هجوم مدفعي على مدينة الحولة السورية يوم الجمعة يسفر عن مجزرة، راح ضحيتها أكثر من 90 شخصا بينهم 32 طفلا. ووسط تأكيد بعثة المراقبين الدوليين استخدام المدفعية والدبابات من خلال زيارة موقع المجزرة، كسابقتها من المجازر، وفيما حملت المعارضة السورية و أطراف دولية عديدة حكومة الأسد المسئولية عن المجزرة واتهمت ميلشيات الأسد بتنفيذها .. نفت الحكومة السورية مسئولية "القوات الحكومية" عن المجزرة، وأدانت "الاستسهال في اتهامها، ثم أعلنت الحكومة عن تشكيل لجنة قضائية عسكرية للتحقيق في الأمر. و أدانت فرنسا المجزرة متهمة قوات بشار بتنفيذها، بينما دعت بريطانيا إلى جلسة عاجلة لمجلس الأمن، وأدانت دول مجلس التعاون الخليجي المجزرة، كما طالبت الإمارات باجتماع عاجل للجامعة العربية، فيما خرجت مسيرة في الكويت منددة بالمجزرة. دعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين الحكومة السورية إلى "وقف استخدام الأسلحة الثقيلة، وكل الأطراف إلى وقف العنف بكل أشكاله". فيما دعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان أصدره فجر السبت مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع فوري بعد مجزرة الحولة الشنيعة، واتخاذ "القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة". وأدان رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا روبرت مود، المجزرة التي وصفها بالوحشية" مؤكدا إحصاء البعثة أكثر من 32 طفلا تحت سن العاشرة وعدد من جثامين لنساء ورجال بنحو 60 قتيلا. مشيرا إلى أنه يتعذر الآن توجيه الإدانة لطرف من الأطراف أضاف مود: "كائنا من كان الذي بدأ، وكائنا من كان الذي رد، وكائنا من كان الذي قام بهذا العمل العنيف المشين، فهو يتحمل المسؤولية"، معلقا على ما ذكرته وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا حين ذكرت أن "مجموعات إرهابية مسلحة هاجمت قوات حفظ النظام والمدنيين في بلدة تلدو في ريف حمص ما استدعى تدخل الجهات المختصة التي اشتبكت مع المجموعات الإرهابية، وأن الاشتباك أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين واستشهاد وإصابة عدد من عناصر الجهات المختصة، إضافة إلى حرق عدد من السيارات التي كانوا يستخدمونها في الاعتداء". وأضافت الوكالة في وقت لاحق أن "مجموعات إرهابية مسلحة أقدمت ليل الجمعة في تلدو على إحراق بعض منازل المواطنين وتفجير بعضها الآخر، وذلك للإيهام بمساعدة وسائل الإعلام المواكبة لأعمالها الإجرامية بأن قوات الجيش تقصف المنطقة". ومن جانبه، أعلن الجيش السوري الحر السبت أنه سيوقف التزامه بخطة الموفد الدولي الخاص إلى سورية كوفي عنان، إذا لم يتحرك مجلس الأمن "بسرعة" لحماية المدنيين عبر توجيه ضربات جوية لقوات النظام السوري. وجاء في بيان للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل: "نعلن أنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات سريعة وعاجلة وطارئة لحماية المدنيين فلتذهب خطة عنان إلى الجحيم". وطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي "بتحمل المسئولية وإعلان فشل خطة عنان واتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لإنقاذ سوريا وشعبها وإنقاذ المنطقة برمتها بتشكيل ائتلاف عسكري دولي خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية إلى مفاصل النظام العسكرية والأمنية". وقال رئيس المجلس العسكري الأعلى في الجيش السوري الحر، العميد مصطفى الشيخ، في بيان مصور على موقع يوتيوب: "ندعو كل محاربينا الجنود والثوار للقيام بهجمات انتقامية ضد قوات