حدثان على قدر كبير من الأهمية يحومان حول الأزمة الخليجية، التي دخلت شهرها العاشر، ينتظر حدوثهما خلال الفترة القليلة المقبلة، الأول هو استقبال واشنطن لأطراف الأزمة والتباحث من أجل حل الإشكال مع قطر، والثاني متعلق بالقمة العربية التي جرت العادة على عقدها في الأسبوع الأخير من شهر مارس من كل عام، غير أنه لم يُعلن رسميًا بعد عن موعد القمة العربية ال29 المقبلة، وكانت قطر قد أعلنت أنها ستحضر القمة العربية المقبلة، بغض النظر عن مكان انعقادها. ويسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى استضافة زعماء دول الخليج بمنتجع كامب ديفيد، في الأسابيع القادمة، ووفقا ل"رويترز"، قال مسؤول أمريكي كبير، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وأمير قطر تميم بن حمد، يعتزمون زيارة ترامب. ومن المتوقع أن يزور ولي العهد السعودي أمريكا في 19 مارس الجاري، على أن يزور أمير قطرواشنطن في أبريل، وأعلنت الكويت أن القمة الأمريكية الخليجية ستعقد في مايو. ورغم التحركات الأمريكية في المنطقة، والتي كان آخرها زيارة مبعوث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني زيني، ونائب مساعد الوزير لشؤون دول الخليج، تيموثي ليندركينج، إلى المنطقة، ومنها القاهرة، واستقبلهما خلالها وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أمس، بغرض بحث سبل حل الأزمة الخليجية.. رغم ذلك فإنه لا تلوح في الأفق مؤشرات لنهاية قريبة للأزمة، فالدول المقاطعة لقطر تجدد تمسكها بتحقيق مطالبها من الدوحة المتمسكة بموقفها الرافض لهذه المطالب، ونفت مصادر سياسية مصرية، طرح مبادرة أمريكية كويتية، لتخفيف الشروط المفروضة على قطر مقابل ضمانات تقدمها الولاياتالمتحدةوالكويت، وأن هناك ضغوطا تُمارس على قطر حاليا لتغيير موقفها، وأكدت المصادر، أن «القضية» ليست في موقف الدول العربية الأربع، ولكن في موقف قطر الرافض لتنفيذ قائمة المطالب الثلاثة عشر. من ناحية أخرى، لا تبدو أجواء القمة العربية مناسبة لمناخ تقاربي بين قطر والدول العربية المقاطعة لها، حيث دعت المعارضة القطرية، اليوم الثلاثاء، إلى قبول طلبها لحضور اجتماعات القمة العربية المقبلة، أسوة بحضور المعارضة السورية لاجتماعات جامعة الدول العربية في الدوحة (2014). كما أن تصريحات ولي العهد السعودي في زيارة الحالية للقاهرة والتي يقول خبراء إنها جاءت لتوحيد الرؤى المصرية السعودية قبل القمة العربية، لا تبشر بقمة سلسة ولا بانفراجة قريبة، إلا إذا مورس ضغط أمريكي في طريق الانفراج، وقال ابن سلمان إن "السعودية ستنظم القمة العربية، ولا تشغلنا قصة مشاركة قطر"، وتابع: "لا أشغل نفسي بها، وأقل من رتبة وزير من يتولى الملف القطري، وأي وزير في الحكومة السعودية يستطيع حل الأزمة"، وأشار إلى أن استثمارات السعودية في الولاياتالمتحدة تبلغ نحو 800 مليار دولار أي 4 أضعاف الدخل القطري. من جهته استقبل أمير قطر أمس، في العاصمة الدوحة، مبعوثي وزير الخارجية الأمريكي للأزمة الخليجية القادمين من القاهرة، وقالت وكالة الأنباء القطرية إنه جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الاستراتيجية بين قطروالولاياتالمتحدةالأمريكية وسبل دعمها، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، وجاء هذا اللقاء عقب تسلم أمير قطر، رسالة خطية من أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، وتعد هذه ثالث رسالة من أمير الكويت لزعيم خليجي خلال 24 ساعة، بعد توجيهه رسالتين الأحد، للعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. وحول الموقف القطري من القمة الأمريكية الخليجية، قالت مصادر قطرية إن لقاءات كامب ديفيد المتوقعة أمامها 3 سيناريوهات، الأول أن تحقق نجاحا لافتا، وهو السيناريو الأضعف حاليا، والثاني أن تنجح الولاياتالمتحدة في إقناع دول الحصار برفع جزئي لبعض إجراءات الحصار، السيناريو الثالث يعدّ الأكثر احتمالية، ويرجح عدم انعقاد القمة لسببين رئيسيين؛ الأول أنه حتى الآن ليس هناك موقف واضح من دول المقاطعة تجاه عقد هذه اللقاءات، أو مضمون أجندتها، والأمر الثاني أن حالة الارتباك في واشنطن لازالت مستمرة، والرئيس الأمريكي وفريقه مشغولون بشكل كبير بمجموعة اتهامات حول روسيا. ويرجح مراقبون أن السبب وراء توقيت اللقاءات الأمريكية الخليجية هو أنه في 12 مايو المقبل سوف تنتهي مهلة الكونجرس لتعديل الاتفاق النووي مع إيران، ولذلك يتوقع أن يخرج ترامب بموقف جديد بالتعاون مع دول الخليج. وكانت السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطعت علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو 2017، لاتهامها بدعم وتمويل الإرهاب، وهو ما نفته الدوحة، وطالبت بالجلوس إلى طاولة الحوار، لحل المسائل العالقة بينهما.