عندما كتبت عن الدعوة للتبرع لما سمى – هزلا – بالمعونة المصرية.. كنت أرى القصة كاملة, بما فيها مشهد الختام المروع.. الذى تمت صياغته.. وتصويره فى ساعات.. كنت أرى حجم اللعبة الرديئة, التى دارت عجلات تحريكها عبر إعلام غير سوى فى أفضل الحالات.. وعرائس ماريونيت يتم تحريكها من خلف الستار الأسود الشهير.. مهمتها شحن المجتمع كله فى مواجهة منظمات المجتمع المدنى.. تحت دعوى المؤامرة الأمريكية على مصر.. والتى يقوم على تنفيذها الخونة والعملاء – على حد زعمهم – من العاملين فى منظمات المجتمع المدنى.. ولا مانع من بعض التوابل التى تزكى نيران الشحن داخل النفوس.. فتصدح على بعض الفضائيات أغنيات عبد الحليم حافظ لثورة 23 يوليو.. ومقاطع فيديو تذيعها نفس الفضائيات للعظيم جمال عبد الناصر.. وهو يوجه الإهانة لأمريكا بسبب تلك المعونة.. محاولة الإيحاء بتطابق المشهدين.. وشتان الفارق.. احد أركان تلك اللعبة كانت فكرة المعونة المصرية.. التى كتبت عنها الأسبوع الماضى.. ونلت بسببها ما قامت بصرفه لى كتيبة صاحب الدعوة.. الذين “يعشقونه” بنص ما يقول أنصاره.. فينبرون هجوما على كل من يقترب منه نقدا أو نقاشا أو حتى تساؤلا.. يرفعون شعار لا صوت لعقل يعلو على صوت صاحب الدعوة.. المطلق الحق – وفق ما يعتقدون – فى التحليل والتحريم والفتوى!!. أورد لكم ما تحمله المواقع الإلكترونية, مسجلا بالصوت والصورة.. لإحدى لقاءات الدكتور الشيخ محمود عبد الرازق الرضوانى.. شن فيها هجوما ضاريا على الاساتذة محمد حسان والحوينى وابو اسحاق.. وعفوا فهم لا يملكون الحق فى ان تسبق أسماءهم كلمة شيخ.. فلم يدرسوا علوم الدين, لا فى جهة علم.. ولا على يد أحد علمائنا الأجلاء, وهم كثر.. وقد أسماهم “نجوم الفضائيات”.. كاشفا الصراع غير الأخلاقى على كعكة أموالها.. مشيرا إلى أنه صراع لا يمت للدين ولا العمل الدعوى بصلة.. وتابع الرضواني:”أن قناة الناس, بدأت كقناة للمنوعات.. ثم ما لبثت أن تحولت لقناة دينية.. تقاضى منها حسان فى البداية راتبا شهريا قدره 10 آلاف دولار.. رغم قسمه على الهواء فى أكثر من مناسبة أن لا يتقاضى جنيها واحدا أجرا عن عمله بالقناة.. وعندما سئل عن قسمه.. قال: أنا أقسمت أننى لا أخذ جنيها واحدا, فأنا أقبض راتبى بالدولار.. إذن فيمينى صحيح”!! وأكمل الشيخ الرضوانى: “من هنا بدأ طمع المشايخ فى المكسب فحولوا قناة الخليجية هى الأخرى من قناة منوعات إلى قناة دينية.. ثم بدأوا يتحكمون فيمن يدخل القناة من الشيوخ ومن لا يدخلها.. بحكم ما يجلبونه من ربح يقدر بالملايين من مكالمات السائلين والباحثين عن فتوى.. بل كانوا يحذرون من ذهاب تبرعات المواطنين للخير إلى قنوات دينية أخرى.. ويمنعون الإعلان عليها.. فتسببوا فى خسائر فادحة لغيرهم من القنوات” أما علمهم فقد فسر الشيخ الرضوانى قائلا: “هناك فارق كبير بين الشهرة والعلم, فالشهرة ليست تأصيلا علميا.. ولا تعنى شهرة الشيخ أنه أصبح مرجعا للأمة الاسلامية.. ولكن سطوة الإعلام جعلت كلمة حسان ويعقوب عند الناس اهم من كلام الرسول.. فتقول لأحدهم قال الله وقال الرسول.. يقولون قال حسان ويعقوب”!! وأضاف:”أن حسان لا يمثل السلفين.. وانما يمثل نفسه.. وتسبب فى انتقادات كثيرة للسلفيين بسبب موقفه قبل الثورة.. فالمفروض ان تكون عندنا ثوابت اسلامية لا تتغير لا قبل الثورة ولا بعدها.. وكذلك مداهنته للمجلس العسكرى” واختتم الشيخ الفاضل كلمته محذرا حسان وغيره من المداهنة.. واتخاذ سلوكيات يتأثر بها الذين يتحركون وراءهم بدون وعى.. ظنا منهم أن تلك السلوكيات من صميم الإسلام.. وقبل أن تبادرونى بالسؤال: ومن هو الشيخ الرضوانى هذا.. لم نسمع به من قبل؟!.. أقول لكم.. الدكتور الشيخ محمود عبده عبد الرازق علي الرضوانى.. نشأ في محافظة الدقهلية.. حصل على دكتوراه فى العقيدة الإسلامية من كلية دار العلوم جامعة القاهرة.. عمل أستاذا مساعدا بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة كلية الشريعة وأصول الدين جامعة الملك خالد بالسعودية.. أعود لموضوع حديثى.. التبرع للمعونة المصرية.. لا بأس.. على من يرغب فى التبرع.. أما أن أجبر ويجبر غيرى على اقتطاع يوم من راتبه الشهرى.. من شهر فبراير حتى شهر يونيو للتبرع لتلك المعونة.. فهو أمر غير مقبول.. بل ومخالف لقانون العمل.. وعندما يوقع العاملين على مذكرة جماعية برفض التبرع.. يواجهون بجملة: “على كل منكم أن يكتب مذكرة منفردة”!!.. حدث هذا فى مؤسسات صحفية.. وفى شركات تابعة للقطاع العام وقطاع الأعمال.. بل تم حصر أسماء من رفضوا التبرع فى إحدى الهيئات الحكومية.. ورفعها لوكيلة الوزارة.. وهى بالمناسبة زوجة لمسئول عسكرى!!.. هل تملك كتيبة الأستاذ ردا مقبولا على هذا يحترم عقولنا؟!! ولن أتحدث عن قصره المنيف بمدينة السادس من أكتوبر.. ولا عن سياراته الفارهة.. ولا عن طاقم الحراسة الخاص به.. ولا عن زياراته المكوكية لأمراء المملكة العربية السعودية.. لن أتحدث.. وهو لن يرد.. فهو لم يرد على شيخ جليل بحجم الشيخ الرضوانى.. لكنى سأطرح سؤالا واحدا.. هل يملك الأستاذ حسان شجاعة حزب النور السلفى.. الذى فصل نائبا برلمانيا لأنه كذب؟!.. هل يعتذر الأستاذ حسان لأنه أقسم بغير الحق أو يرد على الشيخ الرضواني ؟!!