تعهدت الولاياتالمتحدة الجمعة بنقل سجن باجرام المثير للجدل الذي تشرف عليه، في غضون 6 أشهر إلى الحكومة الأفغانية، وهو أحد الشروط التي وضعتها كابول لتوقيع اتفاق شراكة استراتيجية بين البلدين. وقد وقع الاتفاق بعد الظهر في كابول وزير الدفاع الأفغاني الجنرال عبد الرحيم ورداك وقائد قوة الحلف الأطلسي (ايساف) والقوات الأمريكية في أفغانستان، الجنرال جون ألين. وكان الرئيس حميد كرزاي يطالب منذ فترة طويلة بتسليم السلطات الأفغانية هذا السجن، الذي عرف في بعض الأوقات باسم سجن “جوانتانامو الأفغاني”، لأن الأمريكيين أقاموه في الخارج ويستقبل أشخاصا متهمين بالإرهاب، على غرار السجن في كوبا. وأشاد الجنرال ورداك بهذه “الخطوة المهمة في سبيل تعزيز السيادة الوطنية” الأفغانية، موضحا أن عملية النقل ستحصل تدريجيا في غضون ستة أشهر. وأضاف “نحن فخورون جدا بذلك”. وتحول هذا السجن الواقع في قاعدة باجرام العسكرية الشاسعة التي تبعد ستين كلم شمال كابول، رمزا منذ عشر سنوات للاحتلال الأمريكي في نظر العديد من الأفغان. وتقول قوة ايساف إن هذا السجن يضم حوالى ثلاثة آلاف معتقل هم أعضاء مفترضون في تمرد طالبان أو تنظيم القاعدة، ويحاربون كابول وحلفاءها الغربيين منذ 2001. ودأبت كابول على انتقاد هذا السجن، باسم السيادة الوطنية، وكذلك منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان التي تندد باعتقالات تعسفية دون محاكمة وتوجيه تهم. وعاد سجن باجرام إلى واجهة الأحداث مؤخرا حين قام جنود أمريكيون بإحراق مصاحف فيه ما أدى إلى موجة احتجاجات مناهضة لأمريكا خلفت أكثر من 40 قتيلا وأدت إلى توتر إضافي في العلاقات بين القوات الدولية والأفغانية. وبموجب بنود الاتفاق الجديد، يتعين على السلطات الأفغانية أن تبلغ الأمريكيين بمشاريعها للإفراج عن سجناء وأن “تأخذ إيجابيا في الاعتبار” اعتراضاتهم المحتملة. وسيحتفظ الأمريكيون فيه بوجود تقني ولوجستي واستشاري لمدة سنة. ويتعهد الأفغان بدورهم بتمكين الأمريكيين ووكالات الأممالمتحدة من زيارة المسجونين.