أعلنت الحكومة الأفغانية اليوم الأحد ترحيبها بموافقة خمسة من أعضاء طالبان المعتقلين في جوانتانامو على نقلهم إلى قطر، في خطوة تلبي أحد المطالب الأساسية للحركة وتفتح الباب أمام جهود المصالحة معها. من جهة أخرى صرح متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية لوكالة “فرانس برس” أن الولاياتالمتحدة لم تتخذ قرارها بعد بشأن نقل المعتقلين الخمسة، وقال :”أن أي قرار لنقل معتقل من جوانتانامو سيتخذ وفقاً للقانون الأمريكي وبالتشاور مع الكونجرس”. وأضاف “”لا أستطيع التحدث عن المحادثات الجارية أو عن السجناء، الا أن نيتنا إغلاق معتقل جوانتانامو حازمة”. كان المعتقلون قد التقوا بوفد ضم ممثلين عن مجلس الأمن القومي الأفغاني، وأكدوا رغبتهم في نقلهم إلى دولة في الشرق الأوسط، حيث طلبت حركة طالبان إرسال هؤلاء المعتقلين إلى قطر لبدء مفاوضات مع الولاياتالمتحدة، بالتزامن مع الإعلان عن خطط لفتح مكتب سياسي في هذه الدولة الخليجية. واعترضت كابول في البداية بشدة على الاقتراح. وقالت الحكومة الأفغانية انها تأمل في نقل معتقلي جوانتانامو من القاعدة الأميركية الى أفغانستان مباشرة. وتخشى حكومة كرزاي تهميشها في المفاوضات من اجل السلام بين طالبان والولاياتالمتحدة بينما رأى ايمال فائضي الناطق باسم الرئيس الأفغاني أن الحكومة تريد “عملية إنتقالية بقيادة أفغانية”. وقال في بداية العام “لا يمكن إرسالهم إلى قطر مباشرة لان ذلك سيشكل مخالفة لسيادتنا وللقوانين الأفغانية وللدستور”. واوضح الناطق نفسه أن الحكومة الأفغانية على علم بحوالى عشرين مواطناً أفغانياً معتقلين في جوانتانامو بعضهم مسؤولون سابقون ووزراء ونواب وزراء. وكانت الولاياتالمتحدة قادت غزو افغانستان بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في نيويوركوواشنطن وطردت حكومة طالبان من السلطة، وما زال 130 ألف جندي اجنبي بقيادة أمريكية ينتشرون في أنحاء البلاد. وتم فتح معتقل جوانتانامو في بداية هذه الحرب. وفي 11 يناير 2002، نقل حوالى 20 معتقلاً من أفغانستان إلى هذه القاعدة البحرية الأميركية التي تستأجرها واشنطن في كوبا بموجب معاهدة أميركية كوبية تعود للعام 1903. واليوم، لا يزال هناك 170 رجلاً معتقلين في جوانتانامو من اصل 779 مروا عليه واحتجزوا من دون إتهام او محاكمة، وقالت السلطات العسكرية انه “يمكن الإفراج” عن 89 من بينهم، لكن قانوناً صوت عليه الكونجرس يحول دون عودتهم إلى بلادهم الأصلية.