"سعف متقطع، مقطف، تيجان، وقلوب".. هكذا ينتظر مئات الشباب من المزارعين محدودي الدخل شهر إبريل من كل عام حيث أعياد الربيع والأقباط التي يقبل فيها آلاف المواطنين على شراء المشغولات اليدوية من السعف، وذلك لتحقيق بعض المكاسب. فوزي شاكر، أحد بائعي السعف المُشكل، قال إنه مع منتصف شهر مارس يبدأ في تقطيع وتقليم الجريد، وتجهيز السعف وتجميعه في الظل بكميات كبيرة، والتفنن لإبداع أشكال جديدة استعدادًا لموسم الرزق، حيث يأتي الباعة من كافة القرى والنجوع، حاملين على مقاطف صغيرة، تحوي آلاف السعف المقتطف من الجريد، ومعهم أبناؤهم، ويبدأون في مغازلة المارة خاصة الأطفال بالعديد من الأشكال التي يحبونها منها "التيجان" التي توضع على الرأس، والسلاسل والقلوب وبعض أشكال الحيوانات المألوفة، موضحا أن مكسب بعض الأيام يصل 200 جنيه. وأضاف شاكر أن بائعي سعف النخيل لا يقفون عشوائيًا لبيع منتجاتهم بل لهم مناطق محددة تجذب المارة وتحقق مكاسبهم التي يسعون إليها، خاصة في محيط الكنائس والميادين المزدحمة، وبعض الأسواق بالأحياء الراقية لضمان الشراء دون جدال. محمد فتوح، شاب عشريني ينتقل من قرى الغروب بمركز أبو قرقاص لمدينة المنيا، قاطعا مسافة تتجاوز 40 كيلو متر لبيع ما صنعه هو وأشقاؤه وأبناء عمومته الصغار من السعف وأشكاله المختلفة، حيث تعلم صناعة المطارح والصلبان والتيجان على يد جاره منذ 10 سنوات، ويبدأ في عمل الأشكال المختلفة بالسعف طوال شهر مارس بأكمله، ثم يتوجه إلى كورنيش المنيا، وبعض الشوارع التجارية الشهيرة لبيع السعف المضفر بأشكاله المحببة لدى المشترين، بأسعار تبدأ من 3 جنيهات إلى 15 جنيها للمطارح والقلوب الكبيرة التي يفضلها الكثيرين لتعليقها على الجدران وفي شرفات المنازل. وقال فتوح، إنه يمتلك نحو 13 نخلة في قطعة أرض صغيرة تركها له والده، وأن ما يتبقى من الجريد بعد تقطيعه وبيعه لأصحاب الحرف اليدوية والقفاصين هو السعف، إذ يتم تجميعه في غرفة خالية بها تهوية جيدة، ويقوم بتغطيته بكميات كبيرة من الحشائش لضمان رطوبته وعدم جفافه بشكل تام، إلى أن يبدأ في تصنيعه بأشكال مختلفة وبيعه، مشيرا إلى أن تجارة وصناعات السعف حرفة محببة لدى العديد من الشباب والصبية في القرى.