قالت مصادر فلسطينية مطلعة إن اجتماع قيادة “حماس” أمس الأول بالقاهرة كان حادا وعاصفا وشهد نقاشات متوترة تركزت في معظمها على “تفرد” رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل بالقرار في اتفاق الدوحة الأخير. وذكرت المصادر، في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية في عددها الصادر اليوم الخميس، أن “الاجتماع الذي حضره أعضاء المكتب السياسي وقياديون في حماس من الداخل والخارج، ومن خارج المكتب السياسي وبينهم إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة وآخرون كان أكثر من عاصف وحادا معظم الوقت”. واتفقت حركتا فتح وحماس في 6 فبراير في العاصمة القطرية الدوحة على أن يتولى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رئاسة حكومة انتقالية توافقية تشرف على إجراء انتخابات وسط تأكيد الطرفين المضي قدما لإنهاء الانقسام الفلسطيني. وأضافت المصادر أن معارضي الاتفاق شنوا هجوما على مشعل بسبب قبوله بالاتفاق قبل أن يعود إلى قيادات ومجالس الحركة، متهمين إياه “بالتفرد” في قرار حماس. وشرح مشعل لماذا قبل اتفاق الدوحة بصيغته الحالية قائلا إنه اتفاق يصب في مصلحة حماس. وأكد مشعل أن الاتفاق يتضمن تعهدات قطرية بإعادة إعمار غزة وفتح خطوط مع الولاياتالمتحدة ودول أوروبية ورفع الحصار عن القطاع وتأمين الدعم المالي وعدم الاعتراض على فوز حماس مرة أخرى في الانتخابات وعدم محاصرتها كما تم في المرة الأولى. كما تحدث عن تعهدات بممارسة ضغوط دولية على إسرائيل لمنع أي تصعيد في قطاع غزة. وأقنع حديث مشعل البعض، ولكن آخرين تحفظوا بشكل كبير على رئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحكومة الانتقالية، معتبرين ذلك إقرارا بفشل حماس وعدم قدرتها على قيادة الفلسطينيين وتسليم أمرها لعباس. ولم ينه الاجتماع الخلافات داخل حماس حول هذه النقطة ، وفقا للمصادر، غير أنه تم الاتفاق على وقف أي أحاديث إعلامية حول الخلافات والظهور بمظهر الحركة الواحدة الملتزمة بالقرار السياسي.