أعلنت كابول الأحد أن خمسة من أعضاء طالبان المعتقلين في غوانتانامو وافقوا على نقلهم إلى قطر في خطوة تلبي أحد المطالب الأساسية للحركة وتسهل فتح مفاوضات سلام معها. ومن جهة أخرى، قال ناطق باسم الرئيس الافغاني حامد كرزاي إن حكومة كرزاي أسقطت معارضتها لنقلهم على أمل تشجيع جهود المصالحة. لكن متحدثا باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) قال لوكالة فرانس برس السبت إن الولاياتالمتحدة لم تتخذ بعد قرارا بشأن نقل المعتقلين الخمسة من المعتقل الواقع في كوبا. وقال ايمال فائضي الناطق باسم كرزاي إن المعتقلين قالوا لوفد أفغاني زارهم إنهم يرغبون في نقلهم الى دولة في الشرق الاوسط وبات الأمر يعود الآن الى واشنطن لتبت في هذه المسألة. وأوضح فائضي ان الوفد الذي ضم ممثلين عن مجلس الأمن القومي الافغاني التقى السجناء في جوانتانامو بينما طلبت كابول ضمانات بشأن الظروف التي سيتم نقلهم فيها. وأضاف ان "مسئوليتنا هي التأكد من انهم لن ينقلوا كرهائن". وأضاف ان حكومة كابول أسقطت اعتراضاتها "سعيا الى السلام". وتابع المصدر نفسه ان المعتقلين الخمسة سيجمعون بعائلاتهم فور وصولهم الى قطر. لكن الناطق باسم البنتاجون الكولونيل تود بريسيل أعلن ان الولاياتالمتحدة "لم تتخذ بعد قرارا" بشأن نقلهم. وقال إن "أي قرار لنقل معتقل من جوانتانامو سيتخذ وفقا للقانون الامريكي وبالتشاور مع الكونجرس". وأضاف "لا أستطيع التحدث عن المحادثات الجارية أو عن السجناء، إلا ان نيتنا إغلاق معتقل جوانتانامو حازمة". وكانت طالبان اشترطت إرسال هؤلاء المعتقلين الى قطر لبدء مفاوضات مع الولاياتالمتحدة، بالتزامن مع الإعلان عن خطط لفتح مكتب سياسي في هذه الدولة الخليجية. واعترضت كابول في البداية بشدة على الاقتراح. وقالت الحكومة الافغانية إنها تأمل في نقل معتقلي جوانتانامو من القاعدة الاميركية الى افغانستان مباشرة. وتخشى حكومة كرزاي تهميشها في المفاوضات من اجل السلام بين طالبان والولاياتالمتحدة بينما رأى فائضي ان الحكومة تريد "عملية انتقالية بقيادة افغانية". وقال في بداية العام "لا يمكن ارسالهم الى قطر مباشرة لان ذلك سيشكل مخالفة لسيادتنا وللقوانين الافغانية وللدستور". واوضح الناطق نفسه ان الحكومة الافغانية على علم بحوالى عشرين مواطنا افغانيا معتقلين في غوانتانامو بعضهم مسؤولون سابقون ووزراء ونواب وزراء. وكانت الولاياتالمتحدة قادت غزو افغانستان بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في نيويوركوواشنطن وطردت حكومة طالبان من السلطة. وما زال 130 الف جندي اجنبي بقيادة الاميركيين ينتشرون في هذا البلد. وفتح معتقل جوانتانامو في بداية هذه الحرب. وفي 11 يناير 2002، نقل حوالى عشرين معتقلا من افغانستان الى هذه القاعدة البحرية الامريكية التي تستاجرها واشنطن في كوبا بموجب معاهدة اميركية كوبية تعود للعام 1903. واليوم، لا يزال هناك 170 رجلا معتقلين في جوانتانامو من اصل 779 مروا عليه واحتجزوا من دون اتهام او محاكمة. وقالت السلطات العسكرية انه "يمكن الافراج" عن 89 من بينهم، لكن قانونا صوت عليه الكونغرس يحول دون عودتهم الى بلادهم الاصلية.