رصدت الصحف الأجنبية تغير مواقف المرشحين النهائيين للرئاسة قبل الجولة الثانية من الانتخابات، وكيف تحولت مواقفهم ربما حتى من النقيض للنقيض . من بين تلك الصحف كانت صحيفتى لوس أنجلوس تايمز ونيويورك تايمز . فقالت صحيفة لوس انجلوس تايمز أن المرشحين الاثنين للرئاسة في مصر كانا مشغولين طوال يوم السبت بتلميع خطاباتهما ومط الحقائق قليلاً، لإعادة تسويق أنفسهم كحراس للثورة التي أطاحت بحسني مبارك ، وأدت إلى أول أنتخابات رئاسية حرة فى تاريخ البلاد . فقد سعت حملات المرشحين محمد مرسى لجماعة الاخوان المسلمين ورئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق لتوسيع نطاق جاذبيتهم قبل انتخابات الاعادة في الشهر المقبل. ورغم انه ولا رجل منهم يتم اعتباره بأنه يجسد روح الثورة , لكن السياسة هي في كثير من الأحيان تكون حول إعادة تعديل الصورة. وتقارن الصحيفة بين المواقف السابقة للمرشحين الاثنين وبين مواقفهم الان قبل جولة الاعادة , فتقول أن شفيق الان أعلن في مؤتمر صحفي له يوم السبت بانه لن تكون هناك عودة الى الوراء ولا إعادة خلق للنظام القديم، وأن مصر تغيرت . كما أشاد بالثورة المصرية وووصفها بانها ثورة مجيدة متعهدا بتحقيق أهدافها والتشاور مع الجماعات الثورية . فى حين انه سابقا خلال حملته الانتخابية ، أستخف شفيق بالمحتجين ، ووعد أنه إذا تم انتخابه , سوف يقطع الكهرباء عن ميدان التحرير في القاهرة لمنع مظاهرات أخرى. ومثل هذا الخطاب القائم على القانون والنظام كان قد جذب قاعدة شعبية له ، ولكنه الان يناور للوصول إلى جمهور أوسع ، بما في ذلك الليبراليون و اليساريون المصابون بالحيرة . وتشير الصحيفة الى أن حملة مرسي قد فعلت ما في وسعها ايضا لمناشدة الثورة. فجماعة الاخوان ، التي تسيطر على نحو 50٪ من البرلمان ، قد انضمت في وقت متأخر إلى الثورة ومنذ ذلك الحين يتم إنتقادها من قبل نشطاء بسبب أنها تتحرك بانتهازية سياسية أكثر من وطنية. كما رصدت لوس انجلوس تايمز ايضا الاستقطاب الذى بدا واضحا فى خطابات المرشحين من خلال مهاجمة بعضهما البعض حيث أن جماعة الإخوان المسلمين هاجمت شفيق باعتباره اعادة لنظام عهد مبارك . كما دعا مرسي ومسؤولو الإخوان للتوحد ضد شفيق ، وحاولوا أن يجذبوا دعم من مخيمات اخرى. وفى المقابل حذر شفيق مرارا أن رئاسة مرسي ستعطي الاسلاميون الاستحواذ على السلطتين التنفيذية والتشريعية لتوسيع نطاق ادخال الشريعة الاسلامية في السياسة العامة. وتشير الصحيفة الى أن شفيق يسعى للاستفادة من الخلاف بين الإخوان والقوى السياسية العلمانية والليبرالية ، والذي تصاعد بعد سيطرة الاسلاميين على البرلمان وأشتكى الليبراليون من أن جماعة الإخوان المسلمين كانت تستبعد العلمانيين والمسيحيين الأقباط من عملية صنع القرار . وفى اطار رصد تغير مواقف المرشحين الاثنين النهائين تقول صحيفة نيويورك تايمز أن السيد مرسي والسيد شفيق يتحركان لتوسيع دعمهم