استدعت إيطاليا سفيرها في الهند احتجاجا على معالجة الهند لقضية تتعلق باتهام اثنين من عناصر البحرية الإيطالية بالقتل صيادين هنديين. ورفضت محكمة هندية اليوم السبت الإفراج بكفالة عن بحارين إيطاليين اتهما بقتل هنديين ظنا منهما أنهما من القراصنة. ونقلت "رويترز" عن المدعي العام في ولاية كيرالا الجنوبية، حيث يحتجز الإيطاليان، أن المحكمة رفضت طلبا يقضي بدفع كفالة حتى لا يحاولان الهرب. وهو ما أكده لرويترز دي مواهانراج ممثل الادعاء في القضية، وأضاف للوكالة أنه سيستأنف الحكم. وقال نائب وزير الخارجية الإيطالي، ستافان دي ميستورا، بعد زيارته إلى الهند بهدف إقناع الحكومة الهندية بنقل المتهمين إلى مركز اعتقال إيطالي، إن استدعاء سفير إيطاليا جاء بعد فشل الجهد الدبلوماسي. وترى إيطاليا أنه يجب أن تكون السلطات الإيطالية هي من يحقق معه لأن الحادث وقع في مياه دولية، بينما تقول الهند ألا سلطة لها على القضية لأنها من اختصاص القضاء. ووجهت السلطات الهندية اتهامات لرجلين من أفراد الشرطة البحرية المكلفة بحراسة إحدى السفن التجارية - السفينة الإيطالية "إنريكا يكسي"، بإطلاق النار على صيادين هنديين من شهر فبراير، ويمكن أن يصدر بحقهما حكم بالسجن مدى الحياة أو الإعدام. وذكر موقع "تايمز أوف إنديا" الإخباري أن إيطاليا سحبت سفيرها اليوم بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من وقوع الحادث، بعد أن رفع فريق التحقيق الخاص "إس آي تي" لائحة اتهام أمام محكمة كولام الهندية وكشف الموقع الإخباري الهندي عن لائحة الاتهام التي تنص على أن الجنديين ماسيميليانو لاتوري وسيلفاتوري جيروني متهمين بالقتل العمد بموجب قانون العقوبات الهندي وأيضا في إطار القانون البحري الهندي. وخلص فريق التحقيق إلى أنه "علميا" ثبت أن الحادث وقع في نطاق ما يوصف ب22 ميلبحري ضمن حدود المياه الهندية، وكشف التحقيق أن اثنين من جنود المشاة البحرية الإيطالية أطلقا 20 طلقة على السفينة دون سابق إنذار مبكر. ووردت في لائحة الاتهام – وفقا لموقع تايمز أوف إنديا الهندي – أسماء 60 شاهدا، بمن فيهم أفراد طاقم السفينة، والمركب الهندي، ومسئولين من خفر السواحل والجمارك. ونقل الموقع الهندي الناطق بالإنجليزية عن نائب وزير الشؤون الخارجية الإيطالية ستافان دي ميستورا أثناء حديثه مع رئيس الأساقفة في بيت المطرانية في ثيروافانانثابورام بوم أمس الجمعة أن العلاقات بين البلدين ستتأثر إن لم تنته هذه المحاكمة، وأكد موقف بلاده من أن إطلاق النار الذي أودى بحياة اثنين من الصيادين الهنود وقعت في المياه الدولية، وأن إطلاق النار كانت حالة من سوء الفهم ويمكن لمشاة البحرية أن يخطئوا ويظنوا الصيادين قراصنة، وفتح النار عليهما كان جزء من واجبهم لحماية السفينة الإيطالية "إنريكا يكسي". وكانت إيطاليا قد دفعت تعويضات تقدر ب 380.000 دولار لعائلات الضحيتين الهنديين في إبريل الماضي، وقال القنصل الإيطالي العام في بومباي جيامباولو كوتيللو حينها أن دفع 190 ألف دولا لكل عائلة هي بادرة حسن نية وليس اعترافا بالمسؤولية عن حادث الوفاة. ولكن ولاية كيرالا لم تسقط التهم ضد الرجلين ونقلت" رويترز"عن أرملة أحد الضحيتين أنها ليست راضية عن التعويض "هذه الأموال لن تعوضني عن فقد زوجي، نريد أن يحصل هذين الجنديين من مشاة البحرية على أقصى عقوبة حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث في المستقبل" الهند تقلل من أهمية سحب السفير الإيطالي.. والمدعي العام لولاية كيرلا: رفضنا إخلاء سبيل المتهمين حتى لا يحاولان الهرب أرملة أحد الصيادين: نريد أن يحصل الجنود الإيطاليين على أقصى عقوبة حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث في المستقبل