* المبادرة تقوم على تنازل الشمال عن نفط الجنوب ورئاسة دورية بالبلاد واحتفاظ الجنوب بجيشه * البشير يتعهد باحترام نتائج الاستفتاء .. وتحذيرات من مطالبات بتقرير مصير “النيل الأزرق” و”جنوب كردفان” لوتم تغيير الدستور إعداد نور خالد ووكالات: فيما أكد الرئيس السوداني عمر البشير إجراء الاستفتاء حول مصير الجنوب في موعده المقرر في التاسع من يناير المقبل، وأنه سيحترم نتائجه سواء بالانفصال أو الوحدة طرح ياسر عرمان مسؤول الشمال في الحركةالشعبية لتحرير السودان ما أسمّاه مبادرة “اللحظات الأخيرة” للحفاظ على الوحدة، وتضمنت دعوة الشمال إلى التنازل عن نصيبه في نفط الجنوب (48٪ ) وأن احتفاظ الجنوب بجيشه حتى بعد الوحدة، وأن تكون الرئاسة الوطنية دورية بين الشمال والجنوب، لافتاً إلى أن هذا عرض مطلوب – حتى لو رفضه الجنوبيون حالياً – وذلك بهدف استعادة الوحدة مستقبلاً. وحمل عرمان بشدة على حديث الرئيس عمر البشير عن تعديل الدستور عقب الاستفتاء لتكون الشريعة المصدر الرئيسي للتشريع وعدم الاعتراف بالتعدد الثقافي والعرقي في البلاد، ورأى أن ذلك من شأنه تمزيق البلاد وليس انفصال الجنوب وحده، متهماً حزب المؤتمر الوطني بالسعي إلى “دولة بوليسية”. واعترض عرمان على قائلا إن “الطريق” الذي ذكره الرئيس البشير “ليس الطريق الذي يؤدي إلى سلام دائم”. كما طالب بإتاحة الفرصة لقيادة الحركة لحل أزمة دارفور، واصفا إستراتيجية المؤتمر الوطني لحل مشكلة الإقليم بأنها وصفة أمنية ولم تخاطب جذور الأزمة. وهدد قادة “الحركة الشعبية لتحرير السودان” في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان اللتين شملهما اتفاق السلام في جنوب البلاد، بالمطالبة بحق تقرير مصير المنطقتين أسوة بالجنوب في حال لم تحافظ الخرطوم على مكتسبات الاتفاق ولم تشاورهما في تعديل الدستور عقب الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب الذي لم يبق أمامه سوى 18 يوماً. وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة السودانية مساء أمس، حذر حاكم ولاية النيل الأزرق ونائب رئيس الحركة الشعبية، مالك عقار ونائب حاكم ولاية جنوب كردفان عبدالعزيز الحلو في مؤتمر صحافي مع عرمان، من تراجع الحكومة السودانية عن المكتسبات التي حققها اتفاق السلام للمنطقتين ومن تجاوزهما في التعديلات الدستورية التي ستجري عقب الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب. واعتبر عقار والحلو أن المشورة الشعبية في المنطقتين المشمولتين ببروتوكولين مرتبطين باتفاق السلام الموقع العام 2005، تهدف إلى تقويم السلام ومعالجة أي أخطاء أو تجاوزات وذلك بهدف الاحتفاظ بالمكتسبات التي تحققت خلال السنوات الماضية. وجاء ذلك في إشارة إلى إعلان البشير تطبيق الشريعة الإسلامية وتبني دستورا إسلاميا حال انفصل الجنوب. ويأتي ذلك فيما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما التزام بلاده بإجراء استفتاء جنوب السودان في موعده وبشكل سلمي، على حد تعبيره. وقال بيان للبيت الأبيض أن أوباما أجرى اتصالا هاتفيا بهذا الشأن مع رئيس حكومة الجنوب سيلفا كير ناقشا خلاله مسار المفاوضات مع الحكومة السودانية. وأضاف أن أوباما دعا كير للعمل بالتنسيق مع الشمال لحل المسائل العالقة المرتبطة باتفاق السلام. ومن جهة أخرى، أعلن زعماء في الفرع الشمالي للحركة الشعبية لتحرير السودان أنهم سيصبحون حزبا مستقلا في الشمال إذا أدى الاستفتاء المقبل بشان مصير الجنوب إلى الانفصال. وقال رئيس قطاع الشمال بالحركة ياسر عرمان، إن “الحركة الشعبية ستبقى في الشمال وستكون قوة سياسية لا يستهان بها، فحجمنا كبير ونحظى بدعم قوي”. وللحركة مؤيدون في الشمال، خصوصا في ولاية النيل الأزرق ومنطقة جبال النوبة بولاية جنوب كردفان على الحدود بين الشمال والجنوب. ومن روسيا، أكد علي أحمد كرتي، وزير الخارجية السوداني، أن سلطات بلاده مستعدة للاعتراف بأي نتائج يأتي بها الاستفتاء القادم على تقرير مصير جنوب السودان. وأضاف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، أن السلطات السودانية حريصة على إجراء الاستفتاء في جو هادئ وطبيعي. . وكان البشير شدد في خطاب جماهيري على استمرار التعايش والتعاون بين جنوب السودان وشماله في كافة المجالات اذا اختار الجنوبيون الانفصال، وأضاف: “نريد سودانا موحدا كما وجدناه ونريد أن نسلمه موحدا للأجيال القادمة، لكننا سنقول لهم مبروك عليكم إن اختاروا الانفصال وسنعيش إخوانا ونتعاون”. وأعلن لافروف،أن المراقبين الروس سيتواجدون خلال الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، الذي سيجري في التاسع من يناير 2011. وأضاف عقب مباحثاته مع نظيره السوداني علي أحمد كرتي في موسكو أن الجانب الروسي أعرب عن تأييده الكامل لاستعداد الحكومة السودانية للتعاون مع إقليمجنوب السودان لحل جميع القضايا المرتبطة بتحديد طبيعة العلاقات الثنائية المستقبلية بينهما. وفي الوقت نفسه، قال المستشار الإعلامي للرئاسة السودانية عباس النور إن الاستفتاء سوف يجري في الوقت المحدد له، لأن الحكومة قررت الالتزام بكل ما ورد في اتفاقية نيفاشا بما فيها حق تقرير مصير الجنوب. وأكد أن السودان من دون أي تدخل أجنبي، على استعداد للقبول بنتيجة الاستفتاء إن كانت تؤيد الوحدة وتسعى لها أو كانت تؤيد الانفصال. وأضاف أنه إذا وقع الانفصال بناء على الرغبة الحرة للجنوبيين فإن الحكومة ليس أمامها إلا القبول بالانفصال والسعى لإقامة احسن العلاقات بين حكومتي الشمال والجنوب. مواضيع ذات صلة 1. الميرغني يطالب بالكونفيدرالية ويعتبر أن العمل من أجل وحدة السودان “لم ينته وقته” 2. باقان أموم لصحيفة سودانية: لا توجد وحدة في السودان فهو في حالة حرب منذ 1955 3. حكومة جنوب السودان تتهم الجيش السوداني باختطاف مدنيين 4. طبقا لساعة جوبا :انفصال جنوب السودان قادم بعد أقل من 80 ألف دقيقة 5. السودان يبدأ تسجيل الناخبين للاستفتاء على استقلال الجنوب.. وكير أول من سجل اسمه