يرفض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تأييد الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعه سلفه، باراك أوباما، في عام 2015، كما وصف نظام الحكم في طهران بالشرير، ويسعى لفرض عقوبات على الحرس الثوري، ورفض التصديق على امتثال إيران لشروط الاتفاق، لكنه ترك القرار بيد الكونجرس، ما يضع الاتفاق في خطر. وبعد محاربة الاتفاق النووي الإيراني، تحرك ترامب في اتجاهين؛ أحدهما لتدمير قانون "أوباما كير" للرعاية الصحية، وبعد فشل الكونجرس في إلغاء القانون كاملا، يحاول ترامب جعله غير قابل للاستخدام، ما يحرم ملايين الأمريكيين من الرعاية الصحية مقابل أسعار معقولة، أما الاتجاه الثاني، اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، لكن يبدو أن الرئيس الأمريكي عازم على تفكيك كل إنجاز حققه سلفه. يعد القرار بشأن إيران آخر مثال على استراتيجية الاحتواء، وعادة ما يستخدم الدبلوماسيون هذا المصطلح لوصف السياسية تجاه دولة معادية، لكن هذه المرة من يجب احتوائه، ترامب نفسه، والمهمة ملقاة على عاتق كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، مثل مستشار الأمن القومي هر ماكماستر، وزير الدفاع جيمس ماتيس، وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ورئيس الأركان جون كيلي؛ إنقاذا لأمريكا من رئيسها. يصف بوب كوركر، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري، كيلي وماتيس وتيلرسون، بأنهم الأشخاص القادرون على تجنب دخول الولايات المحدة في الفوضى، وأكد أنهم يحاولون احتواء ترامب يوميا في البيت الأبيض. يبدو أن القرار المتخذ بشأن إيران كان بعد موافقة مجلس الشيوخ، لكنه يتناسب مع عملية احتواء ترامب، وربما تحديه أو خداعه، وفيما يتعلق بكوريا الشمالية، كان ترامب يهاجم الدولة الآسيوية في تغريدة على موقع تويتر، في حين كان تيلرسون يفتتح قناة سرية ثانية لإجراء محادثات مع بيونج يانج، وحين قرر ترامب منع المتحولين جنسيا من الخدمة في الجيش، تجاهل ماتيس القرار بهدوء، فكل تحركات الاحتواء تبعث الأمل بأن شيئا لن يحدث. وتردد أن ستيف بانون، المساعد السابق للرئيس ترامب، والذي خرج من البيت الأبيض في أغسطس الماضي، أخبر الأخير أنه لا يمتلك سوى فرصة 30% للعمل، بموجب تعديل في القانون الخامس والعشرين، الذي يجعل الرئيس غير قادر على أداء صلاحيات وواجبات مكتبه، ويمكن للكونجرس الإطاحة به. يقع على عاتق الديمقراطيين دور في محاولة الإطاحة بترامب؛ من خلال تنظيم الحملات الخاصة بانتخابات نوفمبر 2018، لكسب مقاعد في مجلسي النواب والشيوخ، اللذان يسيطر عليهما الجمهوريين، وطالما سيطروا عليهما سيكون ترامب في مأمن. يمكن للجنرالات إيقاف ترامب عن استخدام الزر النووي، لكن هذا لا يعد راحة كافية للعالم، وبالتالي على الأمريكيين الاعتماد على الديمقراطية للتخلص من الزعيم المنتخب، لأن رئيسهم يشكل بالفعل خطرا واضحا على أمريكا والعالم، والديمقراطية وحدها القادرة على الإطاحة به. المقال من المصدر: اضغط هنا