بمغازلة المرشحين الذين خرجوا من السباق وتصوير أنفسهم على أنهم أكثر وسطية - وفي بعض الأحيان عن طريق عكس مواقفهم السابقة بشكل كبير . ففي مؤتمر صحفي في القاهرة بعد ظهر يوم السبت ، قال السيد شفيق ، الذي فى الماضي قارن الثوار الشباب في مصر بالطفل عديم الاحترام ، أشاد الآن "بشهداء" الثورة ، ووعد باعادة ثمار "الثورة المجيدة" للشباب , وتكلم بلطف عن عدد من منافسيه ، بما في ذلك حمدين صباحي مؤسس الحزب الناصري الذي حملته الشعبوية اجتذبت ملايين من الناخبين ، مما أعطاه المركز الثالث بشكل مفاجئ في فرز الأصوات غير الرسمية . وتنتقل النيويورك تايمز الى اراء بعض الناخبين فى خيارات جولة الاعادة فقالت تحت عنوان " البعض فى مصر يزدرى كلا الخيارين فى سباق مصر الضيق " أنه مع استشعار خيبة الامل , هناك احتمالية أن العديد من الناخبين يمكن أن يبقوا في المنزل . فبالنسبة لبعض الناخبين ، الحماس الذي بدا واضحا في الانتخابات الرئاسية التاريخية فى البلاد قد تحول لمشاعر غضب وفتور ولا مبالاة منذ خروج المرشحين الذين ولدوا الحماس مع الكاريزما من السباق . قال أحمد عبد الفتاح (33 عاما ) , وهو عامل فى مترو الانفاق , " أنا لن أشارك في هذه اللعبة القذرة " ، موضحا انه لا يستطيع دعم إما الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان ، أو أحمد شفيق ، رئيس وزراء حسني مبارك الأخير ، وقال " هذه ليست ديمقراطية. هذه الانتخابات هي نكتة " . وبينت نادية ابراهيم (34 عاما ) , ربة منزل , أن الانتخابات تهدد بسحب مصر الى الوراء، وقالت "لا يمكنني أن أقوم بالتصويت" في الجولة الثانية ، واضافت " اذا فاز الاخوان ، فأنهم سيكونوا حزب وطني ديمقراطي اخر , واذا فاز شفيق ، فان الحزب الوطنى الديمقراطى سوف يعود , لذلك هذا القرار لا أستطيع اخلاقيا أن اشارك فيه ." بينما حث حسين جوهر ( 45 عاما ) ، وهو طبيب وعضو قيادي في الحزب الديمقراطي الاجتماعي المصري الليبرالى ، على أتباع نهج مختلف ، قائلا ان الناخبين الذين مرشحيهم خسروا بحاجة إلى التفكير بشكل استراتيجي حول مستقبل مصر ، واختيار معاركهم . وقال " أنا أفضل أن أحارب ضد شفيق , لأننى اذا حاربت ضد جماعة الإخوان المسلمين ، فأنا الأقلية. لكن إذا أنا كافحت ضد شفيق ، فأنا سيكون معى المزيد من القوى الثورية "، مشيرا الى أن المعارضة بحاجة الى أن تتوحد . وتشير الصحيفة الى أنه رغم كل ذلك , فبالنسبة للعديد من الأشخاص الآخرين ، فان الانتخابات جرت تماما كما كان من المفترض لها . قال محمد عبد المنعم ( 35 عاما ) , وهو سائق تاكسى , أنه على الرغم من انه لم يكن عضوا في جماعة الاخوان المسلمين ، الا انه أعجب هو وعائلته بمناشداتها وأدائها خلال الحملة الانتخابية، وقال " أنهم منظمين ، لديهم مشروع وليسوا لصوصا" ، مضيفا أنه إذا كان أداء الإخوان ضعيفا ، فالمصريون بالتأكيد سيعبرون عن استيائهم . " نحن لم نعد نخاف . " Comment *