أصبح المناخ الآن لا بأس به على الإطلاق ؛ الزوجة أخذت الأولاد و ضجيجهم فى زيارتها الدورية لأمها / حماته ، والشقة أصبحت خالية و ملائمة تماما لممارسة متعته الأثيرة ، فكاكا من زحمة الحياة ، ومسئوليات الأولاد ، وملاحقة الزوجة بالطلبات، وإهمالها لكل جميل فيها . أيضا تسلط الرؤساء وتملقه إياهم ، ومداراة الصغير والكبير . أغلق باب الشقة من الداخل بالمفتاح ، وبتمهل شديد مشوب بالمتعة شرع فى التخلص من ثيابه قطعة قطعة حتى تخلص منها جميعا ما عدا السروال الداخلى القصير . ترى . . متى يتخلص منه أيضا ؟! لا يدرى . . لكنه للآن لا يملك القدرة على ذلك . كم يود لو تخلص منه ، ومضى يتراقص فى الشقة ، وهو يغنى أغنية لعبد الوهاب ، أو لولد من مطربى هذه الأيام ، أو تلك الأغنية الداعرة التى كثيرا ما تغنى بها في صباه فى ” دويتو” رائع مع بنت الجيران قبل أن يمارس معها الحب . الآن . ما دامت القدرة على خلع سرواله الداخلى لم تواته بعد ، فليقنع بالمقسوم . من فوره قام بفتح شباك الغرفة على إتساعه ، ألقى نظرة عابرة على الشارع من شقته بالطابق الثانى ، تمدد على السرير برهة . اعتدل وفتح المذياع بجانبه . حرك المؤشر حتى استقر على محطة الأغانى . استلقى ثانية على السرير ، ثنى رجله اليسرى لأعلى ، ووضع عليها ساقه اليمنى . إستسلم فى نشوة لأغنية سريعة الإيقاع ، محاولا ملاحقة إيقاعها باهتزازات من قدمه اليمنى . ******** كان تامر ابن الحاج خميس المقاول يقوم بنزهته اليومية بصحبة نمره الضخم المدلل ، عندما اقتحمت عينى النمر نافذة مفتوحة على مصراعيها فى الطابق الثانى . جمّد الذهول سيقان النمر فتوقف وهو يزمجر فى حنق . تصاعدت زمجرته فى هرير مهتاج . لم يستجب لجذب تامر غير المنتبه لما يحدث . إنتزع سلسلته الفضية من يد تامر ، وجرى ميمما شطر النافذة المفتوحة . وبوثبة سريعة رشيقة استقر على إفريز النافذة ، وبهرير كالرعد كشف عن أنيابه القوية . ******** أفاق الرجل شبه العارى من نشوته على الهرير القوى . نظر فى رعب بالغ إلى النمر المكشر عن أنيابه . تداخل الرجل فى بعضه . تضاءل . بينما وقف النمر بقوائمه الأربع على إفريز النافذة ، مقوس الظهر إلى أعلى ، وذيله يتحرك فى عصبية ، وبدا متهيئا للوثوب . طال الموقف لثوان . . وثوان ، خفت فيها البريق فى عينى النمر شيئا فشيئا ، وتمدد الإحجام واتسع فى نظرته . ( كان من الواضح أن عرى الرجل والأغنية الزاعقة قد نالا من بطش النمر ) . راح ذهن الرجل المطرد التضاؤل يعمل سريعا . وبنظرات جانبية حريصة ، كان يبحث عن شىء يدفع به غائلة النمر الشرس . ( لم يجد شيئا ) لم يغب عن الرجل ما حل بالنمر من تردد ، فتفتق ذهنه عن فكرة ، شرع على إثرها فى خلع سرواله القصير ، والنمر يزوم منكمشا . وبحركة سريعة حرر الرجل ساقيه من فتحتى السروال . وعلى نحو مباغت ألقى به فى وجه النمر . الذى لملم ذيله بين خلفيتيه ، واستدار سريعا ، ثم قفز إلى أرض الشارع وهو يعوى عواء كلب أصيب بمقذوف نارى . ******** نزل الرجل بخفة من السرير ، وأسرع إلى النافذة . رأى النمر يجرى بعيدا والولد تامر يحاول اللحاق به . شب الرجل على أطراف أصابعه ، ومال قليلا إلى الأمام ، وراح يبول على الشارع الخالى تماما ، حتى يتخلص من وقع المفاجأة مواضيع ذات صلة 1. منير النمر : شيءٌ من الورد 2. مخرج فيلم 678: غضب تامر حسني من الفيلم تحول إلى إعجاب بعد أن شاهد الفيلم 3. بعد حكاية بنت : كنده علوش تدخل “الفاجومي “ 4. فريال يوسف ل”البديل”: مرعوبة من “الرجل الغامض بسلامته” 5. كمال الشاذلي ..الرجل الذي قال نعم