الأسد و الشخصيات الرسمية". أدان أيضا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس المجازر التي وقعت في الحولة بسوريا والفظائع التي يتحملها الشعب السوري، وأعلن عن إجراء "اتصالات بهدف عقد اجتماع في باريس لمجموعة دول أصدقاء الشعب السوري"، مضيفاً "يتعين على المجتمع الدولي أن يتجند أكثر لوقف قتل الشعب السوري"، بدون أن يشير إلى خطوات محددة. كما أعرب وزير الخارجية الألماني، جيدو فسترفيلي السبت عن صدمته للقصف على منطقة الحولة. وقال في بيان "لقد صدمني وأرعبني الخبر عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم العديد من الأطفال، في هجمات لقوات نظام الرئيس بشار الأسد". وقال الوزير البريطاني في بيان "باشرنا مشاورات عاجلة مع حلفائنا تمهيداً لبلورة رد دولي قوي، شملت مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي والمنظمات المكلفة بحقوق الإنسان داخل الأممالمتحدة"، مضيفاً "سنطالب باجتماع عاجل لمجلس الأمن خلال الأيام القليلة المقبلة". واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمبعوث الأممى والعربي كوفي عنان، يوم السبت أن "المراقبين شاهدوا الجثث وبعد فحصها، تبين لهم أن قذائف أطلقت على مناطق سكنية"، معتبرين "هذه الجريمة الصارخة والرهيبة التي استخدمت فيها القوة بشكل أعمى وغير متكافئ تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولالتزامات الحكومة السورية بوقف استخدامها السلاح الثقيل في المدن وبوقف العنف مهما كان". مشددين على أن "منفذي هذه الجرائم ينبغي محاسبتهم". بدورها، أدانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، مساء السبت، المجزرة "الفظيعة" في بلدة الحولة بريف حمص، داعية إلى محاسبة المسئولين عن هذه الجريمة، مشيرة إلى أن بلادها ستعمل مع المجتمع الدولي لزيادة الضغوطات على السلطة السورية. وقالت كلينتون في بيان لها نشرته وكالة "UPI" الأمريكية، إن"الولاياتالمتحدة تدين بأشدّ لهجة المجزرة"، مشيرة إلى أن "مراقبي الأممالمتحدة أكدوا أن عشرات الرجال والنساء والأطفال قضوا نحبهم، وأصيب المئات في هجوم وحشي استخدمت فيه المدفعية والدبابات ضد حي سكني"، داعية إلى "تحديد من ارتكب هذه الفظاعة ومحاسبته". استنكرت أيضا وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون "المجزرة الوحشية" التي ارتكبت في مدينة الحولة، محملة السلطات السورية مسؤولية الهجوم. وقالت اشتون: "أدين بأشد العبارات هذا العمل الشائن الذي ارتكبه النظام السوري ضد مدنييه على رغم وقف إطلاق النار الذي تمت الموافقة عليه وبحضور مراقبي الأممالمتحدة". وشددت اشتون على "قيام المجتمع الدولي بمواصلة التكلم بصوت واحد لطلب إنهاء حمام الدم والسماح بانتقال ديمقراطي للسلطة". تأتي هذه الأحداث في ظل اقتراب سوريا من أزمة خبز خطيرة بسبب تعثر واردات الحبوب، إذ تواجه سوريا صعوبات في تلبية احتياجاتها من واردات الحبوب بسبب العقوبات المفروضة عليها. وحسب تجار دوليين، فإن العقوبات المالية أثرت بشدة على استيراد الحبوب، كما تعوق أعمال العنف الجارية الواردات من لبنان وعمليات حصاد المحصول في سوريا في الأشهر المقبلة، وتشير بيانات للأمم المتحدة إلى أن سوريا تعتمد على الاستيراد لتوفير نصف حاجاتها السنوية من الحبوب التي تتراوح بين سبعة ملايين طن وثمانية ملايين. النظام يتهم "الإرهابيين".. وبعثة المراقبين تؤكد استخدام المدفعية والدبابات ضد المدنيين مطالبات دولية بمعاقبة نظام الأسد.. والجيش الحر يدعو لهجمات انتقامية.. وعنان وبان كي مون يطالبون بمحاسبة " المجرمين "