يوجد في محافظة الإسكندرية العديد من الأماكن التاريخية والأثرية المهملة عن عمد، والتي يمكن أن تثري الخريطة السياحية بها، وتجعلها على مشارف المدن العالمية الجاذبة للسياح، ومنها جزيرة نيلسون التى تبعد 4 كيلو مترات شمال خليج أبو قير بمساحة 350 مترًا، الشاهدة على غرق أسطول نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية على مصر، وبها آثار الحرب العالمية الأولى. سميت "جزيرة نيلسون "بهذا الاسم بعد معركة أبو قير عام 1798 على اسم القائد الإنجليزي "هورايتو نيلسون"، أحد قادة البحر البريطانيين، والذي انتصر في معركة أبوقير البحرية على الأدميرال "برويس" قائد أسطول نابليون بونابرت. يمثل موقع الجزيرة أهمية كبرى؛ لأنها تقع في نهاية الطريق التجاري المصري، الذي كانت تمر به المنتجات والبضائع المصرية، ثم تبحر متجهة الى اليونان، وتخضع الجزيرة حاليًّا لسلطة البحرية المصرية، حيث كانت"نيلسون " قديمًا مدينة كبيرة ومكتظة بالسكان ومتصلة بالبر من خلال مدينتي كانوبوس وهيراكليون، وقد غرقت المنطقة التي تضم المدينتين وأجزاء من الجزيرة بسبب التغيرات الجيولوجية. ذكرت الأبحاث وفرق المستكشفين وجودًا للحياة الفرعونية على الجزيرة من خلال الاكتشافات التي عثر عليها بها والكثير من القطع الأثرية التي ترجع إلى العصر البطلمي، كما اكتشفوا بعض القطع والنقوش والقبور القديمة، وهناك حوالى 200 قطعة أثرية وضعت في متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، تتنوع بين الأواني الخزفية المبعثرة وآثار وجدران قديمة ومبانٍ. وأكد أشرف صبري المؤرخ العسكري أن الإسكندرية القديمة بآثارها الغارقة هى الباب الخلفي للسياحة المصرية، موضحًا أن مراكب الحرب العالمية الأولى الغارقة بأبوقير وهي 60 مركبًا دفعته للبحث عن تاريخ مصر في الحرب، واكتشف 14 مركبًا، كل منها أخذ 6 أشهر من البحث، وهو ما جعل مئات السائحين يأتون سنويًّا، ويغطسون لمشاهدة الآثار الغارقة في أبو قير بالقرب من جزيرة نيلسون. وأضاف صبري أن كل مركب اكتشفها من الحرب العالمية الأولى يقوم بالبحث عن اسمه من الداخل، ثم يقوم بعمل بحث لمعرفة تاريخ المركب وتسجيله وأسماء الضباط والعساكر المتواجدين به قبل الغرق، ومنهم كثيرون مدفونون فى مقابر "الكومنولث"، وعن طريق دفتر الزيارات الخاصة بالمدافن أرسل 1000 خطاب لذويهم؛ لإرسال أي صور لهم وسيرة عنهم لتوثيقها، وتابع "فوجئت أنه أرسل لي أحدهم خطابًا يحكي قصة حب جدته الممرضة على المركب، وكان مفاجأة، فهذا الخطاب كتبه حبيب جدته الممرضة لوالدها عقب غرق المركب وهو يطمئنه أن ابنته على قيد الحياة، وبدأ يرسل لي كافة التفاصيل وخط سير المركب من بداية إقلاعه من إنجلترا ومروره بفرنسا ومالطة، وكان يحمل 2700 جندي وضابط من الحلفاء، وعندما تم ضربه من قبل مدمرة ألمانية، قام الصيادون المصريون بإنقاذهم عبر القوارب الصغيرة ونقلهم إلى جزيرة نيلسون، ورفض قائد السفينة مغادرتها". وكشف أنه "عندما قرأ الفنان الراحل عمر الشريف هذه القصة المؤرخة في كتابي الذي يدرس في جامعات العالم عن الآثار الغارقة بالإسكندرية، قام بإرسالها إلى أكبر منتجي العالم، والذي أراد أن يجعل من قصة المركب فيلمًا سينمائيًّا ضخمًا، وكان عمر الشريف يريد تمثيل دور القبطان الذي رفض أن يغادر المركب، ومات به، ولكن قدوم الثورة حال دون قدوم المنتج إلى مصر". واختتم صبري بقوله "جزيرة نيلسيون كنز سياحى لمصر إذا تم تسويقها عالميًّا، بوضع خلفيتها التاريخية والآثار الغارقة بجوارها، فيوجد عشاق للغطس بالملايين عالميًّا، يحلمون أن يروا مثل هذه الآثار الغارقة".