شهد الأسبوع الماضي جملة من الأحداث السياسية، أبرزها عودة التوتر مع السودان، تبعها توتر في المنتدى الإفريقي على خلفية إسرائيلية، وشهدت الأيام القليلة الماضية نشاطات سياسية واقتصادية مكثفة، تعلقت السياسية بقطاع غزة، وتمحورت الاقتصادية حول الغاز. توترات جديدة مع الخرطوم أضافت إقالة وزيرالخارجية السوداني، إبراهيم غندور، من قبل الرئيس السوداني، عمر البشير، بالأمس مزيدًا من القتامة على ضبابية العلاقة بين القاهرةوالخرطوم، خاصة أن بعض محللي السودان ربطوا بين الإطاحة بالغندور والتصعيد السوداني ضد مصر في الأممالمتحدة حول حلايب وشلاتين، لدرجة أن البعض قالوا إن تحرك الغندور بشكواه لمصر لم يكن منسقًا مع البشير، كما أن الغندور كان قد أعلن الأسبوع الماضي عن إمكانية قبول مصر بتوقيع اتفاقية مع إثيوبيا حول سد النهضة، رغم أن أديس أبابا رفضت الاعتراف بالاتفاقية المنظمة لحصة مصر التاريخية في نهر النيل، وقال الغندور حينها إن قصر الوقت هو ما حال دون توقيع مصر على الاتفاق. كما كشفت صحيفة "الانتباهة" السودانية عن أن وزير الخارجية السوداني المُقال تلقى اتصالاً من وزير الخارجية الأمريكي بالإنابة، جون سوليفان، بخصوص الإعداد للمرحلة الثانية من الحوار الأمريكي السوداني، مشيرة إلى أن الاتصال أولى اهتمامًا كبيرًا بملف سد النهضة الإثيوبي، وأشار مراقبون إلى أن واشنطن تعمل بقوة على التأثير على الموقف السوداني، لكي يميل من جديد لصالح الجانب الإثيوبي ضد مصر، خاصة أن السياسة الأمريكية ضد مصر هي سياسة قديمة، هددت بها أمريكا الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، انتقامًا من قراره بناء السد العالي بالتعاون مع الاتحاد السوفييتي، العدو اللدود للولايات المتحدة في ذلك الوقت، كما أن أمريكا تدرك أن إضعاف القدرات الاقتصادية لمصر يعد السلاح البديل لتنفيذ مخطط "الفوضى الخلاقة"، الذي يستهدف زعزعزة استقرار الدول العاصية على التقسيم والتفتيت. إلا أن محللين آخرون أسندوا إقالة الغندور لأسباب داخلية، نظرًا لاستياء الغندور من تأخر رواتب البعثات الدبلوماسية السودانية في الخارج لمدة 7 أشهر بقيمة تقدر ب 30 مليون دولار. وحول التوتر مع الخرطوم فيما يتعلق بحلايب قال وزير الخارجية السوداني المُقال، يوم الأربعاء الماضي، إن الخرطوم تقدمت بشكوى إلى الأممالمتحدة، تتهم فيها مصر بإجراء الانتخابات الرئاسية في مارس الماضي في منطقة متنازعة بين البلدين. حلايب وشلاتين لم تكن المصدر الوحيد المتجدد للتوتر بين الخرطوموالقاهرة، فكالعادة عاد ملف سد النهضة ليضيف بعدًا آخر لهذا التوتر، فبالأمس أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن مصر لم تتلقَّ ردًّا من إثيوبيا و السودان بشأن عقد اجتماع ثانٍ لاستئناف مفاوضات سد النهضة، وقال شكري إن "ما يحدث هو مزيد من فقد الوقت، ويجعل الزمن يداهمنا، وكان التكليف بأن يكون التوصل إلى حل للتعثر الفني خلال شهر، وبقي 15 يومًا فقط، وهناك أمور كثيرة تحتاج إلى تداول من قبل الشركاء". وعلى الرغم من التوتر بين القاهرةوالخرطوم، إلا أن مشاريع ربط الكهرباء لم تتأثر بهذا التوتر، حيث أعلنت وزارة الكهرباء المصرية، أمس الخميس، أنه تم الاتفاق