبيب وأستاذ فى الطب، منع من خوض الانتخابات الرئاسية فى عام 2009، وشغل منصب وزير الصحة فى الحكومة المؤقتة بعد الثورة، ولكن سرعان ما تخلى عن المنصب، احتجاجا على وجود أركان النظام القديم فى السلطة. حزب المؤتمر من أجل الجمهورية - وهو حزب وسطى، يمثل أحد أبرز الأطراف السياسية التى تضم مناصرين فى كامل المناطق عبر البلاد