* آثار الطلقات لا زالت موجودة على حوائط كنيسة سيدة النجاة ومظاهر الاحتفال اقتصرت على تراتيل الأطفال البديل – وكالات : على غير العادة حضرت بان زكي هذه السنة إلى كنيسة سيدة النجاة بوسط بغداد قبل يوم واحد من بدء احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة وهي متشحة بالسواد لتقف في المكان الذي قتل فيه زوجها قبل أسابيع في هجوم مسلح على الكنسية التي حولتها الأسيجة الخرسانية التي وضعتها قوات الأمن العراقية مؤخرا إلى ما يشبه سجن حصين. وقالت إن زوجها (51 عاما) لقي حتفه في الهجوم المسلح الذي تعرضت له كنيسة سيدة النجاة أواخر شهر أكتوبر والذي نفذه متشددون ينتمون لتنظيم القاعدة وأسفر عن مقتل أكثر من خمسين شخصا أغلبهم من المسيحيين كانوا يحضرون صلاة الأحد آنذاك. وحضرت بان (49 عاما) إلى الكنيسة برفقة ولديها وابنتها الذين انخرطوا مع مجموعة من نظرائهم لا تتجاوز أعدادهم العشرين وهم يحضرون لتراتيل عيد الميلاد. وقالت وهي تحاول السيطرة على دموعها ” لا عيد هذه السنة ... نحن هنا (نتحضر للعيد) لكن بدون فرح.” وأضافت “كيف نفهم أن للعيد معنى وصور قتل زوجي والهجوم مازالت أمام عيني لا تغيب عن بالي لحظة... لا يمكن أن أنسى أبدا ما فعلوه بنا وكيف قتلوا الناس وكيف قتلوا زوجي.” ولم تسلم بان هي الأخرى من الهجوم فقد تعرضت إلى إصابة بطلقة نارية أصابتها في خاصرتها اليمنى وقالت وهي تضع يدها على مكان الإصابة وكأنها تحاول أن تتعكز عليها إن الطلقة التي أصابتها أدت إلى تمزيق جزء من كليتها وأحشائها والقولون وأنها مازالت حتى الآن تعالج من جروحها. وكانت بغداد قد شهدت في الأسابيع الماضية عمليات مسلحة منظمة استهدفت المسيحيين أدت إلى قتل العديد منهم وهو ما دفع بالمئات من العوائل المسيحية لترك منزلها بحثا عن ملاذ آمن. وأعلن التنظيم المسلح لدولة العراق الإسلامية وهو تنظيم يرتبط بالقاعدة مسئوليته عن تلك الأحداث وهدد بشن عمليات مماثلة. وطالب في بيان وضع على موقع على الإنترنت عادة ماتستعمله جماعات مسلحة القيادات المسيحية بالضغط على الكنيسة المصرية لإطلاق سراح مسيحيين قال التنظيم إنهم اعتنقوا الإسلام. كما طالب المسيحيين في العراق بعدم التعاون مع القوات “المحتلة” وإعلان البراءة منهم. وإزاء هذه الأحداث والخوف مما قد ينتج عنها من هجمات مسلحة أخرى طالب مجلس كنائسي يسمى الأمانة العامة لمجلس رؤوساء الطوائف المسيحية في بيان له قبل أيام أتباعهم المسيحين باقتصار الاحتفالات هذه السنة على الصلاة داخل الكنائس. ولم يظهر على الكنائس في بغداد أي مظهر من مظاهر الاحتفالات بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية والتي عادة ما تبدأ مراسمها في بغداد ابتداء من مثل هذا التاريخ من كل عام. وإزاء هذه التهديدات قررت السلطات الأمنية العراقية اتخاذ تدابير احترازية إضافية فشرعت بوضع أسيجة أسمنتية بارتفاع يصل إلى ثلاثة أمتار حول معظم الكنائس في بغداد وهو أسلوب تتبعه السلطات منذ فترة عند أي مكان أو موقع مهم للوقوف بوجه الهجمات الدامية. وعند كنيسة سيدة النجاة انتصبت هذه الجدران تعلوها الأسلاك الشائكة وهو منظر حول الكنيسة إلى ما يشبه القلعة. وقال العريف عبد أسود محمد وهو رجل إطفاء كان يقف قرب شاحنة لإطفاء الحرائق على مقربة من كنيسة القلب الأقدس في بغداد إن “هذه الإجراءات هي جزء من خطة أمنية لحماية الكنائس في بغداد.” لكن هذا المنظر لم يرق للكثير من المسيحيين الذي قالوا إنه منظر محبط ويثير الكآبة. وقال يوسف وهو يشير إلى كنيسة سيدة النجاة “أقسم بالله عندما جئت إلى هنا قبل أيام ورأيت هذه الجدران تحيط بالكنيسة بدأت بالبكاء.” وأضاف “انظر إلى المكان. كانه قلعة حصينة أو سجن حصين وليس مكان للعبادة.” وفي داخل كنيسة سيدة النجاة مازالت آثار الطلقات النارية تغطي المكان بكامله ومازالت آثار تفجيرات الهجوم المسلح على حالها بينما راح عدد من الصبية ينشدون تراتيلهم للاحتفال بعيد الميلاد. لكن بان كانت تقف لوحدها منشغلة بذكرياتها المؤلمة. وقالت وهي تشير بإصبعها على المكان وبصوت يتهدج ” كنت هنا على الأرض ممددة وجرحي كان ينزف. وكان زوجي هناك لا يبعد عني سوى أمتار وكان هو أيضا ممددا على الأرض. لكن كان قد فارق الحياة.” وأضافت ” لم أستطع الوصول إليه. خفت أن يقتلوني أو يقتلوا أولادي الذين كانوا في حضني. بقيت اتفرج عليه ولا أستطيع أن أفعل له أي شيء.” وبسبب تلك الهجمات اضطرت المئات من العوائل المسيحية إلى النزوح إلى الإقليم الكردي في شمال العراق فيما قرر البعض منهم الهجرة إلى خارج العراق وهو مادفع بالقيادات المسيحية لأن تطلب من هذه العوائل عدم ترك منازلها والبقاء فيها. لكن بان زكي شانها شأن العديد من المسيحيين العراقيين قرروا الهجرة، وقالت “قدمت زوجي ضحية . ماذا يريدون منا أن نقدم بعد. أنا غير مستعدة لتقديم أي تضحية أخرى. لم يعد لدي سوى أولادي. سآخذهم وأرحل. يكفي ماقدمت من تضحية” مواضيع ذات صلة 1. البديل وكالات: انفجارات جديدة تستهدف منازل المسيحيين في بغداد ..وسقوط 3 قتلى و20 مصابا 2. رويترز : الخوف من الهجمات يرغم مئات العائلات المسيحية للنزوح لشمال العراق 3. وقفة صامتة بالشموع أمام السفارة العراقية حدادا على ضحايا كنيسة بغداد 4. الرئيس مبارك يلتقي البابا شنودة .. وجمعة يدعو للتعايش في الاحتفال أعياد الميلاد 5. القاعدة تهدد الأقباط وتطالب بالإفراج عن “الأسيرات” في الأديرة المصرية