تحتفل إسرائيل بما يسمى”عيد الاستقلال”، منذ أمس الأول، وذلك حسب التقويم العبري لنكبة 1948، حيث تدعي إسرائيل أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، والتي تحافظ على حقوق الإنسان، بينما عجت في اليومين الماضيين بمشاهد عنصرية تجاه المواطنين الفلسطينيين العرب، أو ما يطلق عليهم عرب 48، حيث انتشرت دعوات لحركات متطرفة يمينية سواء دينية أو علمانية على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو لحرق العرب والمتعاطفين معهم، وذلك بسبب تظاهرات قام بها طلاب عرب ومتعاطفين معهم لدعم الأسرى الفلسطينيين في إضرابهم عن الطعام. أحد هذه المجموعات العنصرية مجموعة تدعى “إم ترتسو” قامت بنشر صور الطلاب والناشطين العرب واليهود الذين قاموا بالتظاهرات المساندة للأسرى على صفحتها على موقع الفيس بوك تحت عنوان “الطلاب العرب في الجامعة العبرية يتضامنون مع المخربين”، وقد تضمنت تعليقات مؤيدي الحركة العنصرية، دعوات متطرفة مطالبة بنفي الطلاب العرب وقتلهم وحرقهم.! من جانبها صرحت النائبة العربية في الكنيست حنين زعبي لموقع 48 الإخباري بخصوص تحريضات ترتسو الإرهابية بالقول أنه “واضح أن نشاطنا السياسي ونشاط شبابنا وطلابنا العرب في الجامعات يؤرق نوم وصحو العنصريين، وهذا دليل على صحة بوصلتنا السياسية، لأن العنصريين لا يخافون ممن يتنازل عن حقوقه ويخاف من النضال، فهم يخافون ممن لا تردعه عنصريتهم، والعنصرية هي دليل إفلاس سياسي ودليل خوف العنصري، وليست دليل قوته وقدرته على مواجهتك بوسائل ديمقراطية، وجوابنا يكون بترسيخ نضالنا السياسي، فهو الوسيلة الوحيدة لنيل حقوقنا، ولمنع العنصريين من الاستفراد بنا”. وأضافت “أن أي تهاون مع العنصرية من قبلنا يعتبر تخاذلا مع أنفسنا ومشاركة في سياسات لا تنتهي من الإبداعات العنصرية، العنصرية في إسرائيل لا تمثل سياسات عداء فقط بل وصلت لحد التشريع بالاعتداء، نرى هذا في ملاعب الرياضة وفي الشارع، ومن قبل الشرطة ومن قبل تصريحات رجال الدين في إسرائيل”. حركة ترتسو ليست الكرة الأولى التي تمارس فيها الإرهاب والعنصرية ضد العرب، وكذلك المتضامنين معهم من اليهود في إسرائيل، ففي يناير الماضي قامت الحركة بالضغط على إدارة مسرح “تسافتا” لمنع الممثل المسرحي محمود بكري من الصعود إلى المسرح، وذلك بسبب إدعائهم أنه لا يجوز أن تسمح مؤسسة تدعمها الحكومة الإسرائيلية لشخص أهان جنود الجيش الإسرائيلي بالصعود على مسرحها!، وهو ما دعمته الدولة في إسرائيل بتبني وزارة الثقافة هناك موقف الحركة العنصرية. الأمر لم يقف فقط عند الطلاب والمبدعين العرب، بل أمتد إلى أكاديميين إسرائيليين يتبنون أفكار اليسار ومناهضين لسياسات الدولة الفاشية العنصرية، مثل البروفيسور يهودا شنهاف، الباحث التاريخي الذي تناول جرائم العصابات الصهيونية المسلحة ضد الفلسطينيين قبل وبعد 1948، كذلك التمييز الذي تمارسه إسرائيل بحق “مواطنيها” من العرب واليهود سواء الشرقيين أو غيرهم. والذي أتهمته الحركة بالخسة والغباء، وذلك في خطاب مرسل إليه ونشر على منتدياتهم الإلكترونية في أوائل هذا العام. وفي توازي مع احتفالات إسرائيل ب”عيد استقلالها” تستمر الفعاليات المنددة بعنصرية وهمجية الكيان الصهيوني، وذلك عن طريق التظاهرات والعروض الفنية وغيرها، والتي أصبح من المعتاد أن يُرى فيها ناشطي ومؤيدي ترتسو يرفعون لافتات تحمل عبارات عنصرية وتهديدات بالقتل والأبعاد، في ظل تغاضي السلطات الإسرائيلية عن منعهم، بل إلى تبني موقفهم في كثر من الأوقات.