الخرطوم تحظر المنتجات الزراعية والحيوانية.. والخارجية المصرية: قرار فني أعلن السودان رسميًا، وقف دخول المنتجات الزراعية أراضيه بشكل كامل، فضلاً عن حظر دخول المنتجات الحيوانية، الأمر الذي قد يترتب عليه قطيعة اقتصادية بين القاهرةوالخرطوم. واتخذ السودان القرار في وقت تتوتر فيه العلاقات السياسية بين البلدين على خلفية مطالبة الخرطومالقاهرة بمثلث حلايب وشلاتين المتنازع عليه، كما جاء القرار مستندًا إلى شكوك في المنتجات الزراعية واحتوائها على نسب عالية من الملوثات العضوية. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، في بيان له، إن السودان أبلغ مصر بأن القرار المتخذ "فني"، مؤكدًا أن وزير الخارجية السوداني، إبراهيم الغندور، كان يفترض أن يزور القاهرة هذا الأسبوع لمناقشة الخلافات التجارية وغيرها من القضايا، إلا أن الزيارة تأجلت لمدة أسبوع. ويتوقع خبراء اقتصاديون أن يؤثر القرار السوداني على الاستثمار بين البلدين، خصوصًا وأن الحكومة السودانية طالبت في بيانها المستثمرين بشراء السلع من بلد المنشأ، وليس عن طريق مصر. وقال الخبير الاقتصادي، شريف الدمرداش، إن "القرار السوداني من شأنه توجيه ضربة قوية للاستثمار الزراعي والحيواني بين البلدين"، مشيرًا إلى أن "مصر من أكبر الدول المستوردة للمنتجات الحيوانية السودانية". وتعجب الدمرداش في تصريح إلى "المصريون"، من توقيت القرار السوداني، لافتًا إلى أنه جاء في وقت يثير علامات الاستفهام، لاسيما وأن البشير كان قد هاجم مصر منذ أيام قليلة، وزعم أن مصر تحتل جزءً من أراضيه. وأوضح أن التبادل الاقتصادي بين مصر والسودان يقدر بالملايين، كما أن مصر تعتمد على الخرطوم في استيراد اللحوم لقربها، وبالتالي من المتوقع أن تلجأ لدول أخرى، ما يعني أن خزينة الدولة ستتكلف المزيد من الأموال. وشهدت العلاقات التجارية بين مصر والسودان، توقفًا في أكثر من محطة، حيثُ اتبعت الخرطوم بعض دول الخليج حين أعلنت رفضها دخول المنتجات الزراعية المصرية بدعوى حملها للفيروسات، ثم عادت السودان مرة أخرى لتستورد المنتجات بشكل طبيعي، قبل أن تفاجئ الجميع بالقرار السابق. وتوقع الخبير السياسي، الدكتور سعد الزنط، أن يكون القرار السوداني ورائه "غرض سياسي"، مشيرًا إلى أن السودان يملك علاقات قوية ببعض الدولة التي تدخل في عداء واضح مع مصر، معتبرًا أن هذا التوجه قد يكون أثر خلال الفترة الماضية. وربط الزنط في تصريح إلى "المصريون" بين الحالة السياسية المصرية الحالية والقرار السوداني المفاجئ، لاسيما وأن مصر كانت تسعى لتحسين العلاقات مع السودان والدليل على ذلك، هي زيارة وزير الخارجية السوداني للقاهرة التي كان مقررا لها خلال أيام. واستنكر ما وصفها ب "المواقف المتقلبة للسودان"، خصوصا في ملف سد النهضة، وكذلك رفض المنتجات الزراعية، مطالبا بأن تكون العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدولتين في منأى عن التوترات السياسية، خصوصا وأن هناك روابط تاريخية تربطهما معًا.