على إرسال وفد فني إلى السودان؛ لبدء الخطوات التنفيذية لما تم الاتفاق عليه بشأن الربط الكهربائي بين البلدين. تحرك حول الغاز شهد الأسبوع الماضي موجة من الحراك الدولي باتجاه قطاع الغاز المصري، حيث وقعت مصر اتفاقًا مبدئيًّا مع الحكومة القبرصية واليونان وإيطاليا؛ لإنشاء خط أنابيب للغاز الطبيعي برعاية الاتحاد الأوروبي؛ بهدف ربط حقول الغاز بشرق المتوسط بإيطاليا عبر قبرص واليونان، كما أنه يمتد من قبرص إلى مصر عبر خط أنابيب بحري من المنطقة الاقتصادية بقبرص إلى نقطة محددة فى المنطقة الاقتصادية الخالصة أو البرية بمصر؛ بغرض توريده للشبكة القومية للغاز الطبيعي، أو العمل على إعادة تصديره من خلال مصانع الإسالة بمصر، إما للاستفادة بالغاز فى السوق المحلية، أو العمل على تصديره بعد إسالته فى مصنعي الإسالة بدمياط وإدكو، وتصل تكلفة الخط إلى نحو مليار دولار. ليس هذا فحسب، بل إن شركات نفطية استهدت الغاز المصري، حيث قال كريم علاء، رئيس شركة "بي بي" البريطانية في مصر، إن الشركة العالمية تستعد لأن تكون لاعبًا أساسيًّا في مجالات عدة بمصر، مثل تطوير وتنمية البنية التحتية، وتحقيق مزيد من الاكتشافات الغازية فى منطقة دلتا النيل الغنية بالغاز. ويوم الثلاثاء الماضي أعلنت شركة "شل" العالمية عودتها للتنقيب في المياه العميقة بمصر بعد توقفها لسنوات، وجاءت تصريحات الشركة متعددة الجنسيات خلال الدورة التاسعة من مؤتمر ومعرض دول حوض المتوسط "موك 2018 " في مدينة الإسكندرية. استفاقة باتجاه الصومال تابع محللون بمزيد من الاهتمام خبر اتصال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بنظيره الصومالي، محمد عبد الله فرماجو، وجاء في تفاصيل الاتصال أن السيسي أكد استمرار موقف مصر الداعم لوحدة الصومال وحرصها على تقديم الدعم الفني ومساندتها في جهود بناء مؤسسات دولته وترسيخ الأمن والاستقرار بها. اللافت في هذا الاتصال أنه أتى في وقت فقدت فيه مصر الكثير من الأوراق المهمة، ك"تيران وصنافير" في محيط البحر الأحمر الحيوي، لحساب دول أخرى كتركيا والسعودية والإمارات وحتى الكيان الصهيوني، وغير واضح ما إذا كانت هذه الاستفاقة بسبب وجود استراتيجية مدروسة لمصر، أم أنها محاولة مصرية لاحتواء الأزمة المتصاعدة بين الصومال والإمارات. تبادل الأسرى نقلت صحيفة "الحياة" اللندنية أن مصر تبحث مع وفد حركة "حماس" في القاهرة إمكانية التوصل إلى "اتفاق رزمة"، يشمل المصالحة وعودة السلطة إلى إدارة قطاع غزة ورفع الحصار وتبادل الأسرى مع الكيان الصهيوني، في وقت وجّهت فيه الحركة رسائل غير مباشرة إلى سلطة الاحتلال، لبدء جولة مفاوضات جديدة حول ملف الأسرى عبر الوسيط المصري، وكذلك إلى السلطة الفلسطينية والقاهرة، تبدي فيها استعدادها لتقديم تنازلات في سبيل إنهاء الانقسام، لكن بشروط. في مقابل هذه الأنباء أكدت حركة حماس، الأربعاء الماضي، أن أي طرف لم يعرض عليها صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل بعد، فيما نفى المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، هذا الخبر، مطالبًا صحيفة "الحياة" اللندنية بتحري المهنية والمصداقية في نشر أخبارها، مؤكدًا أن مصر لم تلمح للموضوع حتى.